الأنبا بيشوي مطران دمياط
الكتاب المقدس أساس ديانة المسيحية
إن الكتاب المقدس بعهديه يمثل أساسًا راسخًا للديانة المسيحية. فالمسيحية لم تأتِ من فراغ ولكن توجد نبوات كثيرة ورموز عن السيد المسيح، وعن أمور أخرى كثيرة. فمثلًا تنبأ الكتاب المقدس عن ميلاد السيد المسيح “ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل” (أش7: 14). وتنبأ عن ميلاده في بيت لحم “أما أنت يا بيت لحم إفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل” (ميخا5: 2). وأيضًا تنبأ أشعياء وقال بفم الرب “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام” (أش9: 6).
وكذلك عن هروب السيد المسيح إلى مصر “لما كان إسرائيل غلامًا أحببته ومن مصر دعوت ابني” (هو11: 1). وعن دخول السيد المسيح إلى أورشليم “ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زك9: 9).
وكذلك عن آلام السيد المسيح “ظُلِم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أش53: 7). وكذلك من مزامير داود النبي “ثقبوا يديَّ ورجليَّ، أُحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون” (مز22: 16-18).
سألنا مرة أحد المحامين اليهود (قابلناه خارج مصر بشأن قضية دير السلطان) كيف تنال الغفران؟ فقال نطلب الغفران من الله. فقلنا إن الكتاب المقدس يقول إن الغفران بالذبيحة، وأنتم لا يوجد لديكم ذبيحة . لأن الهيكل قد هُدم منذ أل في عام تقريبًا، ولا يوجد الآن ذبيحة لغفران الخطايا حسب الطقس اليهودي القديم لأن الذبيحة الحقيقية هي ذبيحة الصليب.. ثار وقال لا؛ لا يوجد شيء يسمى ذبيحة بشرية، والله لا يقبل ذبائح بشرية.
قدمنا له المزمور (22) ليقرأه إلى أن وصل إلى الآيات التي تقول “ثقبوا يديَّ ورجليَّ، أُحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون” (مز22: 16-18) سألناه هل داود النبي كان يتكلم عن نفسه؟!! أي هل قد ثُقبت يداه ورجلاه؟ فقال لا، لأنه مات على فراشه. وهذا مكتوب في أسفار الكتاب المقدس. فقلنا له متسائلين: إذن عمن يتحدث هذا المزمور الذي يقول “يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي وإلى تراب الموت تضعني لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يديَّ ورجليَّ أُحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون. أما أنت يا رب فلا تبعد. يا قوتي أسرع إلى نصرتي. أنقذ من السيف نفسي. من يد الكلب وحيدتي. خلصني من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي. أُخبر باسمك أخوتي. في وسط الجماعة أسبحك” (مز22: 15-22)؟! و في النهاية اعترف المحامى اليهودي وقال {هذا وصف دقيق لصلب السيد المسيح}!!
فالمسيحية لم تأتِ من فراغ، ولكنها بُنيت على أساس نبوات سبق فأنبأ بها أنبياء قديسون قبل مجيء السيد المسيح بآلاف السنين.. وقد قال السيد المسيح لليهود؛ موسى كتب عنى “لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عنى” (يو5: 46).. وقال أيضًا “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح” (يو8: 56).
وقد امتلأ زكريا من الروح القدس في يوم ميلاد يوحنا المعمدان “امتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلًا مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه. كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا” (لو1: 67-75).