الكتاب المقدس لكل البشر
الكتاب المقدس لكل البشر

الحقيقة التي يعلنها الكتاب المقدس ويؤمن بها البشر هي أن حين خلق الإنسان خلقه على صورته وشبهه، وقد أعد له جنه عدن ليسكن فيها، لكن الإنسان أخطأ وسقط وصار محكوما عليه بالموت الأبدي، يقول الكتاب المقدس أن “أجرة الخطية هي موت” (رومية 6: 23). كان لابد أن يموت الإنسان كأجرة لخطيته، وكلن الله يعلم بكل هذه الأمور مسبقأ، لأنه هو رب الماضي والحاضر والمستقبل، والمستقبل كله حاضر أمامه كما أن هذه اللحظة حاضرة أمامك تعرف ماذا يجرى فيها. !
وهكذا حين رأى الله آدم وحواء أنهما عاجزان عن خلاص نفسهما من حفرة الخطية التي سقطا فيها، كان قد سبق وأعد لهما طريقا وحيدا، بدونه لا غفران ولا مسامحة، لا جنة ولا نعيم، هذا الطريق يعتمد على عمل الله ذاته، حيث يرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح ليقدم نفسه كفارة ويموت فداء للإنسان، “يدون سفك دم لا تحصل مغفرة ” (عبرانيين 9: 22).
وحيث أن الكل أبناء آدم، وهم جميعا خطاة ومحكوم عليهم بالإهلاك، يكتب الرسول بولس قائلا “إذ الجميع أخطاؤا وأعوزهم مجد الله” (رومية 3: 23). فحين مات المسيح مات للأجل الجميع لكي يصبح الباب مفتوحا لكل من يقبل. ويطيع عمل الله، يشهد الكتاب عن ذلك فيقول “فإذا كما بخطئه واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرين أبرارا” (رومية 5: 18-19). فالكتاب المقدس، يقدم رسالة خلاص الله لهذا العالم المحتاج للخلاص، وقد جاء المسيح إلى العالم حاملا معه خلاص الله للبشر من عقاب الخطية ومن عبوديتها. وإذا بحثنا في الإنجيل بشكل خاص والكتاب المقدس بشكل عام لا نرى إلا ما يؤكد لنا عمومية الخلاص، وكونه للناس كافة لا لجماعة خاصة أو لفئة معينة. ومن الخطأ الفادح أن نقول بأن المسيح جاء لخلاص فئة من البشر فقط، أو أن الإنجيل كتاب لهم وحدهم.
الله خلق الجميع، وأمامه الكل متساوون والكل يحتاج لمن ينقده من عبودية الحظية وعقابها. فالأسرة لا تستطيع أن تنقذ الإنسان من عقاب الخطية.. من الموت الأبدي والطرح لي جهنم.. والدين لا يخلص.. والأنبياء أنفسهم بشر وفيهم الطبيعة الفاسدة ذاتها، وهم بحاجة للمسيح ليخلصهم. فكيف يمكن أن نقول بأن المسيح والإنجيل لفئة معينة؟.
لقد خلق الله جميع البشر وهم أمامه متساوون وحين جاء المسيح جاء ليقدم الخلاص لكل العالم، جاء من أجلي ومن أجلك، من اجل الشرقي والغربي، الأوروبي والإفريقي، الآسيوي والأمريكي، وكل إنسان خلقه الله على صورته وشبهه. وعندما سجل هذا العمل في الإنجيل كان ليعرف جميع الناس أن هناك طريقا أعد حديثا بدم يسوع المسيح المعروف سابقا قبل، تأسيس العالم.
نذكر هنا عدد من الآيات من الكتاب المقدس توضح محبة الله، خلاص المسيح المقدم للعالم أجمع.
“التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر” (إشعياء45: 22)، وكتب الرسول في رسالته إلى العبرانيين: “أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي وفي كل حين ليشفع فيهم (العبرانيين 7: 25).
وهناك الآية الشهرة التي تؤكد محبة الله للعالم، والتي سجلها البشر يوحنا، والتي تقول: “هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).

هل تبحث عن  أم عمانوئيل مخلصنا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي