الكتاب المقدس والعلم الحديث

الكتاب المقدس والعلم الحديث

الكتاب المقدس لم يُصَغ بأسلوب علمي، وذلك للأسباب الآتية على الأقل.
1-
لأن الكتاب العلمي يلزم إعادة كتابته كل قرن أو ربما كل جيل ليتمشى مع ما يكتشفه البشر من حقائق علمية جديدة. وهذا ما لا يليق بكتاب إلهي.
2-
لأن كتاباً يكتب بأسلوب علمي يكون بعيداً عن متناول البسطاء من البشر، ويستحيل عليهم فهمه. أما كتاب الله المكتوب بلغة روحية وأسلوب إلهي فهو مقدم للجميع. كمياه المحيط التى فيها يسبح الطفل وفيها يغرق العالم
.
3-
لأن العلم ونظرياته المرتبطة بالعالم الذى يزول، ليس هو غرض الكتاب. فالكتاب أساساً يكلمنا عن الخالق لا الخليقة، وعن خلاص النفس الأبدي لا عن استخدام العالم فى الزمان الحاضر. ولهذا فإنه يخاطب القلب أكثر من العقل.

وقبل الخوض فى هذا الموضوع العظيم دعنا نبدأ بهذا المثال الأولي. فمعروف أن الأجسام تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة، وبهذا القانون البسيط يمكن لأي شخـص نصف متعلم أن يؤكد أن الثلج أثقل من الماء، اعتماداً على هذا القانون المعروف. ولـو كان ذلك كذلك لغرق الثلج فى قاع الماء، وبالتالي بعد عدة فصول شتاء فى المناطق الباردة، ونتيجة لتراكم الثلج، فإن كل الأنهار والبحيرات ستتحول إلى ثلج لا يمكن لأشهر الصيف الدافئة أن تذيبها كلها. لكن هذا الاستنتاج الخاطئ بنى على قانون معروف ومسلّم به من الجميع. على أن الله فى عظمته وحكمته جعل فى الماء خاصية مختلفة قبل أن يصل إلى نقطة التجمد، وهذه الخاصية من شأنها أن تجعل الثلج يطفو على سطح الماء ولا يغرق

!

هل تبحث عن  الرجوع الي الله

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي