الله يعين أثناء التجربة

الله يعين أثناء التجربة

عندما كانت نفس المفلوج تعاني لفترة طويلة من الأتعاب ، فأن أحد منافعها الحقيقية هو تسليمها للتجربة المتقدة المحزنة كأحد أنواع الأفران،وأما النفع الأخر الذي لايقل عن هذا فهو أن ” الله كان حاضراً مع المفلوج في وسط بلاياه مقدماً له عزاء عظيماً “

الله هو الذي قواه وسنده وأمسك بيده لايسقط فإننا إن كنا حكماء بلا حدود ،حتي وإن كنا قادرين وأقوياء أكثر من كل البشر ، لكن في غياب النعمة الإلهية لانقدر أن نقف حتي أمام التجارب العادية جداً.

ولماذا أتكلم بخصوص من كلا شيء ( في مستواهم الروحي )مثلنا ،لأنه حتي بولس أو بطرس أو يعقوب أو يوحنا ،لو نزعت العناية الإلهية عن أحدهم لسقط للحال في العار وطرح مستلقياً أرضاً.

أمثلة :عن هؤلاء أقرأ لك كلمات المسيح نفسه. إذًا يقول لبطرس: “هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك “لو31:22 ،32

ماذا يعني بقوله ” يغربلكم”؟ أي يدور بكم ويثنيكم ويثيركم ويحطمكم ويقلقكم، الأمور التي تحدث أثناء الغريلة.

يقول : لكنني أصده ،عارفاً بعجزك عن احتمال التجربة ،لأن قوله ” لكي لا يفني إيمانك ” ينطق بها ذاك الذي يعني أنه لو سمح بها لهلك إيمانه.

فإن كان بطرس، الذي كان هكذا غيوراً في حبه للرب، مقدماًً حياته عنه مرات كثيرة، نائلاً رتبة الرسولية ،ودعاه سيدة ” مطوباً ” ، ولقبه ” بطرس ” لحفظه ايماناً ثابتاً قوياً وتمسكه به ، بطرس هذا كان يمكن أن يهلك وتنزع عنه وظيفته لو سمح المسيح للشيطان أن يجربه بالقدر الذي كان الشيطان يريده فمن يقدر أن يثبت بدون معونة المسيح؟

هل تبحث عن  توبى يا نفسى مادمتى فى الارض ساكنة

لذلك يقول بولس ايضاً ” ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ فقط أنه لا يسمح بالتجربة فوق طاقتنا ،بل وحتي لتلك التي هي قدر طاقتنا فانه يحملنا معنا ويسندنا ، فقط إن كان من جانبنا نعمل قدر استطاعتنا ،مظهرين الغيرة والرجاء في الله والشكر والاحتمال والصبر.

فليس فقط في التجارب التي هي فوق استطاعتنا ،بل وتلك التي هي في قدرتنا. نحتاج الي العون الإلهي ،ان كنا ثابتين بشجاعة ،فقد قيل في موضع اخر أنه كلما كثرت ألام المسيح فينا،حتي نعزي الذين هم في أي ضيقة بالتعزية التي فينا من الله( كو5:1 ،4 )

هكذا اذاً الذي عزي المفلوج ،هو نفسه الذي سمح له بالتجربة أن تحدق به.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي