اللَّقلق يسكن السَّرو في الكتاب المقدس



ثم نجد اللَّقلق يسكن السَّرو .. ولماذا السَّرو بالذات؟
إن شجر السّرو له استخدامات متنوعة، ويذكر لنا الكتاب المقدس أربعة استخدامات له على الأقل:

  1. بناء المراكب (حز27: 5).
  2. بناء البيوت (1مل5: 8).
  3. صُنع آلات الطرب (2صم6: 5).
  4. صُنع الرماح وآلات الحرب(ناحوم2: 13).

وفي هذه الاستخدامات الأربعة نجد ما يُقدمه العالم للإنسان البعيد عن الله عسى أن يُشبع رغائبه، وبذلك يحفظه في حالة البعد عن الله.

فالمراكب .. تُستخدم في التجارة، يقول يعقوب عن ابنه زبولون: «عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن، وجانبه عند صيدون» (تك49: 13). وصيدون تُعتبر من أقدم مدن العالم، ولقد كانت مدينة غنية نظراً لموقعها الجغرافي كميناء. كما أن السفن أو المراكب كان لها دورٌ كبيرٌ في غِنى وتعاظم الملك سليمان حيث كانت تأتي من ترشيش «حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس» (1مل10: 22).

والبيوت .. تكلمنا عن حالة الاستقرار والأمان اللذان هما رغبة كل إنسان بعيدٍ عن الله وحياته ليست سوى مزيجاً من القلق والاضطراب.
ماذا فعل قايين بعدما سمع حكم الله الرهيب «تائهاً وهارباً تكون في الأرض» (تك 12:4)؟ لقد سعى جاهداً لبناء مدينة يسكن فيها، وكان هو أول إنسان شيّد مدينة، ودعاها باسم ابنه حنوك (تك4: 17). لقد حاول أن يجد أمنه وسلامه في مدينة ذات أسوار، ولكن ماذا يقول الكتاب في هذا الصدد: «باطنهم أن بيوتهم إلى الأبد، مساكنهم إلى دور فدور. ينادون بأسمائهم في الأراضي. والإنسان في كرامة لا يبيت. يشبه البهائم التي تباد» (مز49: 11، 12).

وآلات الطرب .. تكلمنا عن محاولة الإنسان الفاشلة في أن يهدئ من روعه ويُسَكِّن ضميره الهائج عن طريق موسيقى تشنف آذانه وتدغدغ نفسيته القلقة. وهذا عين ما فعله نسل قايين، فلقد كانوا هم أول من أدخلوا فن الموسيقى في العالم، وأول من صنعوا الآلات الموسيقية (تك4: 21).

هل تبحث عن  ما قام به يسوع هو أنَّه بذلُ ذاته، فاتحًا المَلكوت لكل من يصلي

وهل يمكن حقاً أن يحظى الأشرار بسلام؟ إن الكتاب يعلن صراحة «لا سلام، قال الرب للأشرار» (إش48: 22).

وأخيراً نجد في آخر استخدامات السرو صنع الرماح وآلات الحرب .. وهذه هي النتيجة الطبيعية المتوقعة لإنسان نجس يعيش بالانفصال عن الله محاولا أن يجد كل كفايته في هذا العالم الموضوع في الشرير. فما كان يطمحه من غنى ورجاء في عالم المال والثراء، وما كان يبتغيه من هدوء وراحة بال في مكان يستقر ويأنس فيه، وما كان يتشوق إليه من طرب ينعشه ويرفع من معنوياته. إذ به يجد نفسه قد دخل في حروب وصراعات دامية محركها الرئيسي ذاك الذي هو «قتّال للناس من البدء» (يو8: 44).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي