المؤمن كشجرة


المؤمن كشجرة ( هوشع 14: 5 ، 6)




يُزْهِرُ كَالسَّوْسَنِ، وَيَضْرِبُ أُصُولَهُ كَلُبْنَانَ. تَمْتَدُّ خَرَاعِيبُهُ،
وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَالزَّيْتُونَةِ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَلُبْنَانَ

( هوشع 14: 5 ، 6)




تصوُّر لنا كلمة الله المؤمن كشجرة في أربع صور:

(1) «فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح» ( مز 1: 3 ). هنا نرى المؤمن الذي يتغذى بكلمة الله ويتمتع بها، فيُسَرّ ويلهج بها دائمًا، فتبقى حياته في نضارة روحية دائمة، فوجوده عند مجاري المياه يُظهر ويضمن الإثمار والتظليل على الآخرين؛ وينعكس هذا أيضًا في نجاحه في كل أمر يعمله.

(2) «أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله. توكلت على رحمة الله إلى الدهر والأبد» ( مز 52: 8 ). المؤمن أيضًا مدعو للوجود الدائم في محضر الرب، فيعيش كأنّ الرب أمامه في كل حين، ويتمتع بوجوده معه في داخل الاجتماع وخارجه، وهو أمرٌ يمجّد الرب، ويُبقي المؤمن متّكلاً على رحمة الله بصورة مستمرة، فهو – تبارك اسمه – مَن يحفظ أولاده، ويعين ضعفاتهم للبقاء في هذه الحالة المقدّسة.

(3) «زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة دَعَا الرب اسمك» ( إر 11: 16 ). ينظر الله إلى المؤمن متوقّعًا إثماره الدائم، بل وجمال ثمره، وهو انعكاس لعمل الله في القلب. هنا نتكلم عن الخدمة والشهادة للرب، فنوعية الثمر وحلاوة منظره يُظهران قوة عمل الله في قلب المؤمن، فيتمجّد في حياته. لاحظ أن ثمر الروح هو حياة الله الفاعلة في القلب، فليس مِن أحدٍ قادر أن يُظهر محبةً أو فرحًا أو سلامًا من نفسه وبقوته الذاتية.

(4) «تمتد خراعيبه، ويكون بهاؤه كالزيتونة، وله رائحة كلُبنان» ( هو 14: 6 ). المؤمن الثابت في الرب وجذوره العميقة مرتبطة بسيده، تراه يمتد بأغصانه الصغيرة، وهي بهاء الشجرة الحاملة ثمارها، والناشرة رائحتها. هنا نرى النمو من خلال الامتداد في حياة الشهادة والكرازة، وتقديم محبة الله للآخرين، وهي ناحية أخرى تُظهر الثمر المبارَك من الله.

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله يعقوب ( 1 : 1 - 12 ) يوم السبت

تسري حياة الله في المؤمن فيشبَع ويُشبِِع، يتعمّق في معرفة الله وكلمته المقدّسة، ويتمتّع بمحضره الدائم في حياته، فتكون شهادته عَطرة، وحياته فَرِحة، فيُظلّل الآخرين بخدمةٍ وحبٍّ، ويأتي بثمرٍ كثير يزيد الشكر لله.

يا رب املأ حياتنا بشخصك كي ما نعيش لك ولمجدك، فليس غيرك مَن يستحقّ أن نحيا ونُثمِر بل ونموت لأجله، مجدًا لاسمك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي