المديح الثاني والثلاثون
معلّم
البرّ والبشرى
18
(1) … نورك وأقمت نيّراً… (2) نورك بلا انقطاع… (3) فمعك النور… (4) وقد
كشفت أذناً من تراب… (5) بسبب القصد الذي… فثبتت بيدَي (6) عبدك إلى الأبد.
وبفمك أعلنت بشاراتك العجيبة لتشعّ (7) في عيون جميع سامعيها. وقد سندتَ عبدك
بيمينك القديرة لتقودهم (8) بقوّة قدرتك… ودعا اسمك ونما في المجد.
(9)
لا تردّ يمينك العظيمة بعيداً عن شعبك لكي يكون له من يتعلّق بعهدك (10) ويقف
أمامك في الكمال. فقد فتحت معيناً في فم عبدك، وعلى لسانه (11) حفرت بالحبل فرائضك
لكي يعلنها على الخليقة ويبيّنها ويكون ترجماناً في هذه الأشياء (12) لما هو تراب
مثلي.
وفتحت
معيناً لتلوم خليقة الطين على سلوكها، وخطايا المولود (13) من المرأة بحسب أعماله،
ولتفتح أوامر حقّك للخليقة التي سندتها بقوّتك، (14) فيكون بحسب حقّك حامل البشارة
في هيكل حنانك، فيبشّر الوضعاء بحسب وفرة رحمتك (15) ويسقيهم من معين القداسة،
ويعزّي المنكسري الروح والحزانى ليعطيهم الفرح الأبدي.
(16)
… مولود المرأة (17) … رحمتك وبرّك (18) … دون أن أرى ذلك. (19) … فكيف
أنظر إن لم تكشف لي عينيّ؟ وكيف أسمع (20) إن لم تكشف لي أذنيّ؟ وأنا، فقد انذهل
قلبي، لأن اقلف الاذن قد كُشفت له الكلمة، وقلب (21) الإنسان علّمته الحقّ. وعرفتُ
أن لأجلك صنعتَ كل هذا يا إلهي.
وما
البشر؟ (22) تلك كانت مشورتك بأن تتمّ المعجزات، وفكرك بأن تدلّ على قدرتك وتكوّن
كل شيء لمجدك.
(23)
وأنت خلقت كل جيش المعرفة لتخبر البشر بجبروتك وفرائضك الثابتة لمولود (24)
المرأة. وأدخلت مختاريك في عهد معك، وكشفت القلب الترابيّ ليحفظوا نفوسهم (25) من
كل سوء ويهربوا من فخاخ الدينونة إلى رحمتك.
وأنا
الخليقة (26) من طين، واناء التراب، وقلب الحجر، كم تكرمني بحيث (27) وضعت كل
أقوال حقّك في اذن من تراب، وحفرت أقوال الأبد في قلب (28) فاسد. ومولود المرأة
أرجعته وأدخلته في العهد معك ليقف (29) أمامك طوال الأيام في الموضع الأبديّ حيث
يشعّ نور فجر دائم بدون ظلام، (30) خلال ساعات من الفرح لا حدود لها، وأزمنة من
السلام لا تنقطع.
(31)
… وأنا خليقة التراب… (32) … أفتح…
تم نسخ الرابط