admin
نشر منذ سنتين
2

المراة الكنعانية تتحدث عن يسوع

يقولون ، أنه أشبع الحاضرين خمراً معتقة لم يتذوقها قياصرة روما و لا أكاسرة فارس بعرس قانا ، و يقولون أيضا أنه حدث المتكئين ليلتها بأمثال لم تسمع بها سوريا من قبل و لم تخرج قط من فم حكيم .

لقد سمعت عن الحرارة التي كانت تنسل من بين أصابعه كخيوط الصباح ، فتهرع الحمى هاربة من بدن العليل … وسمعت كذلك عن أعاجيب عديدة صنعها بكفر ناحوم و أورشليم و الجليل .

نعم ، لقد صدقت كل هذا ، و آمنت بكل ما سمعته عن ذلك الآتي من جليل الأمم فور رؤيته لأول وهلة على مشارف صيدا ، لم يكن يسوع كسائر الرجال ، فقد كان يعطي الأمان و الثقة لكل من يستمع أو يحدق إليه ، و حتى إن قال لك سأحرك هذا الجبل من موضعه ستصدقه في الحال ، أو قال للجائع ستشبع و للمريض ستشفى سيصدق ما يقوله فوراً ، و هذه قوة لا تجدها تجتمع في حكيم أو نبي .

لقد طلبت منه أنا أيضا أن يمنح ابنتي المعذبة الشفاء ، لأنه كان لي يقين أن عطيته ستشمل قلاعاً غير قلاع اليهودية ، و أن النعمة ستطالنا نحن أيضاً ، و لن يمكنه أن يتخلى عن امرأة كنعانية تطلبه و تتوسل إليه بشدة ، أو مستضعفاً خارج بيت إسرائيل يتألم و ينشد الرحمة .

لقد حكت لي جدتي العتيقة ذات يوم عن نعمة إله إبراهيم و يعقوب التي شملت مستضعفين من باقي الأمم ، فأرملة صرفة صيداء منحها النبي “إيليا” رغيفاً فاض عن حاجتها في وقت ضيق و شدة ، و لم يفعل هذا مع “عليزة” أو “راحيل” ، و “أليشع” العظيم منح الشفاء ل” سمعان السرياني” بعد أن غطى البرص جسده ، و لم يمنحه لأبرص من بني إسرائيل ، لأنه ما من نبي مقبول في بلدته .

هل تبحث عن  صلاة جميلة إلى العذراء الطوباوية مريم

لقد صمت يسوع طويلاً قبل أن يجيبني و يقول لي ، يا امرأة : أليس حرياً بأن نترك الأبناء يشبعون ؟؟ ، و طلب مني تلاميذه الانصراف لأن يسوع كانت عيونه على خراف اليهودية الضالة ، لكني كنت لجوجة إلى حد كبير و قلت له ، يا سيد سأكتفي بالفتات الساقط من مائدتك و سأرضى بالقليل من عطيتك ،

التفت يسوع نحوي ناظرا إلي بإعجاب لم أعهده من قبل ، و قال لتلامذته هي ذي امرأة مؤمنة بحق ، حينها أحسست بقبس من حرارته يغمرني كما يغمر نور الفجر كروم لبنان المثقلة ، و بشعاع خاطف من ضوء عينيه جعلني أؤمن بأن ابنتي ستشفى في الحين و كان لي ما أردت .

و بعد مرور كل هذه السنين ، سمعت أنه أمر تلاميذه الذهاب إلى كل الأمم ليحملوا الكلمة الحارة و الإيمان المشع لكل الناس ، في مصر و روما و فارس ..

فكما أن هيكل سليمان شيده بناءون مهرة من فينيقية بأحجار أورشليم و أرز لبنان ، فإن أنوار السماء ستغمر كذلك أعالي الجليل و كل فينيقية ، و سترفرف ذكرى الناصري العجيب مع نسائم الصباح و عبير الليل فوق هذه الربوع الشاهدة لتمنحنا السلام في مواسم القطاف و الحصاد ، و لتعطينا البركات في غرة الأعراس و الأعياد …

و لن تهتف أورشليم لوحدها هوشعنا لابن داوود ، بل صور و صيدا أيضاً ستهتف ، و لن يكتفي الأغراب بالفتات الباقي ، بل من مائدة الملوك سيشبعون ، و من خمور قانا سيشربون لأن عيني يسوع ستكون على خراف أخرى من باقي الأمم ليحضرها هي كذلك لمروجه المطرزة بزنابق نيسان و أزاهر شارون .
.
نعم ، هكذا كان و هكذا سيكون …

هل تبحث عن  الشهيد القس مكسي الشنراوي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي