في المفهوم الكتابي أن الله هو الملك دائمًا وأبدًا، وإن كان هناك ملك أرضي فهو ينال القوة والبركة والمعونة من الله لكي ما يسوس شعبه، وكان بنو إسرائيل يعظمون ملكهم لأنه هو الشخص المختار من الله لهذه الوظيفة، ولأنه يتمم المشيئة الإلهيَّة، وفي يوم تنصيبه ومسحه ملكًا يمنحه الرب قلبًا جديدًا كما فعل مع شاول أول ملوك إسرائيل، ولكن لم يؤلّه بنو إسرائيل ملكهم كما فعل المصريون والبابليون قديمًا. وكانت الاحتفالات بتنصيب الملك تشمل:
أولًا : مسح الملك في الهيكل، وفي هذا تجديد لمراحم الله التي أعطاها لداود النبي (مز 132 : 11، 89 : 19، 20، 28).
ثانيًا: تجليس الملك على عرشه في القصر الملكي وتتويجه بالتاج الملكي (مز 2 : 6 – 8، 110 : 1-5، 89 : 3، 4، 24، 26-29، 35-37).
وأهم المزامير الملكية التي تتحدث عن شخصية الملك وصفاته ثمانية مزامير (مز 2، 20، 21، 45، 72، 101، 110، 144)، وهذه المزامير تُبرِز قوة الملك في الحق والعدل والحكمة والحروب، كما أنها تحمل صلوات من أجل الملك، ويقول “الخوري بولس الفغالي“: ” التنصيب عمل ديني وسياسي.. يهتف الشعب: ليحيى الملك (2مل 11 : 12) وينطلق الملك من الهيكل إلى القصر يرافقه تصفيق الجماهير والموسيقى. وحين يصل إلى قاعة العرش، تسلَّم إليه شارات المُلك (الصولجان، السيف) ويمر أمامه جيشه (كانوا يكتفون ببعض القواد) مقدمًا له خضوعه. ثم يأتي عظماء المملكة يقدمون له ولاءهم، وسفراء الممالك المجاورة. وبعد أن يُلقي الملك كلمته يُعلن أحد الأنبياء بشكل صلاة تمنياته للملك الجديد” (49).