المزمور السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ

الهتاف لله ملك الأرض.

لإمام المغنين. لبنى قورح. مزمور.

“يا جميع الأمم صفقوا بالأيادى…” (ع1).

مقدمة:

1. كاتبه: بنو قورح.

2. متى كتب؟

أ – عندما أعاد داود تابوت العهد إلى أورشليم (1 صم6: 19 – 21).

ب – نبوة عن انتصار الله على سنحاريب وجيشه (2 مل18: 13 – 19: 37).

ج – نبوة عن فداء المسيح، الذي تم على الصليب، فملك على كل المؤمنين به من الأمم واليهود.

د – نبوة عن صعود المسيح إلى السماء (ع5).

هـ – نبوة عن المجيء الثاني للمسيح في يوم الدينونة ليملك على المؤمنين به من الأرض كلها.

3. هذا المزمور كان يرنمه اليهود في عيد الأبواق (عد29: 1)، وأعيادهم الكبرى.

4. يردده الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد انتهاء القداس، وهو يدور حول المذبح، ويصفق ليمجد الله.

5. تردد بعض الكنائس هذا المزمور في عيدى الظهور الإلهي والصعود.

6. هذا المزمور يناسب كل نفس تحب الله وتشتاق أن يملك عليها، فتسبحه ليتجدد الاشتياق إليه في قلبها.

7. هذا المزمور من مزامير الحمد، مثل المزمور السابق والتالي له.

8. هذا المزمور يعتبر من المزامير المسيانية.

9. هذا المزمور موجود في صلاة الأجبية في الساعة الثالثة، التي حل فيها الروح القدس على التلاميذ، وذلك لتمجيد الله الذي ملك على كنيسته والمؤمنين به.

العدد 1

ع1:

يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا للهِ بِصَوْتِ الابْتِهَاجِ.

يدعو كاتب المزمور العالم كله أن يؤمن بالله ويسبحه، ويعبر عن فرحه بأن يصفق بيديه. وكذلك بالهتاف، أي التسبيح بصوت عالٍ.

التصفيق بالأيدى يرمز للأعمال الصالحة، التي يعبر بها المؤمن عن محبته لله، وإذ يرى الناس أعماله الصالحة يمجدون الله، فيمتزج كلام المؤمن بأعماله، وعندما يمجد الآخرون الله يحبونه ويخضعون له، أي أن المؤمن يستطيع أن يجذب من حوله لعبادة الله.

العدد 2

ع2:

لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 21 - 29 ) يوم الجمعة

يصف الله في هذه الآية بأنه عالٍ، أي يعلو عن كل الآلهة الوثنية، وكل البشر وجميع الخلائق السماوية والأرضية. ويصفه أيضًا بأنه مخوف، أي يخافه السمائيون والأرضيون، وكذلك ينعته بأنه ملك كبير على كل الأرض، أي كل شيء تحت سلطانه، ولا يوجد ملك على الأرض خضعت له كل الأمم إلا المسيح، الذي آمن به الكثيرون من كل مكان في العالم.

† أنت نور للعالم، وعليك أن تمجد الله في حياتك بأعمالك الصالحة، وكلامك المستقيم، وبهذا تجذب النفوس لله، واحترس لئلا تكون معثرًا لأحد، فتبعدهم عن الله.

العدد 3

ع3:

يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا.

بالصليب أتم المسيح الفداء، فخضعت له كل شعوب اليهود، أي أسباطهم، وهم المؤمنون المتنصرون من اليهود. وكذلك آمن به الكثيرون من الأمم الوثنية. كل هؤلاء خضعوا لكرازة الرسل، الذين قادوهم في طريق الإيمان، فتعلموا الاتضاع، متخلين عن فلسفاتهم والفخر بأنسابهم.

كذلك أعطى المسيح لتلاميذه وللمؤمنين به سلطانًا على الشياطين، فيدوسون الحيات، والعقارب، وكل قوة العدو (لو10: 19)، ويخرجون الشياطين الذين تسلطوا على البشر. بالإضافة إلى إعطاء قوة للمؤمنين، حتى يصدوا كل أفكار الشياطين.

يتعاظم الخضوع لله من الشعوب والأمم في النفوس التي كرست للمسيح؛ سواء في الكهنوت، أو الرهبنة، أو كل خدمة.

العدد 4

ع4:

يَخْتَارُ لَنَا نَصِيبَنَا، فَخْرَ يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ. سِلاَهْ.

الله اختار شعبه؛ ليهبهم مواعيده، ومن حبه اختار لهم نصيبهم، وهو الله نفسه، وأفاض عليهم ببركاته، فأعطاهم أرض كنعان، وبارك زرعهم، ومواشيهم، وكل ممتلكاتهم، فتميزوا عن باقي الشعوب بسكنى الله في وسطهم وحمايته لهم.

اختار الله شعبه نسل يعقوب الذي أحب البكورية، أي السماويات. أما عيسو ففضل العدس، أي الماديات. فافتخر يعقوب بالله وافتخر الله به، فصار يعقوب نصيب الرب، وصار الله ميراثًا له.

يختم الكاتب الآية بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في محبة الله، وبالتالي تجاوب شعبه معه.

هل تبحث عن  لا تصلوا فقط حين تكونون في مشكلة

† ما أجمل أن يكون نصيبك هو الرب، فتفكر فيه وتنشغل به، وتردد مزاميره كل يوم، فتتذوق حلاوة عشرته، بل وتتمتع برؤيته في حياتك، فتحيا الملكوت وأنت على الأرض.

العدد 5

ع5:

صَعِدَ اللهُ بِهُتَافٍ، الرَّبُّ بِصَوْتِ الصُّورِ.

الصور: آلة موسيقية عبارة عن بوق يصنع من قرن الحيوان، أي أنها آلة نفخ، وتستخدم في العبادة.

هذه الآية نبوة واضحة عن المسيح الذي قهر الموت، وقام من الأموات، وصعد إلى السموات أمام أعين تلاميذه الذين سجدوا له، ثم عادوا إلى أورشليم بفرح عظيم يمجدون ويسبحون الله (لو24: 21 – 53). وعندما ارتفع المسيح إلى السماء استقبلته الملائكة بفرح يعبر هنا عنه بصوت الصور، أي البوق. وفى مجيئه الثاني ستبوق الملائكة معلنة حضوره (1 تس4: 16).

الأعداد 6-7

ع6 – 7:

:

رَنِّمُوا للهِ، رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا. لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا، رَنِّمُوا قَصِيدَةً.

من أجل عظمة الصعود الإلهي إلى السماء، والذي يعنى إمكانية صعود البشرية ودخولها إلى الأماكن التي أغلقت منذ طرد آدم، وبالتالي يصبح من حق المؤمنين بالمسيح أن يدخلوا إلى الفردوس، ثم الملكوت. لأجل كل هذا يدعو المزمور كل القراء أن يرنموا لله، الذي هو ملك على الأرض كلها. ولكن في نفس الوقت يدعوه في (ع6) ملكنا، أي أنه وإن كان ملك على الأرض كلها بسبب خلقته لها، ولكنه بشكل خاص يمتع المؤمنين به بملكه على قلوبهم؛ ليهبهم بركاته الخاصة، وأهمها سكناه في قلوبهم.

هذا الترنيم يكون بشكل قصيدة، أي شعر منغم ذو معانى عظيمة، فيطلب الكاتب أن يكون الترنيم بفهم، ويكرر كلمة رنموا أربع مرات في (ع6)، وهذا يرمز لأرجاء المسكونة الأربع، أي يدعو الأرض كلها أن ترنم لله، وهذا يجذب قلوب المؤمنين بالمسيح إلى السماء التي صعد إليها، وبالتالي يحيون حياة سماوية.

هل تبحث عن  انقاذ الطفلة فيرونيا من موت محقق

† إن التسبيح يرفع قلبك إلى السماء، ويفك قيودك التي تربطك بشهوات العالم، فاهتم بالترانيم والتسابيح لتحيا مع الله، وتمجده، ويباركك.

العدد 8

ع8:

مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ.

ملك الله على الصليب عندما مات ليفدى البشرية كلها، والذين آمنوا من الأمم الوثنية ملك على قلوبهم، كما ملك على قلوب المتنصرين من اليهود. فالله قدس، وطهر قلوب المؤمنين به بالمعمودية، وجلس فيها، فهي كرسى قدسه.

كرسى قدس الله هم الأربعة حيوانات غير المتجسدين، هذا هو العرش السماوى، ولكن المسيح باتضاعه ولد في المزود، وصلب على الصليب، وباتضاعه هذا جعل قلب أصغر مؤمن به كرسيًا يجلس عليه. وملك الله معناه أن يعتنى بالإنسان كله ويباركه، والجلوس معناه الاستمرار، والدوام في قلب الإنسان.

العدد 9

ع9:

شُرَفَاءُ الشُّعُوبِ اجْتَمَعُوا. شَعْبُ إِلهِ إِبْراهِيمَ. لأَنَّ للهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَال جِدًّا.

مجان: جمع مجن وهو الترس الكبير. والترس آلة دفاعية يستخدمها الجندى في الحرب لصد السهام عن جسده.

إن شرفاء الشعوب هم عظماء الشعوب الذين آمنوا بالمسيح، ومنهم كثيرون قد صاروا خدامًا وكارزين. هؤلاء اجتمعوا، ومعهم أيضًا المتنصرين من أصل يهودي، هؤلاء جميعًا هم شعب إله إبراهيم؛ لأن إبراهيم هو أب لليهود والأمم، وكل من عاش بإيمان إبراهيم، وعمل أعماله، وقبل الإيمان بالمسيح تمتع بخلاص المسيح.

إن الله بمحبته هو مجان، أي حماية للأرض كلها. والمقصود حماية لكل المؤمنين به في الأرض كلها، والله متعال جدًا، أى فوق جميع الآلهة الوثنية، وكذلك الملوك الأرضيين؛ لذا فمن يؤمن به يتمتع بحماية كاملة، فلا يصيبه أي أذى.

† إن الله قادر أن يحميك من أي أمور تسئ إليك، فلماذا تنزعج من تقلبات العالم؟ التجئ إليه، وتمسك به على الدوام، فيحول كل شيء لخيرك، ويبطل مؤامرة الشياطين الموجهة ضدك، وإن سقطت يقيمك ويسندك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي