المسكنة بالروح

المسكنة بالروح
المسكنة بالروح؛ مقصود بها الاتضاع الحقيقى النابع من الروح. أى ليس الاتضاع الظاهرى فى الجسد. لأن هناك من يتواضعون بأجسادهم -مثل أن يلبسوا الثياب الرثة أو المهلهلة- ولكنهم يستكبرون فى قلوبهم. الاتضاع الحقيقى هو الذى ينبع من القلب حيث ينسحق الإنسان أمام الله شاعراً بضعفه واحتياجه.
السيد المسيح ينطوى كلامه على تحذير من المسكنة التى ليست بالروح لأنها تضر أكثر مما تفيد. أى أن المسكنة تبدأ بالروح، ثم تؤثر على سلوك الإنسان فيتواضع أيضاً جسده مع روحه. وبهذا يزهد فى الأمور العالمية والمظاهر الخارجية بطريقة نابعة من القلب وليست تظاهراً أو تمثيلاً أو طلباً لمديح الناس.
المسكنة بالروح معناها أن يشعر الإنسان بفقره الشديد واحتياجه إلى الله. يشعر بالبؤس والعوز مثل أى مسكين يطلب صدقة. وهو بهذا يطلب إحساناً إلى روحه من قِبل الله القادر أن يعطى بسخاء ولا يعيّر.
لو عاش الإنسان كمسكين طوال حياته، فسيشعر بالاحتياج ولا يستغنى عن إنعامات الله وإحساناته.
وقد حذّر الرب فى سفر الرؤيا من الإحساس بالاكتفاء والاستغناء فقال لملاك كنيسة اللاودكيين: “هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمى. لأنك تقول إنى أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شئ، ولست تعلم أنك أنت الشقى والبَئِس وفقير وأعمى وعريان” (رؤ3: 16، 17).
من يشعر أنه بائس يكون غنياً بالنعمة فى نظر الله، ومن يشعر أنه غنى هو بائس فى نظر الله.
إن الله يقاوم المستكبرين ويرفع المتضعين كقول السيدة العذراء فى تسبحتها: “أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين، أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين” (لو1: 52، 53).
ليتنا نسلك فى طريق المسكنة بالروح، لأنه هو الطريق الآمن المؤدى إلى ملكوت السماوات.

هل تبحث عن  من كلمات القديس سمعان العمودي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي