المسيح ليس ملك أرضى

المسيح ليس ملك أرضى





عتزل يسوع عن الذين حاولوا أن يجعلوه ملكاً
قالوا يجب أن يملك علينا لأنه أشبعنا.
ويا له من تحقير لمجده أن ينشد فيه أولئك الجهلة
ملك خبز يشبعهم بوفرة
ويعفيهم من لعنة أكل خبزهم بعرق وجههم
كما أمر الله في تكوين ٣ :١٩.



وفي عزلته التي قضاها في شركة مع أبيه استخرج يسوع قوة جديدة لمقاومة التجربة،

ولصنع آيات جديدة.
فما أحرانا أن نقتدي بفادينا،

فنمارس حياة الشركة في هدوء مع الله.
فحياة الشركة هي سر القوة الروحية،
التي لا ينالها من لا يصعد إلى جبل الشركة،
حيث يطيب للمؤمن أن يصرف وقتاً في الصلاة والشكر.
في المساء نزل التلاميذ إلى البحر،
فلفتهم ظلمة كثيفة.
ثم هبت عليهم ريح عاصفة،

فخافوا. هذه هي حالة الكنيسة العائشة في العالم والموافقة على مبادئه. الظلمة حولها، والخطر محدق بها.
المعهود بالسفينة، أنها تمخر عباب اليم.
ولكن ويل للسفينة إن تسرب ماء اليم إلى داخلها،
حينئذ تغرق وتبتلعها اللجة.
ويل للكنيسة إن هي أتاحت لأفكار العالم أن تتسرب إلى داخلها. حينئذ تطفو عليها أفكار العالم،
فتفتر محبتها لله.
كانت العاصفة شديدة عاتية،
بمقدار لا يستطيع المجهود البشري أن يقف في وجهها.
فهلعت قلوب التلاميذ واعتراهم اليأس.
ولكن في غمرة الإضطراب الذي استولى عليهم،
جاء يسوع ماشياً على الأمواج لإنقاذ أحبائه.

وهو ما يزال يفعل هكذا لقطيعه الصغير يتخطى أمواج بحر هذا العالم المزبد بتحركات جماهيره الصاخبة،
لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك.
ما أن ظهر يسوع لتلاميذه على وجه اليم حتى خافوا خوفاً عظيماً. لأنهم ظنوه شبحاً فكان خوفهم منه أشد من خوفهم من الرياح والأمواج.
ولكن يسوع لم يتركهم في خوفهم،
بل سرعان ما بدده بهذه الكلمة:
أنا هو لا تخافوا.
إن متاعبنا الحقيقية كثيراً ما تزداد حدتها،

بسبب المتاعب التي تنسجها أوهامنا.
ولكن شكراً للمسيح الذي لا يتركنا فريسة للمخاوف،
بل يهّب لنجدتنا سريعاً.
الواقع أنه لا شيء يصلح لتعزية القديسين
مثل هذه الكلمة أنا هو.

أنا الذي أحبك،

أنا هو مخلّصك.
وصل التلاميذ سريعاً إلى البر،
بيد أن التلاميذ لم يعرفوا الوقت الذي قضوه بالتجديف نحو الشاطىء.

لأنه حيث يكون المسيح يتعطل حساب الزمن،
ولا يحسبون حساباً للمكان.
لأن المسيح يكون الكل وفي الكل.

هل تبحث عن  البولس من رسالة بولس الرسول الاولى إلى أهل كورنثوس ( 3 : 1 - 8 ) يوم الجمعة

احفظ:

“أنا هو لا تخافوا”

(يوحنا ٦ :٢٠ ).


موضوع الصلاة:

نشكر الرب الإله لأنه معنا.

ولنلزمه بالدخول إلى الكنيسة وإلى قلوب الكثيرين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي