خصوصا سكان منطقتي الجليل وحوض الأردن،
ومن أشهر تعاليمه تلك الوصايا التي لقنها للجموع أثناء موعظته على الجبل،
والتي تضمنت التطويبات والصلاة الربية، حيث يقول إنجيل متى بأنه لَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ،
لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.
وكان يسوع معتادا على تعليم الناس
بواسطة استخدام الأمثال كمثل الابن الضال ومثل الزارع، وكان أبرز محاور تعاليمه يدور حول التضحية الشخصية غير المشروطة في سبيل محبة الله وجميع الناس بغض النظر عن خلفياتهم وانتماءاتهم،
وفي معظم عظاته كان يؤكد على خدمة الآخرين وعلى ضرورة التواضع في تلك الخدمة،
كما كان يركز بشكل كبير على مغفرة الخطايا وعلى الإيمان وعلى إدارة الخد الآخر للخصوم وعلى مقابلة شر الأعداء بمحبتهم كمحبة الأصدقاء،
كما كانت تعاليمه تًبرز الحاجة إلى الانقياد إلى روح الناموس والشريعة وليس إلى ظاهرها.
كان يسوع يجتمع كثيرا بالمنبوذين من قبل المجتمع اليهودي المتزمت،
فكثيرا ما جالس العشارين،
أي جباة الضرائب لصالح الرومان، والذين كانوا مكروهين جدا في محيطهم،
لا بل أن يسوع اختار أحد هؤلاء العشارين ليكون من تلاميذه الاثني عشر وهو التلميذ متى،
وحسب اعتقاد الكثيرين،
هو نفس متى الذي كتب لاحقا أحد الأناجيل الأربعة.
وعندما اعترض الفريسيون،
وهم من أبرز طوائف اليهود المتدينة والذين يعتقدون ببرهم الذاتي،
على اجتماع يسوع بالعشارين والزناة،
أجابهم بأنه لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى.
فَإذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ.
بحسب إنجيلي لوقا ويوحنا فأن يسوع بذل جهده لإيصال بشارته للسامريين، وهم طائفة تؤمن بالتوراة فقط،
أي أسفار موسى الخمسة،
وترفض ما بعدها من كتب الانبياء والتي يؤمن بها كافة اليهود،
وكان هذا أحد أسباب العداوة القائمة بين الفرقتين، إلا أن ذلك لم يمنع يسوع من التوجه إليهم وتبشيرهم بملكوت الله.