المصري الذي ذُكر في سفر أعمال الرسل

وقيل على القديس بولس الرسول أنه هو

ظهر في أعمال الرسل عند القبض على القديس بولس الرسول، أدعاء وجه للقديس بولس الرسول على أنه المصري الذي صنع فتنه، وذلك بمشورة اليهود ورأيهم الذين أوعزوا به للأمير الذي ألقى القبض عليه، وهذا هو الموقف:

[ و لما قاربت الأيام السبعة أن تتم رآه اليهود الذين من أسيا في الهيكل فأهاجوا كل الجمع وألقوا عليه الأيادي. صارخين يا أيها الرجال الإسرائيليون أعينوا، هذا هو الرجل الذي يُعلم الجميع في كل مكان ضداً للشعب والناموس وهذا الموضع، حتى أدخل يونانيين أيضاً إلى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس. لأنهم كانوا قد رأوا معه في المدينة تروفيمس الأفسسي فكانوا يظنون أن بولس أدخله إلى الهيكل. فهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب وأمسكوا بولس و جروه خارج الهيكل (وذلك لمكان الرجم حسب الشريعة اليهودية) وللوقت أغلقت الأبواب. وبينما هم يطلبون أن يقتلوه (رجماً) نما خبر إلى أمير الكتيبة أن أورشليم كلها قد اضطربت. فللوقت أخذ عسكراً وقواد مئات وركض إليهم فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس. حينئذ اقترب الأمير وأمسكه وأمر أن يُقيد بسلسلتين وطفق يستخبر ترى من يكون وماذا فعل. وكان البعض يصرخون بشيء والبعض بشيء آخر في الجمع لما لم يقدر أن يعلم اليقين لسبب الشغب أمر أن يذهب به إلى المعسكر. ولما صار على الدرج أتفق أن العسكر حمله بسبب عنف الجمع. لأن جمهور الشعب كانوا يتبعونه صارخين خذه. وإذ قارب بولس أن يدخل المعسكر قال للأمير أيجوز لي أن أقول لك شيئا فقال أتعرف اليونانية : أفلست أنت المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة وأخرج إلى البرية أربعة الآلاف الرجل من القتلة. فقال بولس أنا رجل يهودي طرسوسي من أهل مدينة غير دنية من كيليكية والتمس منك أن تأذن لي أن أُكلم الشعب. فلما أذن له وقف بولس على الدرج وأشار بيده إلى الشعب فصار سكوت عظيم فنادى باللغة العبرانية قائلا ] (أعمال 21: 27 – 40)

هل تبحث عن  من عظات ذهبي الفم على الرسالة إلى أهل فيلبي

فمن هذا المصري الذي أُطلق اسمه على القديس بولس الرسول من الشعب اليهودي لكي يشوا به أمام الأمير الروماني ليتم التخلص منه وإعدام : [ هذا المصري، هو يهودي مصري، وهو واحد من السحرة الكثيرين، والأنبياء الكذبة الذين قاموا في ذلك العصر. وقد تنبأ بأن أورشليم التي جعلت نفسها مدينة وثنية سيُبيدها الله، ويهدم أسوارها كما فعل بأسوار أريحا، وعندئذ تصير النُصرة له ولأتباعه على الظالمين، ويحكمون العالم. ولأجل هذا الغرض جمع أتباعه على جبل الزيتون لكي يشهدوا منه سقوط الأسوار ويبدءوا الهجوم على المدينة والتخلص من الرومان … ]
ويقول يوسابيوس القيصري عن هذا النبي اليهودي المصري نقلاً عن المؤرخ يوسيفوس قائلاً: [ على أن اليهود أُصيبوا من النبي المصري الكذاب بضربات أشد من هذه. لأنه ظهر في الأرض محتال أوحى إلى الناس أن يؤمنوا به كنبي، وجمع نحو ثلاثين ألفاً ممن خدعهم، واقتادهم من البرية إلى جبل الزيتون الذي تأهب منه للدخول إلى أورشليم عنوة وتحطيم الحامية الرومانية، والاستيلاء على حكم الشعب، مستخدماً من اشتركوا معه في الهجوم كحراس.
ولكن فيلكس (الوالي) سبق فعلم بهجومهم، وخرج لملاقاته بالفيالق الرومانية، واشترك في الدفاع كل الشعب، حتى أن المصري هرب مع قليل من أتباعه لما نشبت المعركة، ولكن الأغلبية هلكت أو أُخذت أسرى.
ويروي يوسيفوس هذه الحوادث في الكتاب الثاني من تاريخه. ولكن مما يستحق الذكر مقارنة الوصف المذكور هنا عن المصري بما ورد في سفر أعمال الرسل. ففي عصر فيلكس قال قائد المئة في أورشليم لبولس لما أثار جمهور اليهود فتنة ضد الرسل (أفلست أنت المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة وأخرج إلى البرية أربعة الآلاف الرجل من القتلة ) ]
(عن تاريخ الكنيسة – تأليف يوسابيوس القيصري – ترجمة القمص مرقس داود – الفصل الحادي والعشرون صفحة 82 – مكتبة المحبة )

هل تبحث عن  الإصحاح الحادي والعشرون

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي