الادارة
نشر منذ سنتين
4
المعالم التاريخية لقبر العذراء الفارغ

المعالم التاريخية:

لم يكن الإنجيل الذي روى وفاة العذراء أو موتها إنما “إنجيل انتقال العذراء” أو “رقاد مريم”. وهو كتاب منحول، ويعود تاريخ هذا الإنجيل إلى المسيحيين من أصل يهود في القرن الثاني والثالث حيث قام المسيحيون من أصل يهودي بتكريم هذا القبر حتى القرن الرابع. ولما انتقل القبر إلى المسيحيين من أصل يوناني وسرياني اخذوا يكرمون هذا القبر بصفته “قبر العذراء”. ثم تحوّل مكان القبر إلى مزار.


المعالم التاريخية لقبر العذراء الفارغ



ومنذ القرن الخامس كانت كنيسة القدس تحج في 15 آب إلى كنيسة كاتسما الواقعة على الطريق بين بيت لحم والقدس للاحتفال بعيد مريم والدة الله. إذ أقامت اكيليا، زوجة الحاكم التي أصبحت شماسه مزار لإكرام “والدة الله الطاهرة الدائمة البتولية” وذلك في عهد جوفينال الذي أصبح بطريرك (422-458). وكان يذكر في المكان عدة ذكريات: ولادة بنيامين ووفاة رحيل. وكان هو العيد المريمي الوحيد التي كان تقويم الطقسي الاورشليمي يحتفل به وكان كاتسما المزار المريمي الوحيد.

وفي منتصف القرن الخامس انتقل الاحتفال إلى مزار العذراء في الجسمانية الذي بناه الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني أو زوجته افدوكيا (460). وتمكن هذا المزار الجديد أن يطغي على مزار كاتسما وذلك لأهميته وسهولة الوصول إليه. ولم يحافظ على ذكرى كنيسة والدة الله في كاتسما إلا باحتفال يقام في 13 آب.

وبعد مجمع أفسس سنة 431 الذي أعلن عقيدة أمومة مريم الإلهية دشّن أسقف القدس جوفينال كنيسة فوق قبر العذراء، ثم قام الإمبراطور موريسيوس (582-602) بتشييد كنيسة فوق الكنيسة الموجودة هناك. وكانت واجهتها الموجهة إلى الجنوب مزدانة بقنطرتين.

وأول وثيقة ذكرت عن مزار فوق قبر العذراء هي وثيقة قبطية، تعود إلى القرن الخامس. وأشار كتاب قراءات القدس 530 إلى وجود قبر العذراء في كنيسة وأما الحاج من بلاشنسيا زار الكنيسة التي بناها الإمبراطور موريسيوس.

هل تبحث عن  علينا أن ندرّب الشباب فيما ينفعه وينفع وطنه

وفي عام 670 يبدو أن المزار كان يتكوّن من كنيستين مبنيتين فوق بعضهما. الكنيسة السفلى الأولى هي بناء على شكل صليب وفوقها بنى الإمبراطور موريسيوس الكنيسة الدائرية التي رممها مودستوس بعد دمارها على يد الفرس عام 614.

وفي عهد الصليبيين يروي الراهب الروسي دانيال (1106-1107) أن الصليبيين وجدوا سقف الكنيسة العليا مهدوم، ربما تمّ الهدم على عهد الخليفة الحاكم بأمر الله (996-1021).

وأما الكنيسة السفلى حيث يوجد قبر العذراء لم يعبث العرب بها لإكرامهم للعذراء والدة “النبي عيسى”. ولما أصبح جودفري دي بويون (1060-1100)، حاكم مدينة بويون، أول ملك على مملكة بيت المقدس في أيام الصليبيين سلّم الرهبان البندكتان إدارة الكنيسة، فأضافوا بعض الدرجات على المدخل الرئيسي. وأعادوا بناء الكنيسة العليا وزّينوا الواجهة ببرجين صغيرين. وبنوا ديراً في القسم الغربي في مكان يشرف على وادي قدرون. وقد عثر على جزء منه عام 1937. وكان هناك أسوار وأبراج يحميان الدير والكنيسة. وكانت الأخوية تستلم الأموال الضرورية لصيانة المستشفى الذي ألحقه الرهبان بالدير كي يتمكنوا من استضافة الحجاج والفقراء والمرضى. وزيّن الرهبان قبو وجدران الكنيسة السفلى بالرسومات الزيتية. وأما قبر العذراء فبنوه وفق معايير البناء البيزنطية. فغطوا القبر بالرخام والفسيفساء يعلوه بناء مستدير على شكل كأس مغطى بالرخام والذهب والفضة يرتكز على أعمدة.

ولما جاء صلاح الدين الأيوبي لم يسلم من الدمار إلا المغارة إكراماُ للعذراء. وعلى أثر الاحتلال غادر الرهبان إلى طرابلس شمالي عكا ومنها إلى مسينا. فهدم الأيوبيون الكنيسة العليا والمستشفى والدير واستخدموها حجارتها لترميم أسوار القدس.

وفي القرن الثالث عشر كان الكهنة من الطقس السرياني يخدمون الكنيسة. وفي القرن الرابع عشر أوُكلّت خدمة الكنيسة إلى اللاتين واليونانيين والجورجيين والأحباش واليعاقبة والموارنة ولكل منهم هيكله لإقامة القداس عليه. وكان للاتين الصلاحية في إقامة الذبيحة الإلهية على قبر العذراء نفسه.

هل تبحث عن  تنقُّلات رأس القديس مار مرقس

وحافظ الفرنسيسكان على المكان منذ القرن الرابع عشر إلى أن طردوا منه عام 1757. وبالرغم من الوثائق التي كانت تخوِّلهم بخدمتها استولى على الكنيسة الأرمن والروم الأرثوذكس. ولا يجوز إلى اليوم إقامة المراسيم الدينية في كنيسة قبر العذراء إلاّ الروم الأرثوذكس والأرمن والسريان والأقباط.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي