المَزْمُورُ الرَابِعُ وَالسَبْعُونَ سفر المزامير القمص أنطونيوس فكري

المزمور الرابع والسبعون

هو صرخة المرنم يستنجد بالله من عدو دنس مقادس الله وهدم معابده. وهذا قد حدث حرفياً حين دمرت بابل هيكل الرب في أورشليم، ومعنوياً حين دمَّر الشيطان جسد الإنسان.

عنوان المزمور قصيدة لأساف، قد تعني [1] أن أساف كتبه أيام داود بروح النبوة عما سيحدث في سبي بابل [2] أن أحد أولاد أساف من فرقته قد كتبه بعد سبي بابل. [3] أن أحد الأنبياء مثل إرمياء قد كتبه وسلمه إلى فرقة أساف لإنشاده.

ونحن نصلي بكلمات هذا المزمور نذكر كل كنيسة في محنة وكل نفس بشرية دمرها إبليس.

العدد 1

آية (1): –

“1لِمَاذَا رَفَضْتَنَا يَا اَللهُ إِلَى الأَبَدِ؟ لِمَاذَا يُدَخِّنُ غَضَبُكَ عَلَى غَنَمِ مَرْعَاكَ؟”.

الله لا يرفض إلا لو كانت هناك خطية، ولكن حين نرجع إليه يرجع إلينا بإحساناته. وقد يظهر أن الله يرَفَضْ للأَبَدِ = ولكن الله يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمه.

العدد 2

آية (2): –

“2اذْكُرْ جَمَاعَتَكَ الَّتِي اقْتَنَيْتَهَا مُنْذُ الْقِدَمِ، وَفَدَيْتَهَا سِبْطَ مِيرَاثِكَ، جَبَلَ صِهْيَوْنَ هذَا الَّذِي سَكَنْتَ فِيهِ.”.

الله بعد أن أخرج شعبه من مصر صاروا خاصته وشعبه الذي فداه وسكن وسطهم. سِبْطَ مِيرَاثِكَ = يقصد يهوذا التي ميزها الله بوجود الهيكل وسط هذا السبط.

العدد 3

آية (3): –

“3ارْفَعْ خَطَوَاتِكَ إِلَى الْخِرَبِ الأَبَدِيَّةِ. الْكُلَّ قَدْ حَطَّمَ الْعَدُوُّ فِي الْمَقْدِسِ.”.

ارْفَعْ خَطَوَاتِكَ = تعال سريعاً لترى كيف حول الأعداء هيكلك المقدس إِلَى خِرَبِ أَبَدِيَّةِ الْكُلَّ قَدْ حَطَّمَ = لقد حطَّم العدو كل شئ. ولقد دخل العدو للمقادس التي لا يدخلها سوى رئيس الكهنة وهذا ينطبق كما قلنا على النفس البشرية التي بدلاً من أن يسكنها الله دخلها إبليس وخربها.

العدد 4

آية (4): –

“4قَدْ زَمْجَرَ مُقَاوِمُوكَ فِي وَسَطِ مَعْهَدِكَ، جَعَلُوا آيَاتِهِمْ آيَاتٍ.”.

هل تبحث عن  البابا كيرلس وتكوين هيئة للعلاقات الدائمة

قَدْ زَمْجَرَ مُقَاوِمُوكَ = دخل الأعداء مقادسك بصيحات الهتاف كأنهم قد انتصروا عليك ولم يعلموا أن هذا راجع لأنك تخليت عن المكان (راجع سفر حزقيال إصحاحات 8 – 11 لترى أن مجد الله كان قد غادر الهيكل بل غادر أورشليم كلها)، ولأنك قدوس لا تقبل الخطية خاصة لو صدرت هذه الخطية من شعبك فلا شركة للنور مع الظلمة لذلك غادر الرب هيكله والمدينة المقدسة فصار الهيكل عبارة عن حجارة وخشب…..

فِي وَسَطِ مَعْهَدِكَ = كلمة معهد هي مكان اجتماع شعبك في أصلها اللغوي، أو على الناس المجتمعين أنفسهم. جَعَلُوا آيَاتِهِمْ = رموزهم وراياتهم ورموز آلهتهم في المكان المقدس جَعَلُوها آيَاتِ = علامات في وسط المكان المقدس (دا 31: 11).

الأعداد 5-6

الآيات (5 – 6): –

“5يَبَانُ كَأَنَّهُ رَافِعُ فُؤُوسٍ عَلَى الأَشْجَارِ الْمُشْتَبِكَةِ. 6 وَالآنَ مَنْقُوشَاتِهِ مَعًا بِالْفُؤُوسِ وَالْمَعَاوِلِ يَكْسِرُونَ.”.

يَبَانُ = لقد كان جنود بابل وهو يحطمون الهيكل يظهرون أنفسهم بكبرياء وفخر بما يعملونه. لقد حطموا الخشب المنقوش والمطعم وكان آيةً في الجمال، كما يقطع قاطع الأشجار بفأسه أشجار الغابة، لم يرحموا مَنْقُوشَاتِ الهيكل = الخشب المنقوش وهذا ما فعلته الخطية بالإنسان الذي خلقه الله فكان حسن جداً، وعلى صورة الله.

الأعداد 7-8

الآيات (7 – 8): –

“7أَطْلَقُوا النَّارَ فِي مَقْدِسِكَ. دنَّسُوا لِلأَرْضِ مَسْكَنَ اسْمِكَ. 8قَالُوا فِي قُلُوبِهِمْ: «لِنُفْنِينَّهُمْ مَعًا! ». أَحْرَقُوا كُلَّ مَعَاهِدِ اللهِ فِي الأَرْضِ.”.

أحرقوا الهيكل بعد أن دمروه. وكان هدفهم الإفناء التام للبشر والهيكل.

العدد 9

آية (9): –

“9آيَاتِنَا لاَ نَرَى. لاَ نَبِيَّ بَعْدُ، وَلاَ بَيْنَنَا مَنْ يَعْرِفُ حَتَّى مَتَى.”.

كانوا في ضيقاتهم في القديم يرسل الله لهم نبياً يعزيهم، أما الآن فبسبب خطاياهم تركهم الله بلا نبي ولا رؤية ولا كلمة تعزية.

هل تبحث عن  متى خُلِقَت الملائكة؟

الآيات السابقة أيضاً تشير لما فعله الرومان بالهيكل وبشعب اليهود، وهم الآن بلا رؤية ولا نبي، أي هم لا يستطيعون فهم أن نبواتهم وكتابهم يشير للمسيح، هم في ظلمة.

الأعداد 10-23

الآيات (10 – 23): –

“10حَتَّى مَتَى يَا اَللهُ يُعَيِّرُ الْمُقَاوِمُ؟ وَيُهِينُ الْعَدُوُّ اسْمَكَ إِلَى الْغَايَةِ؟ 11لِمَاذَا تَرُدُّ يَدَكَ وَيَمِينَكَ؟ أَخْرِجْهَا مِنْ وَسَطِ حِضْنِكَ. أَفْنِ. 12 وَاللهُ مَلِكِي مُنْذُ الْقِدَمِ، فَاعِلُ الْخَلاَصِ فِي وَسَطِ الأَرْضِ. 13أَنْتَ شَقَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ. كَسَرْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ عَلَى الْمِيَاهِ. 14أَنْتَ رَضَضْتَ رُؤُوسَ لِوِيَاثَانَ. جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَّعْبِ، لأَهْلِ الْبَرِّيَّةِ. 15أَنْتَ فَجَّرْتَ عَيْنًا وَسَيْلاً. أَنْتَ يَبَّسْتَ أَنْهَارًا دَائِمَةَ الْجَرَيَانِ. 16لَكَ النَّهَارُ، وَلَكَ أَيْضًا اللَّيْلُ. أَنْتَ هَيَّأْتَ النُّورَ وَالشَّمْسَ. 17أَنْتَ نَصَبْتَ كُلَّ تُخُومِ الأَرْضِ. الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ أَنْتَ خَلَقْتَهُمَا. 18اُذْكُرْ هذَا: أَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ عَيَّرَ الرَّبَّ، وَشَعْبًا جَاهِلاً قَدْ أَهَانَ اسْمَكَ. 19لاَ تُسَلِّمْ لِلْوَحْشِ نَفْسَ يَمَامَتِكَ. قَطِيعَ بَائِسِيكَ لاَ تَنْسَ إِلَى الأَبَدِ. 20انْظُرْ إِلَى الْعَهْدِ، لأَنَّ مُظْلِمَاتِ الأَرْضِ امْتَلأَتْ مِنْ مَسَاكِنِ الظُّلْمِ. 21لاَ يَرْجِعَنَّ الْمُنْسَحِقُ خَازِيًا. الْفَقِيرُ وَالْبَائِسُ لِيُسَبِّحَا اسْمَكَ.

22قُمْ يَا اَللهُ. أَقِمْ دَعْوَاكَ. اذْكُرْ تَعْيِيرَ الْجَاهِلِ إِيَّاكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ. 23لاَ تَنْسَ صَوْتَ أَضْدَادِكَ، ضَجِيجَ مُقَاوِمِيكَ الصَّاعِدَ دَائِمًا. “.

هي صرخة المرنم حتى يقوم الله ويخلص شعبه. لِمَاذَا تَرُدُّ يَدَكَ وعِينَكَ = لماذا لا تظهر قوتك ضد أعدائك. أَخْرِجْهَ مِنْ وَسَطِ حِضْنِكَ = هي صرخة العهد القديم لتجسد المسيح يد الله وقوته ليفني أعداء الإنسان أي الشيطان. وهذا ما قاله القديس يوحنا “الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” ولقد إنفتحت عينا المرنم ليرى خلاص المسيح. فهو الملك منذ القدم، ولكنه أتى ليفعل الخلاص فِي وَسَطِ الأَرْضِ شَقَقْتَ الْبَحْرَ = تشير لشق البحر الأحمر. كَسَرْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ عَلَى الْمِيَاهِ = تشير لهلاك جيش فرعون. ولكن المسيح بتجسده شق بحر الموت لنعبره آمنين وكسر رؤوس إبليس لِوِيَاثَانَ = الحية المتحوية. جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَّعْبِ = أي هزمته فصار طعاماً سهلاً. فَجَّرْتَ عَيْنًا وَسَيْلاً = يمكن فهمها عن خروج الماء من الصخرة، أو عن حلول الروح القدس. يَبَّسْتَ أَنْهَارًا دَائِمَةَ الْجَرَيَانِ = إشارة لشق الأردن وإشارة لإنتهاء سطوة أعداء أولاد الله وأصعب الأعداء هو الموت. لَكَ النَّهَارُ.. واللَّيْلُ.. الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ = فالله هو إله الطبيعة، الكون كله تحت أمره، هو خلقه وأعطاه دورته، وهو يحكم تعاقب الليل والنهار والصيف والشتاء، والمقصود أنت يا رب قوتك ظاهرة دائماً، كل شئ تحت سلطانك فإسمح وتدخل ولا تتركنا، وكما أنك أمين في وعودك في تتالي الليل والنهار، وطلوع الشمس علينا كل يوم، فلا تتركنا في يد أعدائنا. إلا أن هذه لها تفسير رمزي فما قبل المسيح كان ليلاً وشتاءً بارداً. وبعد المسيح أشرق نور شمس البر = أَنْتَ هَيَّأْتَ النُّورَ وَالشَّمْسَ، وتحولت البرودة الروحية إلى حرارة صيف روحي. وفي (18) الْعَدُوّ = إبليس وهو نفسه الوحش في (19) نَفْسَ يَمَامَتِكَ = الكنيسة قَطِيعَ بَائِسِيكَ = فهم قطيع يساق للذبح دائماً، مساكين بالروح.

هل تبحث عن  معجزة رائعة للقديسة العذراء مريم "الأيقونة فى كنيسة العذراء بمصر القديمة تتكلم"

انْظُرْ إِلَى الْعَهْدِ = الذي تعهدت به لأبائنا وأنقذ شعبك.

لأَنَّ مُظْلِمَاتِ الأَرْضِ = الأماكن المظلمة في الأرض، أماكن الشر وهي كثيرة قد إمتلأت من مساكن الظلم أي الظالمين المتوحشين إبليس ومن يتبعه والله لا يترك المنسحق أبداً.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي