انحدروا في ظلام اليأس وهلكوا مرة أخرى في يأسٍ شديدٍ
* “ولا يعرفه مكانه بعد“، فإن مكان الإنسان – ليس المكان المحلي – فقد صار الخالق نفسه، الذي خلقه لكي يكون فيه، كمكانٍ للإنسان. لكنه ترك المكان عندما أنصت لكلمات المخادع، متخليًا عن محبة الخالق… لكن يوجد كثيرون جدًا بعدما نالوا عون المخلص، انحدروا في ظلام اليأس وهلكوا مرة أخرى في يأسٍ شديدٍ، إذ يستخفون بأدوية الرحمة المقدمة لهم. وبحق قيل عمن يُحكم عليه بالهلاك الأبدي: “ولا يعرفهمكانه بعد“. يلاحظ على وجه الخصوص أنه لا يقول: “ولا يعرف مكانه بعد”، بل يقول: “ولا يعرفه مكانه بعد”. فان كلمة “يعرف” لا تنسب للشخص بل للمكان، هذا الذي في حزم يقول للقاطنين في الشر في النهاية: “لا أعرفكم من أين أنتم” (لو 13: 25).