قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب (( رفع المتواضعين ))
ولقد تحقق هذا القول في شخصها , اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر
مكافأة لتواضعها العميق , وحياة الألم التي عاشتها , وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء .
انها مكافأة خاصة بمريم , اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد
الكلمة الألهية . كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه ؟
ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر
التأريخ في الشرق والغرب . ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح
القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم . فهو مزمع أن يقوم بالمجد في
العالم العتيد . فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء . آمين .