اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
ملكة سبأ وشهرة سليمان العالمية.
يستعرض هذا الأصحاح الختامي لسيرة سليمان في هذا السفر شهرة سليمان العالمية، خاصة زيارة ملكة سبأ له، وحديثها معه.
جاء هذا الأصحاح مطابقًا تمامًا لما ورد في 1 مل 10 آية بآية، باستثناء الآيتين 1 – 2. وجاءت الآيات الثلاث الأخيرة مُقتبَسة من 1 مل 11: 41 – 43.
كانت سبأ دولة مُتحضِّرة وغنية في شمال غرب العربية. وقد أحضرت الملكة هدايا ثمينة كعيِّنات لما يُمكِن لدولتها أن تُقَدِّمَه (إش 60: 6؛ إر 6: 20؛ حز 38: 13).
كان لسبأ أهمية كبرى في ذلك الحين، حيث كانت كل السفن القادمة العابرة إلى الجنوب أو إلى المحيط الهندي تمر بسبأ.
1. زيارة ملكة سبأ لسليمان وتكريمها له 1 – 12.
2. عظمة بلاط سليمان وثروته 13 – 28.
3. ختام حكمه 29 – 31.
الأعداد 1-12
1. زيارة ملكة سبأ لسليمان وتكريمها له
ذُكِرَت هذه القصة بالتفصيل في سفر ملوك الأول، هذا وقد أشار السيد المسيح نفسه إليها (مت 12: 42). ويُلاحَظ في هذه القصة الآتي:
1. يُعتبَر لقاء ملكة سبأ بسليمان دعوة مُوَجَّهة لكل إنسانٍ ليلتقي مع من هو أعظم من سليمان، ألا وهو حكمة الله نفسه، خالق سليمان وواهبه الحكمة. لقد عاتب السيد المسيح اليهود الذين لم يَقْبَلوه، بينما جاءت ملكة سبأ التي من الأمم إلى سليمان تسمع له.
ما تمتَّعت به ملكة سبأ بلقائها مع سليمان لا يُقارَن بما نتمتَّع به بلقائنا وشركتنا مع رب سليمان ومخلصه.
2. لم يَدعُ سليمان مَلِكَة سبأ لزيارته، ولم تكن هي في حاجة إلى تَقَصِّي الحقائق عن سليمان، بل أسرعت لتبصر بعينيها [6]. لقد جذبها مجده.
اجتذبت شخصية سليمان الكثيرين حتى الملوك، وهو في هذا يختلف عن كثير من الملوك الذين نالوا شهرة عالمية: فمن جانب لم يكتسب شهرته بالحروب والعنف، بل بروح الحكمة مع السلام. ففي أيامه كملكٍ امتدت مملكته أربعين عامًا لم نسمع عن قيامه بمعركةٍ ما مع أحد الأمم أو الشعوب. ومن جانبٍ آخر علاقته مع الملوك والشعوب حملت احترامًا متبادلاً، فقد تبادل مع ملكة سبأ هدايا ثمينة وبسخاءٍ.
إذ التقت به أدركت أن ما لمسته أكثر بكثير مما سمعته عنه. هكذا حين يُعلِن مسيحنا مجده فينا، فإن رائحته الذكية فينا تشهد لنا، فنكون مُستعدِّين لمجاوبة من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا (1 بط 3: 15).
3. قَدَّم حورام ملك صور لسليمان الكثير من الذهب والأخشاب وغيرهما من مواد البناء وأيضًا أصحاب الخبرة في البناء والعمال، لكن لم يذهب إلى سليمان ليتتلمذ على حكمته. أما ملكة سبأ فجاءت إليه واستمعت إلى حكمته.
4. التقت ملكة سبأ بسليمان، فتهللت نفسها، إشارة إلى السيد المسيح ينبوع الفرح لكل من يلتقي به.
5. طَوَّبت الواقفين أمامه على الدوام، لأنهم يرون وجهه ويسمعون حكمته.
6. أبرزت سلطانه على جميع الملوك من النهر إلى أرض الفلسطينيين [26]. حقًا إن الذين يكرمون الله، يكرمهم (1 صم 2: 30) لقد أكرم سليمان الله كثيرًا سواء ببناء الهيكل وتزيينه وتدشينه، أو تسبيحه وشكره له، أو تكريس ما وهبه الله من حكمة وغِنَى لحساب ملكوت الله، وخدمة شعبه.
7. احتملت ملكة سبأ متاعب كثيرة وتكلفة كثيرة لتسمع حكمة سليمان، ومع هذا حسبت أنها إذ سمعت حكمته كوفئت بالكثير. لقد حملت حكمة سليمان رمزًا لأقنوم الحكمة ربنا يسوع الذي يجتذب النفوس، ويدخل بها إلى حضن الآب.
8. عرف سليمان كيف يضرم الموهبة التي أُعطيت له مجَّانًا، فقَدَّمها مجَّانًا للآخرين. إن قُدِّمَت له أية هدايا لا تشغله، إنما ما يشغله هو أن يتمتَّع الكل بحكمة الله.
9. ما شدَّ انتباه ملكة سبأ، التدبير الحسن لأُسرة سليمان والعاملين معه وخدمه. يرى البعض أن سليمان في حديثه عن الحكمة أو تدبير أمور العبادة وغيره سحب قلب ملكة سبأ إلى السيد المسيح الذبيحة الكفَّارية الوحيدة، والقادرة أن تُتَمِّمَ الخلاص لكل القادمين من بين البشر.
10. كان تأثير سليمان بحكمته في الرب، ليس فقط على عبيده الذين يخدمونه، بل وعلى بنيهم، فكانوا يعتزّون بأن يُدعَوا “بنو عبيد سليمان” (عز 2: 55، نح 7: 57).
11. قَدَّمت ملكة سبأ مثالاً حيًّا للمحبة الصادقة، فسبَّحت الله من أجل عمله مع شعب إسرائيل خلال سليمان الملك [8].
وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَأ بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ،.
فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَ سُلَيْمَانَ بِمَسَائِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدًّا،.
وَجِمَالٍ حَامِلَةٍ أَطْيَابًا وَذَهَبًا بِكَثْرَةٍ وَحِجَارَةً كَرِيمَةً،.
فَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ عَنْ كُلِّ مَا فِي قَلْبِهَا. [1].
لقد سمعت ملكة سبأ عن سليمان خلال التُجَّار الذين يَعْبرون بسفنهم على سبأ. هنا تُقَدِّم ملكة سبأ صورة حيَّة للمؤمن الحقيقي من جوانب كثيرة:
1. لم تقف الملكة عند سماعها عن سليمان، بل تحرَّكت لتلتقي به وتمتحنه، ليس في شكٍ مما سمعته، وإلا ما كانت جاءت تحمل هذه الهدايا الثمينة، وإنما جاءت لتتمتَّع باللقاء معه. وهي في هذا ترمز للمجوس الذين لما رأوا النجم تحرَّكوا بهداياهم نحو أورشليم ليلتقوا بالمولود ملك اليهود ويسجدوا له.
على عكس هذا عندما جمع هيرودس الملك رؤساء الكهنة وكتبة الشعب (مت 2: 4) يسألهم: أين يولد المسيح، قَدَّموا له النبوة، ولم يتحرَّكوا للقاء مع المسيح المولود.
- أَعدُّوا الهدايا للملك ليُكرَم بها، حتى يدخلوا عنده بالقرابين عندما ينظرونه.
عندما اهتموا بتهيئة القرابين، قام الحق ليُعَلِّمهم ماذا يجب عليهم.
فتحوا كنوزهم، وجلبوا الذهب، لأنه الملك العظيم، وأخذوا المرَّ، لأنه يصير قتيلاً.
اللبان يفيد لإكرامه، لأنه إله أيضًا: جلبوا عطورًا ومُرًّا وذهبًا لتُقَرَّب له.
حملوا خزائن آبائهم فرحين، ليُقَدِّموا قرابينهم للملك العظيم…
صاروا كارزين وهم سائرون في الطريق يُبَشِّرون أنه أشرق الملك على العالم كله…
أينما كانوا يرحلون ويَحِلُّون، قصُّوا خبره (قائلين): طريقنا مُتَّجِه نحو جبارٍ مولود في اليهودية.
في طريقهم أشرق تعليمه، وفي مواعيدهم كانت تُسمَع عباراتهم.
في كل موضع كانوا يَحِلُّون فيه زرعوا البشارة، وحين كانوا يرحلون سردوا خبر ميلاده.
انتشرت كرازتهم على أميال الطريق، وفي مراحلها كانت تُرتَّل تلك الأخبار[87].
القديس مار يعقوب السروجي.
أخبرت الملكة بكل ما في قلبها، وهو أخبرها بكل ما أرادت أن تعرفه [2]. هذه العلاقة تُمَثِّل علاقة النفس بمسيحها. فمن جانبها تكشف ما في أعماقها، ومسيحها من جانبه يُخبِرها بأسراره الإلهية التي تشتهي أن تعرفها.
يليق بالمؤمن أن يفتح قلبه أمام مُخَلِّصه، ويدخل معه في حوارٍ مفتوحٍ.
فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا.
وَلَمْ يُخْفَ عَنْ سُلَيْمَانَ أَمْرٌ إِلاَّ وَأَخْبَرَهَا بِهِ. [2].
إذ يفتح المؤمن قلبه للحديث الصريح مع مُخَلِّصه كما فعلت ملكة سبأ مع سليمان، يفتح رب المجد كنوز أسراره، ولا يخفي عنه شيئًا.
- دُعِي ابن الله هكذا (رسول المشورة العظيمة) من أجل الأمور التي علَّمها، خاصة وأنه أعلن للبشر عن الآب، إذ يقول: “أظهرت اسمك للناس” (يو 17: 6)… أعلن اسمه بالكلمات والأعمال[88].
القديس يوحنا الذهبي الفم.
- ليست معرفة بدون إيمان، ولا إيمان بدون معرفة… الابن هو المُعَلِّم الحقيقي عن الآب؛ إننا نؤمن بالابن لكي نعرف الآب، الذي معه أيضًا الابن. مرة أخرى، لكي نعرف الآب يلزمنا أن نؤمن بالابن، إنه ابن الآب. معرفة الآب والابن، بطريقة الغنوسي الحقيقي، إنما هي بلوغ للحق بواسطة الحق… حقًا، قليلون هم الذين يؤمنون ويعرفون[89].
القديس إكليمنضس السكندري.
- أُرسِلَ الكلمة الإلهي كطبيب للخطاة، وكمُعَلِّم للأسرار الإلهية الذين هم أنقياء بلا خطيةٍ[90].
العلامة أوريجينوس.
- نزل فقيه عظيم من السماء، وصار مُعَلِّمًا للعالم. استنارت المسكونة بتعليمه، لئلا يشتهي أحد بعد المقتنيات الزائلة[91].
القديس مار يعقوب السروجي.
- هيا أيها الأحباء التفتوا إلى ما يُقَدِّمه لكم الرسول من نصحٍ غالٍ، فهو يقول: “كما قبلتم المسيح يسوع ربنا، هكذا اسلكوا فيه، متأصلين ومبنيين فيه، وراسخين في الإيمان”. ففي هذا الإيمان البسيط والمؤكد يجدر بنا أن نمكث راسخين فيه، حتى يفتح هو ذاته للمؤمنين المخبأين فيه، إذ يقول نفس الرسول: “المذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة”، وهو لم يُخفِها عن أحد لكي يرفضوها، بل ليثير فيهم الاشتياق للأمور المذخرة[92].
فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَأ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ [3].
وطَعَامَ مَائِدَتِهِ وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ وَسُقَاتَهُ وَمَلاَبِسَهُمْ،.
وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ،.
لَمْ تَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. [4].
جاء التقرير الخاص بزيارتها له يكشف لنا ليس عن عظمة قصر سليمان فقط، وإنما عن الحياة التي تدور في القصر من طعام مائدته ومجلس عبيده وسلوك خدامه حتى ملابسهم.
غالبًا كأممية لم يأخذها إلى هيكل الرب، لكنها عرفت أيضًا ما كان يُقَدِّمه من مُحرَقات بواسطة الكهنة.
لم تستطع الملكة أن تُسَجِّل مشاعرها من جهة حياته في قصره وحُبِّه وعطائه لبيت الرب، إنما قيل: “لم تبقَ فيها روح بعد”.
ما شاهدته وسمعته وتلامست معه، إنما هو ظل كما حدث مع بولس الرسول الذي سمع كلمات لا يُنطَق بها (2 كو 12: 4).
لقد أدركت الملكة أن سليمان وأهل بيته والعاملين معه أسعد من رأتهم على وجه الأرض! هنا نذكر ما كتبه القديس يوحنا الذهبي الفم أن الإنسان المسيحي أسعد إنسان على الأرض.
لم يُشِر الكتاب المقدس إن كانت ملكة سبأ قد زارت الهيكل بكونه أعظم ما أقامه سليمان في العاصمة، غير أن اهتمامه بعدم سُكنَى زوجته ابنة فرعون في بيت داود يوحي بأنه لم يُعطِ لملكة سبأ فرصةً لزيارة هيكل الرب المقدس.
فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحٌ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ! [5].
وَلَمْ أُصَدِّقْ كَلاَمَهُمْ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ،.
فَهُوَذَا لَمْ أُخْبَرْ بِنِصْفِ كَثْرَةِ حِكْمَتِكَ.
زِدْتَ عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ. [6].
شتَّان ما بين ما سمعته الملكة عن حكمة سليمان، وبين ما لمسته بنفسها عندما التقت معه.
حقًا عندما تلامس الشعب مع حكمة سليمان، مَجَّدوا الرب واهب الحكمة.
- حينئذ هتف كل شعب بيت إسرائيل ليُمجِّد الرب الذي أعطى له الحكمة.
“مبارك هو الرب الحافظ محبته لعبده داود، وأقام بعده ابنه وملأه حكمة…
ليعظم كرسي الملك سليمان على إسرائيل، وينتشر خبره بين الأمراء وشعوب الأرض.
لتذهب ملكة سبأ، وتستفسر عن حِكمته (1 مل 10)، وتقابله بعطور كل الروائح[93].
القديس مار يعقوب السروجي.
فَطُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ،.
هَؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا،.
وَالسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. [7].
شَعَرَتْ ملكة سبأ أن لسانها يعجز عن التعبير فيما يخص سليمان نفسه، فصارت لا تُطَوِّبه هو، بل تُطَوِّب رجاله العاملين معه والسامعين له. ولعلها شعرت أنه أعظم من أن تُطوِّبه، فَطَوَّبَتْ من يلتقي معه، ويتمتَّع به.
هذا ما أعلنه السيد المسيح للذين التصقوا به ونظروه وتلامسوا معه، قائلاً لهم: “طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه” (لو 10: 23).
لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ،.
وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكًا لِلرَّبِّ إِلَهِكَ.
لأَنَّ إِلَهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إِلَى الأَبَدِ.
قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَعَدْلاً. [8].
أدركت ملكة سبأ محبة الله لشعبه، إذ جعل سليمان ملكًا عليهم يجري حكمًا وعدلاً (أو برًّا)، غير أن سليمان فيما بعد أثقل عليهم بطلباته لكي ينفق على مشروعاته وإنشاءاته. أما وقد ملك السيد المسيح على البشرية، فبذل ذاته لأجل خلاص العالم، ووهبهم برَّه برًّا لهم.
- المسيح هو الصلاح الذي كان ينتظره الشعب[94].
العلامة أوريجينوس.
- نحن الذين لنا المسيح – مصدر كل الضروريات – ساكنًا في القلب، قد اغتنينا مرة واحدة في كل نوعٍ من الفضيلة، وصار لنا فيض من المواهب الروحية الثابتة.
القدِّيس كيرلس الكبير.
- ماذا يعني: “ومن ملئه نحن أخذنا” (يو 1: 16)؟ ….
يقول إنه لا يملك العطية بالمشاركة، بل هو نفسه ينبوع ذاته وأصل كل صلاح، الحياة ذاتها، النور ذاته، الحق ذاته، يحتجز في داخله غِنَى صلاحه، بل يفيض به على الآخرين، ويبقى بعد هذا الفيض في ملئه، لا ينقص وهو يمدُّ الآخرين، بل على الدوام يفيض، ويهب الغير ليشاركوه بركاته، ويبقى في كماله كما هو.
ما أقتنيه أنا هو بالمشاركة (أي أَقْبَله من الغير)، لدي نصيب قليل من الكل، كنقطة ماء فقيرة إن قورنت بلجةٍ لا تُحد أو بحر بلا حدود. وحتى هذا المثل لا يقدر أن يُعَبِّرَ بالكامل عما نحاول أن نقوله…
لنفترض وجود مصدر نار، ومن هذا المصدر أشعلت ربوات المصابيح… ألا تبقى النار كما هي في ملئها حتى بعد أن قَدَّمت ما لها لكل مثل هذا العدد؟ واضح لكل إنسانٍ إن الأمر هكذا[95].
القديس يوحنا الذهبي الفم.
وَأَهْدَتْ لِلْمَلِكِ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَابًا كَثِيرَةً جِدًّا وَحِجَارَةً كَرِيمَةً،.
وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذَلِكَ الطِّيبِ الَّذِي أَهْدَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. [9].
تقديم ملكة سبأ الأممية هدايا لسليمان كان رمزًا لما سيفعله المجوس الغرباء عند ميلاد السيد المسيح الملك العجيب حيث قَدَّموا له هدايا.
وَكَذَا عَبِيدُ حُورَامَ وَعَبِيدُ سُلَيْمَانَ الَّذِينَ جَلَبُوا ذَهَبًا مِنْ أُوفِيرَ،.
أَتُوا بِخَشَبِ الصَّنْدَلِ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. [10].
وَعَمِلَ الْمَلِكُ خَشَبَ الصَّنْدَلِ دَرَجًا لِبَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ.
وَأَعْوَادًا وَرَبَابًا وَلَمْ يُرَ مِثْلُهَا قَبْلُ فِي أَرْضِ يَهُوذَا. [11].
وَأَعْطَى الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مَلِكَةَ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا الَّذِي طَلَبَتْ،.
فَضْلاً عَمَّا أَتَتْ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ.
فَانْصَرَفَتْ، وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا. [12].
الأعداد 13-28
2. عظمة بلاط سليمان وثروته
إذ كان الله كلي الغِنَى والمجد والقوة والحكمة مع سليمان، سكب مما له على محبوبه. لم يذكر التاريخ ملكًا في غِنَى سليمان ومجده مع حكمته وقدرته على خلق جوٍ من السلام مع الأمم والشعوب في عصره. مع ذلك يقول السيد المسيح إن زنابق الحقل التي تظهر لمدة يوم وتجف أبرع جمالاً مما يرتديه سليمان (مت 6: 29).
هذا ولم يُسَجِّل هذا السفر انحرافات سليمان وسقوطه، التي وردت في ملوك الأول. ولعل الكتاب يُقَدِّم لنا درسًا هامًا وهو وإن كان حتى العظماء والحكماء قد يسقطون، وسقوطهم يكون خطيرًا، غير أنه ليس لنا أن نشهر بهم في كل وقتٍ. هذا ومن جانب آخر، ربما قَدَّم سليمان توبة عنها، لذلك صمت السفر عنها، لأنها غُفِرَت له (حز 33: 16). الله في محبته للإنسان، لا يعود يذكر خطايانا مادمنا رجعنا إليه وتركنا طريق الشر.
وَكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الَّذِي جَاءَ سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ،.
سِتَّ مِئَةٍ وَسِتًّا وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ [13].
هذا الوزن من الذهب يعادل حوالي 25 طنًا من الذهب. ومع هذا يُسَجِّل لنا الحكيم فيما بعد عن خبرته هذه في سفر الجامعة: “باطل الأباطيل، الكل باطل”. وجاء في سفر الأمثال: “القليل مع مخافة الرب، خير من كنزٍ عظيمٍ مع همٍّ. أكلة من البقول حيث تكون المحبة، خير من ثورٍ معلوف ومعه بغضة” (أم 15: 16 – 17).
غالبًا ما سمعت منه أمثال هذه الحكمة، وهي تشاهد ما في قصره من غنى ومخازنه من كنوز، فقيل عنها: “لم تبقَ فيها روح بعد” [4].
فَضْلاً عَنِ الَّذِي جَاءَ بِهِ التُّجَّارُ وَالْمُسْتَبْضِعُونَ.
وَكُلُّ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَوُلاَةُ الأَرْضِ،.
كَانُوا يَأْتُونَ بِذَهَبٍ وَفِضَّةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ. [14].
وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ،.
خَصَّ التُّرْسَ الْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ الذَّهَبِ الْمُطَرَّقِ [15].
لقد وعد الله سليمان أن يهبه مع الحكمة الغِنَى والمجد (3: 13). الغِنَى في ذاته ليس خطية، فقد كان إبراهيم غنيُّا جدًا، وأعطى كل ثروته لابنه إسحق (تك 24: 34 – 36). تدبير الثروة ليس خطية، إنما محبة المال هي خطية (1 تي 6: 7 – 10). لقد كتب سليمان نفسه: “من يحب الفضة لا يشبع من الفضة، ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ. هذا أيضًا باطل” (جا 5: 10).
وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ،.
خَصَّ الْمِجَنَّ الْوَاحِدَ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ الذَّهَبِ.
وَجَعَلَهَا الْمَلِكُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. [16].
وَعَمِلَ الْمَلِكُ كُرْسِيًّا عَظِيمًا مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. [17].
وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ.
وَلِلْكُرْسِيِّ مَوْطِئٌ مِنْ ذَهَبٍ كُلُّهَا مُتَّصِلَةٌ،.
وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ الْجُلُوسِ،.
وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ الْيَدَيْنِ. [18].
كانت قدما سليمان تُوضعان على ذهب خالص. وقد قيل عن السيد المسيح: “الحق والعدل قاعدة كرسيك” (مز 89: 14، راجع مز 97: 2).
وَاثْنَا عَشَرَ أَسَدًا وَاقِفَةٌ هُنَاكَ عَلَى الدَّرَجَاتِ السِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ.
لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الْمَمَالِكِ. [19].
كان سليمان يود تأكيد غناه وقوته، فزَيَّن عرشه وبيته بتماثيل أسود، أما السيد المسيح فأعلن عن إمكانياته بأن وهب تلاميذه ومؤمنيه سلطانًا أن يطأوا إبليس وقوات الظلمة، فلا يخشون الأسد الذي يجول ملتمسًا من يبتلعه (1 بط 5: 8).
- أتريد أن تكون بتولاً؟… إن كنت تتوق إلى هذا كلّه اِغلبْ الجسد، اهزم شهوات الجسد، اغلب العالم في روح الله، انتصر على الزمنيّات الباطلة التي تعبر وتشيخ وتفسد وتنتهي، اغلب التنّين (رؤ ١٢: ٧)، اغلب الأسد (١ بط ٥: ٨)، اغلب الحيَّة (٢ كو ١١: ٣)، اِغلب الشيطان، بيسوع الذي يُقَوِّيك، بسماعك كلماته وتمتُّعك بالإفخارستيّا في الله. احمل صليبه واتبعه (مت ٢٦: ٢٤)، ذاك الذي يُطَهِّرك، يسوع المسيح ربك[96].
القدّيس إكليمنضس الروماني.
- بعد انتصاراتك النابعة من انتصاراته، تستقبلك الملائكة أيضا وتُمَجِّدك وتخدمك كحراسٍ لك في كل شيء[97].
القديس يوحنا الذهبي الفم.
وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ،.
وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ.
لَمْ تُحْسَبِ الْفِضَّةُ شَيْئًا فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ [20].
أبرز سليمان عظمته باستخدامه أوانٍ جميعها من الذهب، أما مسيحنا فتبرز عظمته بأن يُقِيمنا نحن الترابيين سمائيين، إذ يُشِير الذهب إلى السماء.
- وُلِدَ في مذود، ليرفعكم إلى المذبح،.
جاء إلى الأرض، ليرفعكم إلى السماء،.
لم يجد له موضعًا إلا في مذود البقر، لكي يقدم لكم منازل في السماء (يو 14: 2)، وكما يقول الرسول: “إنه من أجلكم افتقر وهو غنيٌّ، لكي تستغنوا أنتم بفقره” (2 كو 9: 8). فميراثي هو فقر المسيح، وقوتي هي ضعف المسيح.
- يُطعم أولئك الذين يحسبون بين البشر سمائيين حتى يصلوا إلى الأبدية، تاركًا جانبًا شهوات الجسد لكي تسقط محطمة[98].
لأَنَّ سُفُنَ الْمَلِكِ كَانَتْ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ مَعَ عَبِيدِ حُورَامَ،.
وَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سِنِينَ،.
حَامِلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً وَعَاجًا وَقُرُودًا وَطَوَاوِيسَ. [21].
فَتَعَظَّمَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ الأَرْضِ فِي الْغِنَى وَالْحِكْمَةِ. [22].
تعظَّم سليمان بالغِنَى والمجد والحكمة الأمور التي وهبها الله له. أما نحن فقد صار لنا مسيحنا غِنَى وشبعًا وحكمة!
- من يساندنا؟ يسوع المسيح، كلمة الله وحكمة الله. علاوة على هذا يؤازرنا، ليس ليومٍ أو يومين، وإنما أبديًا[99].
العلامة أوريجينوس.
- من يؤمن حقًا يتَّحِد تمامًا بذاك الذي فيه الحق واللاهوت والجوهر والحياة والحكمة، ويرى فيه كل هذه والتي ليست فيمن لا يؤمن. فإنه بدون ابن الله لا يكون لك وجود ولا اسم، ويصير القوي بلا قوة، والحكيم بلا حكمة. لأن المسيح هو “قوة الله وحكمة الله” (1 كو 24: 1)، فإن من يظن أنه يرى الله الواحد بلا قوة ولا حق ولا حكمة ولا حياة ولا نور حقيقي، إما أنه لا يرى شيئًا بالمرة، أو بالتأكيد يرى ما هو شر[100].
القديس غريغوريوس النيسي.
وَكَانَ جَمِيعُ مُلُوكِ الأَرْضِ يَلْتَمِسُونَ وَجْهَ سُلَيْمَانَ،.
لِيَسْمَعُوا حِكْمَتَهُ الَّتِي جَعَلَهَا الله فِي قَلْبِهِ. [23].
كان ملوك الأرض يشتهون الاستماع لسليمان بسبب الحكمة التي وهبه الله إياها، فإن المؤمنين إذ يُقِيمهم الرب ملك الملوك ملوكًا، يلتمسون وجهه ليقتنوه بكونه حكمة الله.
وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ،.
بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ،.
وَحُلَلٍ وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْلٍ وَبِغَالٍ سَنَةً فَسَنَةً. [24].
وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِس،.
فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ الْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. [25].
لم ينصت سليمان إلى تحذير الشريعة للملوك: “ولكن لا يكثر له الخيل، ولا يرد الشعب إلى مصر لكي يكثر الخيل” (تث 17: 16).
وَكَانَ مُتَسَلِّطًا عَلَى جَمِيعِ الْمُلُوكِ مِنَ النَّهْرِ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ،.
وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ. [26].
وَجَعَلَ الْمَلِكُ الْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ الْحِجَارَةِ،.
وَجَعَلَ الأَرْزَ مِثْلَ الْجُمَّيْزِ الَّذِي فِي السَّهْلِ فِي الْكَثْرَةِ. [27].
وَكَانَ مُخْرَجُ خَيْلِ سُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ وَمِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي. [28].
الأعداد 29-31
3. ختام حكمه
وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ،.
مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ،.
وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. [29].
وَمَلَكَ سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. [30].
ثُمَّ اضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ،.
فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ.
وَمَلَكَ رَحُبْعَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. [31].
ختم السفر الحديث عن سليمان دون أن يذكر سقطاته في محبته للنساء الغريبات وانحرافه لعبادة الأوثان عن طريقهن. وذلك بكون مملكته ترمز لمملكة المسيح التي يلزم أن تكون مُقَدَّسة وبلا خطية، مُشرِقة ببهاء شمس البرِّ.
من وحي 2 أي 9.
لألتقي بك وأقتنيك يا حكمة الله!
- انطلقت ملكة سبأ إلى سليمان، إذ سمعت عنه.
وها أنت رب سليمان قد نزلت إليَّ.
سمعت ملكة سبأ عن حكمة سليمان، فحملت إليه هدايا!
أما أنت فتدعوني لأتحد بك، وأَتمتَّع بشركة مجدك.
- اسمح لي أن أكشف لك كل ما في قلبي.
بروحك القدوس أجلس عند قدميك.
هناك أُنَاجيك يا عريس نفسي.
أسمع صوتك، وأتمتع ببهائك.
يذوب قلبي حبًا فيك.
وأشتهي أن تنجذب كل البشرية إليك.
- التقت ملكة سبأ بالعاملين في قصر سليمان.
بُهِرَتْ بتدبير قصره،.
وطَوَّبَت العاملين معه والسامعين له.
أما أنت فتفتح لي أبواب سماواتك.
أُطَوِّب الأنبياء والرسل والتلاميذ وكل المؤمنين.
وأشتهي أن أُسَبِّحك معهم كما مع كل الطغمات السماوية.
أرى في الفردوس لصوصًا صاروا قديسين.
وأَتلمَّس نعمتك التي أقامت من الترابيين شبه سماويين.
أقف في دهشة أمام غنى نعمتك الفائقة!
- حَسبت ملكة سبأ كل الذين حولك أسعد من هم على الأرض.
وها أنا أرى كنيستك العروس الفريدة.
تحمل انعكاس بهائك يا من أنت أبرع جمالاً من بني البشر!
بنورك أزلتَ عنها كل ظلمة.
وبنعمتك صارت تحمل برَّك.
بصليبك صارت الملكة الجالسة عن يمينك!
- صار مسكنها معك في السماء.
حيث لا يقدر الأسد الذي يشتهي أن يفترسها أن يتسلل إليها!
لن يجد العدو فيها شيئًا له!
أنت نورها ومجدها وغناها وسعادتها.
أنت كل شيءٍ، فلا تعوزها شيء.
- هَبْ لي أن ألتصق بك وأقتنيك.
لن أتركك، بل تسكن فيَّ وأنا فيك.
لك المجد يا قوة الله وحكمة الله.
بك أختبر عربون سماواتك.
بك يرتفع قلبي وفكري كما إلى السماء.
بك أحيا سعيدًا مهما حلَّت متاعب العالم!
ترفعني من مجدٍ إلى مجدٍ!
[87] ميامر أي مواعظ السروجي، مطبعة مصر بالفجالة، 1621 ش، ميمر 23، ص 285 الخ؛ دير القديس مقاريوس: راجع ميامر: “على ميلاد ربنا بالجسد، وعلى الكوكب الذي ظهر للمجوس وعلى قتل الأطفال” (قام بنسخها القمص بطرس السرياني واهتم بها الأب مينا المقاري)؛ الميمر 6 على النجم الذي ظهر للمجوس وعلى قتل الأطفال (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سوني).
[88] In John hom, 81: 1.
[89] Stromata 5: 1.
[90] Contra Celsus 6: 67.
[91] الرسالة الأولى.
[92] Sermons on N. T. Lessons, 1: 5.
[93] ميمر 11 على الزانيتين (راجع الأب بول بيجان – دكتور سوني بهنام).Stephen A. Kaufman: Jacob of Sarug’s Homily on the Judgment of Solomon, Gorgias, 2008.
[94] Commentary on John, Book 1: 29.
[95] Homilies on , Hom. 14: 1.
[96] Ep. 1: 5.
[97] In Matt. hom 13: 5.
[98] Paedagogus 1: 6.
[99] Commentary on 1 Cor. 1: 2: 52 – 54.
[100] Against Eunomius 2: 7.