اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
انحراف الملك يوآش.
يؤكد هذا الأصحاح ارتباط النظام الملكي لبيت داود بالنظام الكهنوتي اللاوي.
إذ كان يوآش تحت إرشاد يهوياداع رئيس الكهنة التقي، سلك باستقامة قلبٍ، واهتم بالهيكل والعبادة. لكن بعد موت يهوياداع، صار له مشيرون أشرار، فارتدَّ عن الإيمان.
1. إصلاح الهيكل 1 – 14.
2. إعادة العبادة في الهيكل 15 – 16.
3. ارتداد الملك وتحذيره 17 – 19.
4. قتل زكريا النبي 20 – 22.
5. غزو الأراميين له 23 – 24.
6. قتله ودفنه 25 – 27.
الأعداد 1-14
1. إصلاح الهيكل
إذ لم يعد يوجد ملك على يهوذا، إنما استلمت عثليا العرش، صار لرئيس الكهنة والكهنة دور رئيسي. وكان الجيش والشعب متعاطفين مع يهوياداع.
في بداية مُلْكِه كان يوآش يسلك تحت إرشاد يهوياداع الكاهن التقي. لم تكن إرشاداته تُمَثِّل ثقلاً على نفسه، بل سكبت عليه وعلى الشعب سعادة وفرحًا.
والعجيب أن يوآش أظهر غيرة على إصلاح الهيكل أكثر من يهوياداع نفسه [6].
اهتم الملك ببناء الهيكل، ولكن إلى حين، أما يهوياداع فانشغل بالأكثر بالإصلاح الداخلي حتى النفس الأخير.
كَانَ يَهُوآشُ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ،.
وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ،.
وَاسْمُ أُمِّهِ ظَبْيَةُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. [1].
وَعَمِلَ يَهُوآشُ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ. [2].
وَاتَّخَذَ يَهُويَادَاعُ لَهُ امْرَأَتَيْنِ، فَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. [3].
ربما نظن أن يهوياداع اهتم بقيام الملك من نسل داود كرد جميل لما فعله داود وسليمان في بناء الهيكل، وتنظيم العبادة، وتدبير كل ما يمسُّ العمل الكهنوتي، غير أن العلاقة كانت قوية للغاية حتى في الأمور الشخصية. تَدَخَّل يهوياداع في حياة الملك الخاصة جدًا، فلم يتزوج الملك إلا بامرأتيْن. فقد قيل عن الملك: “ولا يكثر له نساء، لئلاَّ يزيغ قلبه” (تث 17: 17). هذا ما سقط فيه سليمان الحكيم: “وأحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، موآبيات وعمونيَّات وأدوميَّات وصيدونيَّات وحثِّيَّات… فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبَّة… فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه” (1 مل 11: 1 – 6).
وَحَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِ يَهُوآشَ أَنْ يُجَدِّدَ بَيْتَ الرَّبِّ. [4].
وضع يوآش في قلبه أن يُجَدِّدَ بيت الرب، فقد مَرَّ على إنشائه حوالي مئة وثلاثين عامًا.
شعر يوآش أن بيت الرب هو الملجأ الذي تربَّى فيه، والحصن الذي لجأ إليه من الموت. شعر بحنينٍ نحو هذا البيت، فوضع في قلبه أن يُجَدِّدَه بعد أن تجاهله الكثير من ملوك يهوذا خاصة في أيام يهورام وعثليا، فكان الهيكل في حاجة إلى ترميمٍ دقيقٍ وشاملٍ. وبالفعل تَمَّت بعض الترميمات والإصلاحات فيه[237].
لقد اختبر يوآش عذوبة السُكنَى في بيت الرب، وبركات الالتقاء مع الرب في بيته، فمن يصعد إلى بيت الرب باشتياق للعشرة معه، يكون كمن يصعد إلى السماء.
- أنتم تعرفون أيها الأعزاء الأحباء أن أغنية المصاعد (إلى بيت الرب) هي أغنية صعودنا، وأن هذا الصعود لا يتحقق بأقدام الجسد بل بمشاعر القلب[238].
- تُعَلِّمنا المزامير التي تُدعَى “مزامير المصاعد” كيف نصعد ونتقدَّم في سيرنا مع الله.
يدعونا المرتل بالروح القدس أن نصعد بالقلب، أي أن نزداد في الرغبة المقدسة الحقيقية، الأمر الذي هو أعظم من البحث عن “المشاعر الروحية”.
نبدأ بالإيمان. ونؤمن في حقيقة عالم الله غير المنظور، وأسس ملكوته الثابت. هذا يلهب فينا رجاءً حيًا بأننا أبناء الملكوت. هذا بدوره يجعلنا نسكب حُبَّ الله على الغير.
هذا يُزِيد رغبتنا لخبرة حضور الله الأبدي الآن، كما في الحياة العتيدة، التي بلا نهاية. هذا هو ما يعنيه أننا نصعد.
- إننا نئن في رحلتنا، وسنفرح في المدينة. لكننا نجد لنا رفقاء في رحلتنا، هؤلاء قد رأوا تلك المدينة عينها. هؤلاء يحثوننا أن نجري نحوها. يفرح (المرتل) بهؤلاء أيضًا، قائلاً: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب” [239].
- بالرغم من أنك لا تزال على الطريق، ضع نصب عينيك كما لو كنت بالفعل واقفًا، كما لو كنت بالفعل فرحًا بلا توقُّف مع الملائكة، كما لو أن المكتوب قد تحقق فيك: “طوبى للساكنين في بيتك، دائمًا يسبحونك” [240].
- وجودنا في الكنيسة ما هو إلا استغاثة للعزة الإلهية، وإظهار عبوديتنا له، وشكرنا للنعمة المجانية التي أسبغها علينا حال كوننا أعداء له ومضادين وغير خاضعين لعزته، إذ أرسل ابنه الوحيد من السماء سافكًا دمه الزكي، وباذلاً جسده الكريم الطاهر فداءً عنا، ذاكرين هذه الآلام المجيدة، وصانعين هذه التذكارات الجليلة المحجوبة تحت ستار طبيعتي الخبز والخمر اللذين هما سرّ الجسد المبذول والدم الزكي المسفوك، ومشتركين في هذه النعم الفريدة، مُتَّحدين في هذه الأمجاد الإلهية.
القديس يوحنا الذهبي الفم.
فَجَمَعَ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ وَقَالَ لَهُمُ:
اخْرُجُوا إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا،.
وَاجْمَعُوا مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِضَّةً،.
لأَجْلِ تَرْمِيمِ بَيْتِ إِلَهِكُمْ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ،.
وَبَادِرُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الأَمْرِ.
فَلَمْ يُبَادِرِ اللاَّوِيُّونَ. [5].
طلب الملك من الكهنة واللاويين أن يخرجوا إلى كل المدن، يجمعون فضة لأجل ترميم بيت الرب.
إن كان بيت الرب قائمًا في أورشليم، إلا إنه يُمَثِّل الحضرة الإلهية في المملكة كلها، بل في وسط الشعب أينما وُجِدُوا، فهو مصدر بركة للجميع. هذا وقد أراد الملك أن يشترك الكل في تكلفة الترميم والصيانة المستمرة عبر السنوات، ليتمتعوا ببركة العطاء كذبيحة شكر مُقَدَّمة للرب، راعي الجميع والمعتني بالكل والمهتم بخلاصهم.
يظهر من أسلوب هذا الملك الشاب في حديثه مع اللاويين أن غيرته على ترميم بيت الرب كانت شديدة. غير أنه إذ يتحدث عنه الله يقول: “لأجل ترميم بيت إلهكم”، ولم يقل: “إلهنا”. مما يجعلنا نتصور أن غيرة الملك على بيت الرب كانت تمسُّ التجديد والمظهر، وليس العلاقة الشخصية التي تليق بالملك كما بكل القادة والشعب مع الرب.
هذا يُذَكِّرنا بالرؤساء والقادة حين كانوا يتحدثون مع إرميا، قالوا له: “فتصلي لأجلنا إلى الرب إلهك” (إر 42: 2، 3).
إذ تهاون الكهنة واللاويون في ترميم بيت الرب، اهتم الملك نفسه بذلك. بذل كل الجهد لترميم بيت الرب، ولم يَكُف عن العمل لتحقيق هذا:
1. جمع الكهنة واللاويين، ودفعهم للتحرُّك في كل مدن يهوذا، ليشترك كل الشعب في المساهمة في تجديد الهيكل.
2. لم يقاوِم اللاويون الأمر، لكنهم تراخوا في حث الشعب على المساهمة.
3. عاتب الملك رئيس الكهنة يهوياداع على تراخي اللاويين، كما ذَكَّره بما فعلته عثليا من تخريب لبيت الرب.
4. لم يقف عند الحث والعتاب، إنما تحرَّك للقيام بعملٍ إيجابي بسيطٍ، إذ صنع صندوقًا عند باب بيت الرب خارجًا للتبرُّعات. ففرح كل الرؤساء، وألقوا في الصندوق حتى امتلأ.
5. تعاون الملك مع الكهنة معًا، فكان كاتب الملك ووكيل رئيس الكهنة يُفرِّغان الصندوق ويعيدانه من جديد يوميًا [11].
6. كمل العمل، وبقيت فضة استخدمت في عمل آنية ذهبية وفضية لبيت الرب؛ وكانت تُصعَد مُحرَقات في بيت الرب كل أيام يهوياداع [14].
فَدَعَا الْمَلِكُ يَهُويَادَاعَ الرَّئِيسَ وَسَأَلَهُ:
لِمَاذَا لَمْ تَطْلُبْ مِنَ اللاَّوِيِّينَ أَنْ يَأْتُوا مِنْ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.
بِجِزْيَةِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ وَجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِخَيْمَةِ الشَّهَادَةِ؟ [6].
طُلِبَ من كل من بلغ العشرين من عمره فما فوق أن يُقَدِّمَ نصف شاقل لبيت الرب، الغني لا يُكثر والفقير لا يقلل، لكي يدرك أن الكل متساوون في عيني الرب (خر 30: 12 – 15).
لأَنَّ بَنِي عَثَلْيَا الْخَبِيثَةِ قَدْ هَدَمُوا بَيْتَ الله،.
وَصَيَّرُوا كُلَّ أَقْدَاسِ بَيْتِ الرَّبِّ لِلْبَعْلِيمِ. [7].
وَأَمَرَ الْمَلِكُ فَعَمِلُوا صُنْدُوقًا، وَجَعَلُوهُ فِي بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجًا [8].
وَنَادُوا فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِأَنْ يَأْتُوا إِلَى الرَّبِّ بِجِزْيَةِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ.
الْمَفْرُوضَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. [9].
التزم الشعب بتقديم مساهمة حب في نفقات الخيمة (أو الهيكل) من كل الرجال، 20 عامًا فما فوق، دون تمييز بين غني وفقير (خر 30: 12 الخ). تُشير إلى أن التقدمة وإن كانت تحمل روحًا جماعية، لكنها تحمل أيضًا علاقة شخصية بين كل مؤمن وإلهه. خدمة الخيمة (أو الهيكل) هي خدمة الجماعة كلها، دون أن تفقد المؤمن شخصيته كعضو حيّ له علاقة مباشرة مع الله، وفي نفس الوقت خلال اتحاده بالجماعة.
فَفَرِحَ كُلُّ الرُّؤَسَاءِ وَكُلُّ الشَّعْبِ وَأَدْخَلُوا،.
وَأَلْقُوا فِي الصُّنْدُوقِ حَتَّى امْتَلأَ. [10].
وَحِينَمَا كَانَ يُؤْتَى بِالصُّنْدُوقِ إِلَى وَكَالَةِ الْمَلِكِ بِيَدِ اللاَّوِيِّينَ،.
عِنْدَمَا يَرُونَ أَنَّ الْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ،.
كَانَ يَأْتِي كَاتِبُ الْمَلِكِ وَوَكِيلُ الْكَاهِنِ الرَّئِيسِ وَيُفْرِغَانِ الصُّنْدُوقَ،.
ثُمَّ يَحْمِلاَنِهِ وَيَرُدَّانِهِ إِلَى مَكَانِهِ.
هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا،.
حَتَّى جَمَعُوا فِضَّةً بِكَثْرَةٍ. [11].
وَدَفَعَهَا الْمَلِكُ وَيَهُويَادَاعُ لِعَامِلِي شُغْلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ،.
وَكَانُوا يَسْتَأْجِرُونَ نَحَّاتِينَ وَنَجَّارِينَ لِتَجْدِيدِ بَيْتِ الرَّبِّ،.
وَلِلْعَامِلِينَ فِي الْحَدِيدِ وَالنُّحَاسِ أَيْضًا لِتَرْمِيمِ بَيْتِ الرَّبِّ. [12].
فَعَمِلَ عَامِلُو الشُّغْلِ وَنَجَحَ الْعَمَلُ بِأَيْدِيهِمْ،.
وَأَقَامُوا بَيْتَ الله عَلَى رَسْمِهِ وَثَبَّتُوهُ. [13].
وَلَمَّا أَكْمَلُوا أَتُوا إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ وَيَهُويَادَاعَ بِبَقِيَّةِ الْفِضَّةِ،.
وَعَمِلُوهَا آنِيَةً لِبَيْتِ الرَّبِّ،.
آنِيَةَ خِدْمَةٍ وَإِصْعَادٍ وَصُحُونًا وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ.
وَكَانُوا يُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتٍ فِي بَيْتِ الرَّبِّ دَائِمًا كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ. [14].
الأعداد 15-16
2. إعادة العبادة في الهيكل
وَشَاخَ يَهُويَادَاعُ وَشَبِعَ مِنَ الأَيَّامِ وَمَاتَ.
كَانَ ابْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً عِنْدَ وَفَاتِهِ. [15].
مات يهوياداع وهو ابن مئة وثلاثين سنة. يبدو أنه وُلِدَ في أيام سليمان، وعاصر ستة ملوك، وتبنَّى حفظ الطفل يوآش، وتخبئته لمدة ست سنوات حتى قام بتجليسه وهو في السابعة من عمره.
فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مَعَ الْمُلُوكِ،.
لأَنَّهُ عَمِلَ خَيْرًا فِي إِسْرَائِيلَ وَمَعَ الله وَبَيْتِهِ. [16].
أَكْرَمه الملك والرؤساء والشعب، إذ عمل خيرًا في إسرائيل ومع الله وبيته [16]، فدُفِن مع الملوك.
حسبه الكل كملكٍ، لأنه خلال احتضانه ليوآش الذي يبدو أنه كان ضعيف الشخصية، كان يُدَبِّر شئون المملكة تحت اسمه.
قيل: “عمل خيرًا في إسرائيل” [16]، لأن مملكة يهوذا صارت تُمَثِّل إسرائيل، أما بقية الأسباط فزاغوا عن الرب.
الأعداد 17-19
3. ارتداد الملك وتحذيره
وَبَعْدَ مَوْتِ يَهُويَادَاعَ،.
جَاءَ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا وَسَجَدُوا لِلْمَلِكِ.
حِينَئِذٍ سَمِعَ الْمَلِكُ لَهُمْ. [17].
جاء رؤساء يهوذا إلى الملك بعد موت يهوياداع مباشرة ليصطادوه في فخ عبادة الأصنام. جاء في الترجوم: “بعد موت يهوياداع، جاء عظماء يهوذا إلى الملك يوآش، وسجدوا له وأغووه، فقبل منهم أصنامهم[241]”.
للأسف بدفن يهوياداع الذي كان مشيرًا للملك، دُفِنَ كل فكرٍ صالحٍ في الملك، ونسي ما فعله معه الكاهن، وكيف حفظه في الهيكل حتى يعتلي العرش في السابعة من عمره.
تَصَرُّف يوشيا الملك بعد موت مُرْشِده الروحي يكشف سرَّ اهتمام الكنيسة بالأب الروحي.
- ذرفت سيلاً من الدموع على حياتي التعيسة، وصلَّيت لأَجِدَ مُرشِدًا يمكنه أن يبث فيَّ مبادئ التقوى الحقيقية… وأصبح جل اهتمامي أن أعمل على إصلاح أخلاقي بعد أن أفسدها طول اختلاطي برفقاء الشرّ، ثم قرأت الإنجيل، ورأيت أنه لا سبيل إلى بلوغ الكمال إلاَّ بأن يبيع المرء ما له ويعطي للفقراء نصيبهم، ويتخلَّى عن مطامع الحياة جميعها، حتى لا يبقى للنفس ما يُعَكِّر صفوها من كل ما في الدنيا من أشياء[242].
- يلزم أن يوجد قائد واحد مُعيَّن، ليأمر بهذه الطريق العجيب للحياة، يُختار بكونه أفضل من البقية، خلال امتحان حياته وشخصيته وسلوكه الصالح.
يجب أخذ العمر في الاعتبار حيث يطفي عليه نوعًا من الكرامة. فإنه إلى حد ما بحسب طبيعة الإنسان أن الذي أكثر سنًا يستحق كرامة أعظم.
تبعًا لهذا فان هذا الرأس يمارس سلطة هكذا، ويلتزم الإخوة بالطاعة الاختيارية فقط، في خضوع وتواضع، لكي يمنع أي شخص في الجماعة من مقاومة إرادته عندما يصدر أمرًا ما يساهم في تكريم الحياة الدينية وكمالها[243].
- إذ يليق بالجماعة أن تطيع الرئيس وتخضع له بكل الطرق، لذا فإنه على جانب عظيم من الأهمية أن الذي يُختار كمرشدٍ في هذه الحالة من الحياة أن تصلح حياته أن تكون نموذجًا في كل فضيلة لكل الذين يتطلعون إليه. وكما يقول الرسول أن يكون “صاحيًا، عاقًلاً، ذا سلوك صالح، معلمًا” (1 تي 3: 2).
لهذا ففي رأيي يلزم الاستقصاء عن طريقة حياته، ولا يقف الأمر عند بلوغه عمرًا معينًا من جهة الزمن، فأحيانًا توجد سمات صبيانية مع الشيبة والتجاعيد.
فالاستفسار عنه يلزم أن يكون فوق كل شيء لمعرفة إن كانت شخصيته وأخلاقياته نمت في شيبة بلياقة، حتى أن كل ما يفعله ويقوله يمكن أن يمثل قانونًا وقاعدة ملزمة للجماعة.
علاوة على هذا فإن الذين يقودون الحياة الرهبانية أن تُؤخذ حياتهم في الاعتبار كما يصفها الرسول، حتى أن الذين يشتغلون بأياديهم يأكلون خبزهم بكرامة (2 تس 3: 12) [244].
- تضفي بعض الحيوانات على حياتها معنى سياسيًا معينًا، إذا كنا نعتبر أن عمل السياسة هو توجيه الطاقات الفرديَّة نحو غاية مشتركة…
إن ما يلاحظ في حياة النحل هو أنه يعمل تحت أمر رئيسٍ أو مندوبٍ عنه. فهو لا يذهب إلى الحقول قبل أن يتولَّى الملك رأس الحملة[245].
القدِّيس باسيليوس الكبير.
وَتَرَكُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِمْ،.
وَعَبَدُوا السَّوَارِيَ وَالأَصْنَامَ،.
فَكَانَ غَضَبٌ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لأَجْلِ إِثْمِهِمْ هَذَا. [18].
قام الرؤساء بدور أصدقاء السوء؛ لعلهم صاروا يَتَمَلَّقونه ويداهنونه، ويُظهِرون له كل ولاءٍ. وفي نفس الوقت هنأوه بموت الكاهن الشيخ الذي حسبوه كمن قام بعمل الوِصاية على الملك. وحَثُّوا الملك أن يتحرَّر من الكبت الذي عاشه في أيام يهوياداع، لينعم بالحياة خلال الانغماس في الرجاسات الوثنية. لم يُدرِكْ أنهم دفعوه إلى العبودية للشهوات والفساد والحياة المُخزِية.
من المحتمل أن رؤساء يهوذا تقدَّموا بطلبٍ مباشرٍ أو خفيٍ، مُعلِنين فيه أنهم لم يجسروا أن يَتَقَدَّموا به في حياة يهوياداع من أجل مجهوداته وشيخوخته، وهو أن يعودوا إلى نصب السواري والأصنام التي هُدِمَت في بداية حكم يوآش، وأنهم لا يريدون التقيُّد بخدمة الهيكل العتيقة والصعبة.
لم يسمح لهم الملك بذلك فحسب، وإنما اشترك معهم في إحياء العبادة الوثنية.
وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ لإِرْجَاعِهِمْ إِلَى الرَّبِّ،.
وَأَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُصْغُوا. [19].
إن كان عدو الخير قد أثار رؤساء اليهود على العودة إلى العبادة الوثنية، فإن الرب من جانبه، وإن كان لم يُلزِمهم بالعبادة السليمة قسرًا، أرسل إليهم أنبياء يُوَبِّخونهم على إثمهم، ويُحَذِّرونهم من عواقب الشر والخطية.
في خبثٍ تَحَرَّك رؤساء يهوذا مستغلين موت يهوياداع لبعث روح الشر، لكن في كل عصرٍ يوجد شهود لله، يعلنون الحق الإلهي، ويُحَذِّرون الأشرار من الهلاك الذي ينتظرهم.
لم يصغ رؤساء الكهنة ولا الملك لرسالة الرب خلال أنبيائه.
الأعداد 20-22
4. قتل زكريا النبي
وَلَبِسَ رُوحُ الله زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ،.
فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ:
هَكَذَا يَقُولُ الله: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟
لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ، قَدْ تَرَكَكُمْ. [20].
إذ لبس روح الله زكريَّا بن يهوياداع الكاهن، وقف أمام الشعب الذي لم يكن بعد قد فارق الهيكل، بل كان يجتمع فيه، لكنهم بدأوا يعبدون الأصنام.
ربما مع عبادتهم للأصنام، كانوا يجتمعون معًا في الهيكل في بعض المناسبات كالأعياد.
جاء في الترجوم: “عندما رأى إثم الملك والشعب، إذ كانوا يُقَدِّمون بخورًا لصنم في هيكل الرب، في يوم الكفارة، ويمنعون كهنة الرب من تقديم المُحرَقات والذبائح والتقدمات اليومية والخدمات كما ورد في شريعة موسى، وقف على الشعب وقال”.
فَفَتَنُوا عَلَيْهِ، وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ،.
بِأَمْرِ الْمَلِكِ فِي دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ. [21].
نطق الكاهن بالحق الإلهي في وضوحٍ كاملٍ وبلغةٍ غير مثيرةٍ للغضب، ودون أن يُوَجِّه اللوم إلى الملك أو رؤساء يهوذا، ولم يُهَدِّدهم بالقصاص الإلهي. لقد طالبهم بالالتزام بالشريعة وحفظ الوصية الإلهية.
أثار حديث الكاهن الصريح ضمير الملك ورؤساء يهوذا، فعوض الرجوع إلى الله، عاملوه بوحشيةٍ، إذ رجموه بالحجارة بفتنة من هؤلاء الرؤساء ومن معهم، وبأمر الملك الذي حسب في كلمات الكاهن تحدّيًا له شخصيًا.
لم يذكر الكاتب أن الملك أمر بمحاكمته أو اتَّهمه بالتجديف أو الخيانة أو أنه نبي كذَّاب، إنما غالبًا ما قام به أتباع الرؤساء بتهييج الشعب، فحدث شغب، لذلك أصدر الملك أمره برجمه لتهدئة الشعب.
يا له من ملك بائس! ترك الله، فاحتل عدو الخير قلبه، فصار عنيفًا يأمر برجم نبي الله وكاهنه، وابن ذاك الذي له الفضل في اعتلائه كرسي الحكم!
يا للعجب! لقد ارتكب جريمة بشعة من جوانبٍ كثيرةٍ، منها:
1. تَمَّ رجمه وهو كاهن تقي مُقَدَّس في بيت الله المقدس نفسه. يبدو أن زكريا هو المذكور في (لو 11: 51)، ودُعِي ابن برخيا (مت 23: 35)، ربما بتأثير إشعياء 8: 2.
2. العجيب أن الملك أمر برجمه في دار بيت الله، مع أن والد زكريا لم يرد أن يقتل عثليا في بيت الرب، وهي ملكة شريرة مُقاوِمة لله ومفسدة للهيكل وامتحدِّية لبيت داود، فطلب أن يخرجوها من بيت الرب لتُقتَل هناك.
3. نسي الملك أن والد هذا الكاهن يهوياداع هو الذي عَرَّض حياته للموت لأجل حفظ العرش له! بذل كل الجهد ليحافظ على بقاء العرش لبيت داود.
4. نسي الملك العهد الذي قطعه مع الله يوم تجليسه.
5. تُظهِر بشاعة هذه الجريمة أنها ضد زكريا الذي استُشهِدَ من أجل أمانته لله ووطنه، وأنه ابن يهوياداع الذي عمل الكثير من الإصلاحات في يهوذا، وأنه كان أشبه بوالد للملك.
6. جاء في التقليد اليهودي أن حادثة رجم الكاهن زكريا تمَّت في يوم الكفَّارة. لذلك يرى بعض اليهود أن هذه الجريمة تُمَثِّل سبعة تعدِّيات وهي: إنها جريمة قتل كاهن، نبي، قاضي، سفك دم بريء، ودَنَّست دار بيت الرب، حدثت في يوم سبت، تَمَّت في يوم الكفَّارة.
وَلَمْ يَذْكُرْ يَهُوآشُ الْمَلِكُ الْمَعْرُوفَ الَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ،.
بَلْ قَتَلَ ابْنَهُ.
وَعِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ: الرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ. [22].
يوآش الذي بدأ حياته كملكٍ في غيرة مُتَّقِدة على بيت الرب، إذا به في جحود يأمر بقتل زكريا بن يهوياداع داخل بيت الرب. عند قتله صرخ زكريا: “الرب يرى ويطالب” [22]. وهي صرخة ناموس يُنتهك. سمع الله لهذه الصرخة، فسمح لجيش أرام أن يأتي بشرذمة قليلة إلى أورشليم لكي يَذلوا جيشًا عظيمًا جدًا ليوآش [24].
لم يطلب الكاهن الانتقام من الملك، إنما تنبأ عمَّا سيحل بالملك بقوله لراجميه: “ينظر الرب ويطالب” [22].
لا ننسى أن زكريا من دم ملوكي، لأن والدته هي عمّة الملك (22: 11)، وقامت بدورٍ هامٍ مع زوجها رئيس الكهنة يهوياداع في حفظ حياة يوآش الملك وتدبير وتنفيذ تجليسه ملكًا، مُعَرِّضين نفسيهما لغضب عثليا.
الأعداد 23-24
5. غزو الأراميين له
وَفِي مَدَارِ السَّنَةِ صَعِدَ عَلَيْهِ جَيْشُ أرام،.
وَأَتُوا إِلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ،.
وَأَهْلَكُوا كُلَّ رُؤَسَاءِ الشَّعْبِ مِنَ الشَّعْبِ،.
وَجَمِيعَ غَنِيمَتِهِمْ أَرْسَلُوهَا إِلَى مَلِكِ دِمَشْقَ. [23].
تحققت نبوَّة الكاهن، ففي مدار السنة صعد على المدينة جيش أرام، وأهلكوا كل رؤساء الشعب، وأرسلوا جميع غنيمتهم إلى دمشق.
لأَنَّ جَيْشَ أرام جَاءَ بِشِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ،.
وَدَفَعَ الرَّبُّ لِيَدِهِمْ جَيْشًا كَثِيرًا جِدًّا،.
لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ.
فَأَجْرُوا قَضَاءً عَلَى يَهُوآشَ. [24].
الأعداد 25-27
6. قتله ودفنه
وَعِنْدَ ذَهَابِهِمْ عَنْهُ – لأَنَّهُمْ تَرَكُوهُ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ – فَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ،.
مِنْ أَجْلِ دِمَاءِ بَنِي يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ،.
وَقَتَلُوهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَمَاتَ.
فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ،.
وَلَمْ يَدْفِنُوهُ فِي قُبُورِ الْمُلُوكِ. [25].
يبدو أن يوآش تَمَرَّدَ على ملك أرام… شرب يوآش من كأس الشر الذي ملأه. ومع هذا لم يستجب للتأديبات التي حلَّت عليه بالتوبة والرجوع إلى الله.
1. سمح الله بشرذمة قليلة من أرام أن تهزم جيشه العظيم وتقتل رؤساء الشعب.
2. أخذ حزائيل كل الأقداس وذهب الهيكل وما في خزائن بيت الملك [27].
3. أُصِيبَ يوآش بسلسلة من الأمراض كثيرة، ربما بسبب الضغوط الشديدة التي وقعت عليه. قد تكون أمراض جسدية أو عقلية. فمع كونه في ربيع عمره، كان يتخلَّص من مرض ليَحِلَّ به مرض آخر.
4. بينما كان يظن أنه ينجو من الأمراض إذا به يُغتَال بالسيف وهو على سريره، وذلك من أجل دماء أبناء يهوياداع البريئة، إذ قتل زكريا وإخوته [25].
5. إذ أعاد الملك تأسيس العبادة الوثنية، ودفع الشعب إلى عبادة الأصنام، ودخلوا في زيجات مع نساء وثنيات؛ هلك على يدي اثنين من أبناء الوثنيات. أوضح الكتاب أن اللذين فتنا عليه أحدهما ابن أم عمونية، والآخر أمه موآبية.
6. لم ينل يوآش حتى كرامة دفنه في قبور الملوك، هذا الذي في السابعة من عمره تُوِّج مَلِكًا في بيت الرب بمجدٍ عظيمٍ وفرحٍ. لم يُدفَن في قبور الملوك، لأنه لطَّخ اسمه وكرامته، وكما يقول المرتل: “ليته لا يُكتَب مع الصدّيقين” (مز 69: 28).
لم يُدفَن يوآش الملك في قبور الملوك، بينما دُفِنَ الكاهن يهوياداع في قبور الملوك. يوضح يوسيفوس[246] أن الأخير كُرِّم من أجل إعادة العرش لبيت داود.
- الله هو الذي يرفع الملوك وهو الذي يُنزِلهم عن عروشهم[247].
- الويل لذاك الرئيس الذي يحاول استغلال السلطة والإسراف في غيِّه وأنانيَّته، فإن القصاص ينتظره من قبل الديَّان العادل، ويكون له بمقدار القسوة التي عامل بها قدِّيسي الله[248].
القدِّيس باسيليوس الكبير.
وَهَذَانِ هُمَا الْفَاتِنَانِ عَلَيْهِ:
زَابَادُ بْنُ شِمْعَةَ الْعَمُّونِيَّةِ، وَيَهُوزَابَادُ بْنُ شِمْرِيتَ الْمُوآبِيَّةِ. [26].
غالبًا هذان اللذان قاما بالاغتيال كانا في جناح القصر الملكي، وكانا موضع ثقة الملك وحاشيته، حتى استطاعا أن يقوما بهذا الاغتيال.
من جانب آخر لم يذكر السفر أن والديهما كانا يهوديين أم غرباء من الأمم.
وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ الله فَمَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ.
وَمَلَكَ أَمَصْيَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. [27].
لقد حَذَّره النبي الكاهن، وإذ لم يسمح له، وأمر برجمه حمل ثمار عصيانه وشرّه، فإذا بها أحمال فوق طاقة البشر. صار يوآش عبره لمن ينحرف عن الرب، وكما قيل عن امرأة لوط: “اذكروا امرأة لوط…”.
مدرس: سبق الحديث عن هذه الكلمة في 2 أي 13: 22.
من وحي 2 أي 24.
احفظني من نفسي!
- استطاع يوآش الطفل والشاب أن يعمل بقوةٍ.
رأى في يهوياداع الكاهن أبًا ومشيرًا وسندًا.
ورأى في بيتك أيقونة السماء،.
فاشتهى أن يشارك كل الشعب والقادة في ترميم بيتك المقدس.
كان القائد الناجح السالك باستقامة في عينيك،.
بك صار مصدر فرح للشعب كما للرؤساء!
أكرم أباه الروحي إلى يوم وفاة أبيه!
- بعد موت أبيه الروحي أعطى لله القفا لا الوجه.
سجد له الرؤساء والعظماء، فسجد لأصنامهم.
عصى الرب، ولم يبالِ وبالوصية الإلهية.
كان عدوه الحقيقي أعماقه التي انحرفت للشر.
تركك وأقام ذاته إلهًا، يطلب الكرامة الزمنية.
انفتحت أبواب قلبه على مصراعيها لقوات الظلمة.
- ما أصعب أن يكتشف الإنسان خداع نفسه.
يسهل علينا أن ندرك أخطاء الغير، ونُشَهِّر بها.
ويصعب علينا أن ندرك حقيقة أنفسنا.
ليعمل روحك القدوس فينا، فنكتشف ضعفاتنا.
- يا للمرارة والبؤس!
لقد أقام من قلبه عرشًا لإبليس.
فقد حتى الطبيعة البشرية العامة،.
وتَحوَّل إلى شيطانٍ عنيفٍ.
لم يسمع لزكريا كرجل الله،.
ولا كابن ليهوياداع الذي عَرَّض نفسه للموت كي يُجَلِّسَه على العرش.
أمر برجمه بالحجارة،.
لأن قلبه قد تَحَجَّر.
- سفك دمًا بريئًا لرجلٍ بارٍ،.
فأَدَّبه الرب بشرذمة قليلة من أرام.
أهلكوا كل رؤساء شعبه الذين خدعوه.
استولوا على غنيمة ضخمة أرسلوها إلى ملك دمشق.
- لم يرجع إلى الرب حتى بعد انهياره هو وجيشه.
بقي في عناده مُتغرِّبًا عن الرب الإله الحقيقي.
فقام غريبان باغتياله وهو على سريره في قصره.
استاء الكل منه، ولم يدفنوه في قبور الملوك.
- احفظني يا ربي من نفسي لئلا تنحرف.
هَبْ لي أن ألتصق ولا أتركك،.
فأشعر بحضورك وحُبِّك في أعماقي.
لا تمتد يدي إلى العنف.
ولا أحمل جحودًا لبنيك وخدامك.
لا تتركني، ولا تتخلَّ نعمتك عني!
[237] Josephus: Antiq. 9: 8: 2.
[238] On Ps 124 (123).
[239] On Ps 122 (121).
[240] On Ps 122 (121).
[241] Adam Clarke Commentary.
[242] Letters, 223: 2; Mike Aquilina: The Way of the Fathers, Indiana 2000, article 38.
[243] An Ascetical Discourse, (Frs. Of the Church, volume 9, p. 210).
[244] An Ascetical Discourse, (Frs. Of the Church, volume 9, p. 210 – 211).
[245] Hexamaeron 7: 4.
[246] Josephus: Antiq. 9: 8: 3.
[247] Hom. in Ps. 32..
[248] Epistle 61.