اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ سفر المزامير القمص أنطونيوس فكري

المزمور المئة والثامن والعشرون (المئة والسابع والعشرون في الأجبية)

هنا نرى البركة تشمل حياة كل من يتقي الرب. ويُصَوِّرْ البركة التي تشمل الإنسان، بأن هذا الإنسان التقي يعيش في بيته سعيداً وسط امرأته وأولاده. وسبب البركة مخافة الرب. ولذلك نصلي هذا المزمور في صلوات الأكاليل.

العدد 1

آية (1): –

“1طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ.”.

العالم قد يعطي غني أو جاه، أما الله فيسكن وسط بيت الصديق، بل يسكن فيه فيكون هذا سبب بركة مادية له وأيضاً سبب سلام وفرح في حياته. وأجمل ما في البيوت التي يسكن فيها الله انها مملوءة محبة وفرح.

ومن هو الرجل التقي الذي لم يصنع خطية فعلاً إلا المسيح. لذلك فهذا المزمور نبوة عن المسيح.

العدد 2

آية (2): –

“2لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ.”.

المسيح حين يجوع ويريد أن يأكل، فهو يطلب إيمان المؤمنين، وهو يشبع إذا رأى المؤمنين يدخلون للإيمان (يو31: 4، 32). وحين لعن المسيح التينة إذ كان جائعاً ولم يجد ثمراً لعنها لأنه كان يريد أن يشير للأمة اليهودية التي لا يجد فيها ثمر، بل سوف تصلبه وترفضه. وراجع (إش11: 53). ولكل مؤمن يتعب ويزرع بالدموع يحصد بالابتهاج ويأكل ويشبع.

العدد 3

آية (3): –

“3امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ.”.

إذا فهمنا أن الرجل هو المسيح، فالمرأة هي كنيسته، والبنون هم المؤمنون. والمسيح شبه نفسه بالكرمة حين قال “أنا الكرمة وأنتم الأغصان”، فالكنيسة هي الكرمة أي جسد المسيح = ولماذا الكرمة بالذات، فكل عضو في الكنيسة يتغذى على جسد المسيح ودمه. وهنا نفهم المائدة أنها مائدة التناول. جَوَانِبِ بَيْتِكَ = البيت هو الكنيسة. غُرُوسِ الزَّيْتُونِ = زيت الزيتون رمز للروح القدس الذي حل على الكنيسة، وأبناء الكنيسة يولدون من الماء والروح. وشجر الزيتون ينمو في البرية. ونحن كأولاد الله نحيا الآن في برية هذا العالم. إلا أن هذا المعنى الرمزي لا يلغي أن البيت الذي يتقي الله يسكن فيه الله ويباركه فعلاً، ومثال للبركة، الزوجة تثمر أولادا صالحين مملوئين من الروح القدس = غُرُوسِ الزَّيْتُونِ.

هل تبحث عن  هَؤُلاَءِ هُمْ رُؤُوسُ الْكَهَنَةِ وَإِخْوَتُهُمْ فِي أَيَّامِ يَشُوعَ

الأعداد 4-6

الآيات (4 – 6): –

“4هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ. 5يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، 6 وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.”.

الله يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ = أى هذا ما تعودنا على مشاهدته أن الرجل الذى يتقى الرب يباركه الرب، ويريه خيراته وبركاته كل أيام حياته على الأرض، بل وفي السماء، وفي السماء سيرى بني بنيه وأبناء أبنائهم، فلا موت لمن يذهب للسماء. بل سنرى السابقين واللاحقين. ونعيش في سلام للأبد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي