اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ سفر المزامير القمص أنطونيوس فكري

المزمور المئة والرابع والأربعون

المزامير الأربعة السابقة كانت لداود حين كان هارباً من شاول. أما هذا المزمور فيبدو أن داود كتبه بعد أن ملك. ولكننا نسمع فيه أنه مازال يحارب وأن هناك أعداء. فمتى كان هناك سلام نهائي بلا حروب في هذا العالم. فلقد قام عليه الفلسطينيين والعمونيين.. الخ. وداود هنا يقدم الشكر لله الذي أجلسه على العرش. ويصلي لله حتى ينصره على أعدائه وهو واثق أنه سينتصر فهو اختبر هذا مراراً من قبل، أن الله لا يتركه. ويصلي لأجل إزدهار مملكته وشعبه. وروحياً فنحن نمر كل يوم في حروب روحية جديدة ولكننا نجتاز من نصرة إلى نصرة بمعونة الله. وحقاً لقد أقامنا الله ملوكاً (رؤ6: 1) ولكن مازال هناك قتال كثير وحروب كثيرة. والله يعيننا فهو خرج غالباً ولكي يغلب (رؤ2: 6) وكما فعل داود وصلى لشعبه، هكذا فلنصلي لكل الكنيسة ليعطها الرب بركة ونعمة وانتصاراً ضد أعدائنا الحقيقيين أي الشيطان وجنوده. (راجع أف6).

الأعداد 1-2

الآيات (1 – 2): –

“1مُبَارَكٌ الرَّبُّ صَخْرَتِي، الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ وَأَصَابِعِي الْحَرْبَ. 2رَحْمَتِي وَمَلْجَإِي، صَرْحِي وَمُنْقِذِي، مِجَنِّي وَالَّذِي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، الْمُخْضِعُ شَعْبِي تَحْتِي.”.

الله علم داود القتال ضد أسد ثم ضد دب ثم ضد جليات حتى لا يرهب الحروب الآتية ضده. فالله دربه ويدربنا كيف نغلب أعدائنا، بأن يسمح ببعض التجارب، وحينما نستعين به نغلب، نستعين بالصلاة والصراخ له، بالإيمان، (باقي الأسلحة في أف6) وحينما نغلب تكون أيادينا قد تعلمت القتال. ونحن نقاتل بلا خوف فلنا ثقة في الله ملجأنا.

الأعداد 3-4

الآيات (3 – 4): –

“3يَا رَبُّ، أَيُّ شَيْءٍ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَعْرِفَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَكِرَ بِهِ؟ 4الإِنْسَانُ أَشْبَهَ نَفْخَةً. أَيَّامُهُ مِثْلُ ظِلّ عَابِرٍ.”.

هل تبحث عن  أنجيل يوحنا - الظهور للمجدلية

يقف داود مندهشاً من محبة الله وعمله من أجل الإنسان الترابي الحقير.

الأعداد 5-8

الآيات (5 – 8): –

“5يَا رَبُّ، طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ وَانْزِلِ. الْمِسِ الْجِبَالَ فَتُدَخِّنَ. 6أَبْرِقْ بُرُوقًا وَبَدِّدْهُمْ. أَرْسِلْ سِهَامَكَ وَأَزْعِجْهُمْ. 7أَرْسِلْ يَدَكَ مِنَ الْعَلاَءِ. أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، مِنْ أَيْدِي الْغُرَبَاءِ 8الَّذِينَ تَكَلَّمَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِالْبَاطِلِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ.”.

المرنم يصرخ لله لكي يعينه وينصره ضد أعدائه، ويظهر قوته فيرعبهم يرسل بروقاً وسهاماً فيزعجهم. ولكن النبي بروح النبوة كان يتكلم عن المسيح الذي طأطأ السموات ونزل وتجسد وأَرْسِلْ الرسل كسِهَامَ نشرت الكرازة فأزعجت الشياطين الذين تكلمت أفواههم بالباطل. وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ = اليمين إشارة للقوة، والشيطان يوهمنا بقوته ولكن قوته باطلة مخادعة، وأي مؤمن بعلامة الصليب بإيمان وباسم يسوع يغلبهم وقول النبي طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ وَانْزِلِ. لا تعني أن الله سيترك السماء وينزل على الأرض فهو في كل مكان حتى في الهاوية (8: 139) ولكن معناها أظهر قوتك فتدخن الجبال فيرتعب الأعداء. وهذا حدث فعلاً على جبل سيناء. ولكن المعنى النبوي للآية هو تجسد المسيح ونزوله على الأرض. والنبي كان يتكلم عن القتال. والمسيح جاء للقتال فعلاً ضد إبليس الذي في كبريائه كالجبل وبصليبه لمسه فدخن. وبصليبه أنقذنا من الموت = أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ = أي الموت. مِنْ الْغُرَبَاءِ = الشياطين. أَرْسِلْ يَدَكَ مِنَ الْعَلاَءِ = هي مرة أخرى نبوة عن تجسد المسيح قوة الله ويد الله التي هزمت أعدائنا.

طَأْطِئْ سَمَاوَاتِكَ = طأطئ = bow down = إحني. ولاحظ الدقة في النبوة، فالمسيح لم يترك السماء حين تجسد (يو 3: 13) بل هو أتي بالحياة السماوية إلينا علي الارض لنحيا في السماويات (أف 2: 6).

الأعداد 9-11

الآيات (9 – 11): –

“9يَا اَللهُ، أُرَنِّمُ لَكَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. بِرَبَابٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ أُرَنِّمُ لَكَ. 10الْمُعْطِي خَلاَصًا لِلْمُلُوكِ. الْمُنْقِذُ دَاوُدَ عَبْدَهُ مِنَ السَّيْفِ السُّوءِ.

هل تبحث عن  لماذا أنا لا أتغير؟ الأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة

11أَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ أَيْدِي الْغُرَبَاءِ، الَّذِينَ تَكَلَّمَتْ أَفْوَاهُهُمْ بِالْبَاطِلِ، وَيَمِينُهُمْ يَمِينُ كَذِبٍ. “.

ماذا يفعل من شعر بخلاص المسيح وامتلأ بالروح إلا أن يشكر الله ويسبحه. ويعود ويصرخ لينقذه الله. فالحرب لا تهدأ ولا تتوقف طالما نحن أحياء.

الأعداد 12-15

الآيات (12 – 15): –

“12لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ الْغُرُوسِ النَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَل. 13أَهْرَاؤُنَا مَلآنَةً تَفِيضُ مِنْ صِنْفٍ فَصِنْفٍ. أَغْنَامُنَا تُنْتِجُ أُلُوفًا وَرِبْوَاتٍ فِي شَوَارِعِنَا. 14بَقَرُنَا مُحَمَّلَةً. لاَ اقْتِحَامَ وَلاَ هُجُومَ، وَلاَ شَكْوَى فِي شَوَارِعِنَا. 15طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي لَهُ كَهذَا. طُوبَى لِلشَّعْبِ الَّذِي الرَّبُّ إِلهُهُ.”.

صلاته لأجل شعبه ليحيوا في سلام. فالبنون في صحة. والبنات في قداسة وأهْرَاؤُنَا = أي مخازننا مملوءة، والبقر مملوء لبن ليشبع الجميع. والأعداء خاضعين لا يقتحموا أسوارنا. هذه هي صورة الكنيسة والمسيح في وسطها. مملوءة وقادرة أن تشبع الجميع. ومعلميها قادرين أن يُرضِعوا أولادهم لبناً. والأولاد مملوئين صحة وحيوية ونشاط قادرين على الخدمة. والبَنَاتُ كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا = تبني بيتها وهي بأخلاقها قادرة أن تربط عائلتها بعائلة زوجها برباط محبة فتترابط العائلتين. مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ الهَيْكَل كانت الحجارة تنحت وتهذب ليؤتي بها إلى مكان الهيكل وتوضع في مكانها. والمعنى لتكن بناتنا هكذا قد تم تهذيبهم وهن على جمال خُلُقي ويؤتي بهن ليسكنوا مع أزواجهن في فرح. وعموماً فبيوت أولاد الله هي كنائس صغيرة أو هياكل صغيرة. (1كو19: 16).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي