اَلْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ سفر المزامير مارمرقس مصر الجديدة

المزمور المئة والرابع والعشرون

الله المخلص.

ترانيم المصاعد. لداود.

“لولا أن الرب الذي كان لنا ليقل إسرائيل” (ع1).

مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور.

متى كتب؟ في أواخر حياة داود بعدما أنقذه الله من أيدي أعدائه، وانتصر عليهم جميعًا.

لعل هذا المزمور نبوة عن الراجعين من السبي بعدما أنقذهم الله من أيدي الكلدانيين القساة، وعادوا مع بداية مملكة مادى وفارس إلى أورشليم.

لعل هذا المزمور أيضًا نبوة عن نحميا واليهود في عصره الذين أنقذهم الله من يد جيرانهم المقاومين لهم؛ طوبيا ومن معه.

يظهر هذا المزمور مشاعر المؤمن التائب، والمنتصر على الشيطان الذي يشكر الله ويمجده لأنه أنقذه من يد أعدائه الشياطين.

هذا المزمور من المزامير المسيانية لأنه يتنبأ عن المسيح خاصة في (ع7).

يصلى هذا المزمور على الدرجة الخامسة من درجات الصعود لهيكل الرب.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، حيث نشكر الله على محبته، ورعايته التي أنقذنا بها من حروب إبليس طوال النهار، وأتى بنا إلى نهايته.

الأعداد 1-2

ع1 – 2:

:

“لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا”. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: «لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا،.

يظهر داود إيمانه بالله ودالته عنده عندما يقول “الرب الذي لنا” فهو الحماية الوحيدة من الأعداء المحيطين، ويتكلم بصيغة الجماعة؛ لأن حروب الشياطين على كل من يؤمنون بالله، بل ينادى شعبه إسرائيل ليعلن هذا الإيمان أن الله الذي لنا هو حمايتنا من الأعداء.

هذه هي مشاعر التائبين الراجعين لله، الذين نجاهم من فخاخ إبليس، وقاموا من سقطاتهم، وهو شعور المسبيين أيضًا الذين عادوا إلى أورشليم، وبنوا الهيكل رغم مقاومة الأعداء المحيطين بهم؛ لأن الرب كان معهم.

هل تبحث عن  أخيمعص الأمين

هاتان الآيتان هما مشاعر يعقوب أب الآباء التي أعلنها لخاله لابان عندما فارقه، وحاول لابان إرجاعه بالقوة، ولكن الله ظهر للابان وبخه، فلم يمد يده إلى يعقوب (تك31: 42).

الأعداد 3-5

ع3 – 5:

:

إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا. إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ.

جرفتنا: حملتنا المياه وطوحتنا بعيدًا.

الطامية: الغامرة، أي التي تغطينا تمامًا.

يشبه داود الأعداء بمياه مندفعة بشدة كالسيل، فتحملنا وتلقينا بعيدًا، ونموت من عنف المياه. ويشبه الأعداء أيضًا بمياه كثيرة، قادرة أن تغمرنا ونموت، كما كان جيش فرعون الكبير قادر أن يقتل كل بني إسرائيل، أو يعيدهم للعبودية، وكما كانت مياه البحر الأحمر قادرة أن تغرق شعب الله. ولكن الله أنقذ شعبه، وأغرق الأعداء.

ترمز هاتان الآيتان إلى ما حدث مع المسيح الذي قام عليه اليهود وصلبوه، ومات على الصليب، ولكن بموته انتصر على الموت، ونزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه إلى الفردوس، فالمياه غمرته والسيل غطاه، ولكنه غرق: أى، مات على الصليب، ثم قام منتصرًا وأنقذ أيضًا البشرية المؤمنة به.

† إن سمعت تهديدات، أو مخاوف من الأشرار لا تنزعج، فهم لا قوة لهم أمام الله الذي يحميك. تمسك بالله بترديد مزاميرك، وصلواتك فتتمتع بعشرته داخل حصنه الحصين.

العدد 6

ع6:

مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ.

يشبه الأعداء بوحوش مفترسة ذات أسنان وأنياب حادة، ولكن لم تقدر أن تقترب إلينا وتفترسنا بسبب حماية الله لنا؛ لذا يدعو داود كل المؤمنين أن يباركوا الله، ويسبحوه، ويمجدوه لأجل حمايته ورعايته لهم.

العدد 7

ع7:

انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا.

هل تبحث عن  يا فجر العالم الجديد، نوكل إليكِ قضيّة الحياة!

يشبه الشيطان هنا بالصياد، ويقصد بالصياد الخبث والخداع، فالشيطان أحيانًا يحارب بالعنف والمخاوف، كما شبههم بالمياه الجارفة، أو الوحوش المفترسة. ولكن هنا يظهر الشيطان الذي ينصب فخًا للإنسان المؤمن بالله، الذي يشبهه بالعصفور الصغير الضعيف، ويلقى له في المصيدة الحبوب التي تغريه. فإن رفض الإنسان شهوات العالم لن يسقط في الفخ، وإن سقط بجهل يطلب الله بإيمان، فيكسر له الفخ، ويفلت العصفور ويطير ويبتعد عن الصياد. فنعمة الله تكسر الفخ، أما الجهاد فهو في طلب الله، ثم الإنفلات والطيران بعيدًا عن الفخ.

العصفور يرمز للمسيح الذي سقط في يد إبليس على الصليب ومات، ولكن بموته داس الموت وقبض على الشيطان، أي كسر الفخ؛ ليعطى قوة لأولاده المؤمنين؛ حتى ينجوا من فخاخ الشيطان.

العدد 8

ع8:

عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.

يلخص داود المزمور في هذه الآية الأخيرة أن الله هو المخلص والمنقذ والعون في كل خطوات حياتنا، وبالتالي ينبغى أن نتكل عليه في كل شيء لأنه هو عوننا، وقادر أن يعيننا؛ لأنه خالق كل شئ؛ السماء وما فيها، والأرض وما فيها.

† ليك تشكر الله كل يوم على أعماله ومعونته ورعايته لك؛ حتى يفرح قلبك ويثبت إيمانك، فتفرح قلب الله، فيهبك عطايا روحية ومادية بلا حصر.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي