باراباس فخر الأب

باراباس فخر الأب
إن الإسم باراباس يعني ابن الأب، ولقب الأب كان يستخدم في العادة لوصف أعظم المعلمين الدينيين في ذلك العصر، وربما كان أبو باراباس واحدًا من أولئك المعلمين، وأطلق هذا الإسم على ابنه فخرًا وأملا أن يأخذ الابن يومًا من الأيام مكان أبيه أو يحيا على منواله ونهجه، ولعل هذا يصور لنا بيتًا قديمًا من أفضل البيوت وأعظمها وأكثرها غيرة في الحياة الدينية، ويعتقد جيروم وأوريجانوس أن اسمه الكامل هو «يسوع باراباس» والإسم يسوع أويشوع كان شائعًا في ذلك الوقت، وهو حلم الآباء والأمهات أن يتحقق في الابن صورة يشوع القديم منقذ الأمة والعابر بها لتستقر في أرض الموعد، وقد يتحقق الاسم أو العكس على خط مستقيم، وإلى أبعد الحدود في كلا الجانبين، وشتان بين يسوع الذي يدعى المسيح، ويسوع باراباس لو صح أنه كان يحمل هذا الاسم، وما أبعد الفرق الأبدي بين مخلص العالم، وبين إنسان أدخله العالم للأسف الشديد في المقارنة مع السيد، مع أن السماء والجحيم لا يعدان شيئًا بجانب الفرق الأبدي بين الاثنين!! من الحق، أن كل أمريء في الأرض، لم يعط فرصة لاختيار اسمه، ونحن نأخذ أسماءنا كنبوة أو حلم، من آبائنا، يبغون تحقيقه، وفي كل الأحوال نولد ومعنا الرجاء أن نكون خيرًا لهذا العالم بصورة ما من الصور،… كان يومًا مفرحًا ذلك اليوم الذي ولد فيه توم أديسون، والذي أعطى العالم ألف اختراع، وعلى رأسها جميعًا ذلك النور الكهربائي عندما يحل الظلام ويأتي الليل، … وكان يومًا مبهجًا ذلك اليوم الذي ولد فيه جون وات الذي بدأ عصر البخار في المصانع والمعامل والقاطرات، … وكان يومًا عظيمًا ذلك اليوم الذي ولد في الكسندر جراهام بل مخترع التليفون، فإذا صح أن يقال هذا عن الشخصيات العظيمة التيتركت آثارها البعيدة في عالم المادة بين الناس، فهو أصح بما لا يقاس عن أولئك الذين حولوا التيار البشري في اتجاه الحق والخير والحياة والروح
في وقت يكاد يكون متقاربًا وفي أرض فلسطين ولد ولدان التقيا يوم الصليب، وقد أطلق على كل منهما اسم «يسوع» وكان أحدهما مخلص العالم وكان الآخر للأسف اللص الذي أطلق بيلاطس البنطي سراحه في ذلك الوم، ومع ذلك فالأبدية كلها لا تستطيع أن تعبر الهوة الفاصلة بين الإثنين.

هل تبحث عن  يسوع مش رخيص

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي