ان سفر (( اعمال الرسل )) الذي يروي لنا خطوات الكنيسة الاولى بعد صعود ربنا الى السماء , يخبرنا ان الرسل
كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة , وان مريم أم يسوع كانت معهم ( اعمال 1 : 12 _ 15 ) . فهي كما
اتمت دورها قرب يسوع طوال حياته , فقد ارادت أن تكمل دورها كأم لتلاميذه , فعملت على جمع شملهم ورفع
معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة , بانتظار موعد الروح القدس .
ويخبرنا هذا الكتاب النفيس ايضا ً ان الروح القدس هبط على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة
فأستقر عليهم واحدا ً واحدا ً , فأشتدت عند ذاك عزيمتهم , واخذوا ينادون بأسم المسيح بلا خوف .
وافادته روحيا ً وقربته من الكنيسة ومن فهم الحقائق الدينية فقرر ان يعيد الكرة في السنوات اللاحقة .
اننا نعتقد كل الاعتقاد ان مريم لاتزال تكمل دورها الوالدي مع الكنيسة . فكما ساعدت الرسل فهي لاتزال
تساعد كنيسة اليوم . كما نؤمن ايضا ً أن الروح القدس لايزال يمنح مواهبه لنا . فمنذ قبولنا العماذ والميرون
حل الروح القدس فينا ونلنا به المواهب أما ثمر الروح فهي على حد قول الرسول بولص : (( المحبة والفرح
والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأيمان والوداعة والعفاف )) . ( غلاطية 5 : 22 _ 23 ) .
فلنحيا اذا ً حسب هذه المواهب السامية التي حلت فينا بحلول الروح القدس , وبظل مريم العذراء أم الكنيسة . آمين .