بناء البيت

بناء البيت
بدون بركة الرب تبوء كل أعمالنا بالفشل. وأضخم الإنجازات تنهار فيصير فيها التعب باطلاً لو لم يكللها الرب بالنجاح. وعندما نرجع إلى الماضي، إلى برج بابل، ونتأمل قول هؤلاء «هلم نَبنِ لأنفسنا مدينة»، وقول الرب عنهم «هلم ننزل ونُبلبل هناك لسانهم» ( تك 10: 4 ، 7)، ندرك أنه باطلاً يتعب البناؤون. بل وعن أدوم نقرأ هذا القول: «قد هُدمنا، فنعود ونبني الخِرَب»، ويقول الرب له المجد «هم يبنون وأنا أهدم» ( ملا 1: 4 ).
أما في أيام عزرا حيث أن الرب هو باني البيت واستخدم في ذلك زربابل والراجعين من السبي، لم يستطع الأعداء أن يُبطلوا العمل والبناء. وفي أيام نحميا عند بناء السور لم يستطع سنبلط وطوبيا وجشم وأتباعهم أن يوقفوا البناء أو يُبطلوه. وهكذا بالنسبة للبناء في العهد الجديد فالرب قال لبطرس: «أبني (أنا) كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» ( مت 16: 18 ).
بعد ذلك انتقل المرنم من البيت إلى المدينة. فحتى لو سهر الحراس وقاموا بواجباتهم خير قيام ولم يكن هناك الرب، فسوف تحدث أمور مُذهلة. ولكن شكرًا للرب الذي لا ينعس ولا ينام «لا ينعس حافظك» ( مز 121: 3 ). البيت يشير إلى الحياة العائلية. والمدينة تشير إلى الحياة الاجتماعية؛ فبدون الرب وحفظه وعنايته، تفسد الحياة العائلية وتنقلب الحياة الاجتماعية.
«باطل هو لكم أن تُبكروا إلى القيام، مُؤخرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب. لكنه يعطي حبيبه نومًا» (ع2). فكل مَنْ يسرع ويبكر إلى عمله، ويقضي يومه في تعب وكدّ حتى ساعة متأخرة من الليل، وينكر على نفسه الراحة المطلوبة، في الصباح يغادر فراشه قبل أن يأخذ القسط الكافي من الراحة، والليل تتعاقب ساعاته وهو ساهر قاصدًا من وراء ذلك الغنى والاكتناز، يهدد القلق مضجعه بسبب هموم الغد، مثل هذا عليه أن يتذكر قول الرب «لا تهتموا لحياتكم» ( مت 6: 25 )، والقول الكريم «فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما». لقد ترفّع أدونيا باطلاً وقال أنا أملك دون أن يصل إلى المُلك، أما سليمان فقد أعطاه الرب نومًا وأعطاه أيضًا المملكة، وهو الذي استطاع أن يقرر هذا القول: «السعي ليس للخفيف، ولا الحرب للأقوياء، ولا الخبز للحكماء، ولا الغنى للفهماء» ( جا 9: 11 ).
هل تبحث عن  ورق

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي