كتب هاتين الرسالتين أثناء الرحلة التبشيرية الثانية فيما بين عام 50م وعام52م، وكانت تسالونيكي أول مدينة أقام فيها الرسول بولس مع رفيقيه في السفر وهم سلوانس المدعو سيلا وتيموثاوس بعد مغادرتهم مدينة فيلبي، وتتكون الرسالة الأولى من خمسة أصحاحات والرسالة الثانية من ثلاثة أصحاحات… في هاتين الرسالتين قدم الرسول بولس الرب يسوع المسيح في مجيئه الثاني أنه المسيا الديان للأحياء والأموات. قاموا بزيارة المجمع اليهودي في هذه المدينة لمدة ثلاثة أسابيع في يوم السبت من كل اسبوع، وحاول الرسول بولس أن يقنع جماعة المصلين في المجمع، مستخدماً أسفار العهد القديم، بأنه كان لابد للمسيح أن يتألم ويصلب ويموت ويدفن في القبر وفي اليوم الثالث يقوم من بين الأموات، مبرهناً لهم أن يسوع هو المسيح. وقد قبل عدد كبير من الأممين الذين يتقون الله كرازته، ولكن بعد ذلك أبدت سلطات المجمع مقاومة لهم أرغمت القديس بولس ورفيقيه على مغادرة المجمع. فبحثوا عن مكان آخر لكرازتهم، فسمح لهم ياسون وهو مواطن تسالونيكي علي استخدام منزله كمقر لكرازتهم التي استمرت لعدة أسابيع أخرى، حتى قام معارضوهم بإثارة شغب كبير كان من نتيجته أن قامت السلطات الرومانية بالقبض علي القديس بولس ورفيقيه وإلقائهم في السجن، ولكنهم أطلق سراحهم بكفالة أصدقائهم التسالونيكيين، فسافر القديس بولس إلي بيرية برفقة القديس سيلا، ولحق بهما القديس تيموثاوس فيما بعد. أرجع الرسول رفيقه القديس تيموثاوس إلي تسالونيكي ليعرف أخبار المؤمنين الجدد، كما أرسل سيلا إلى مقدونية، وسافر هو إلى أثينا ثم كورنثوس. عاد اليه سيلا وتيموثاوس وطمأناه بأن المؤمنين الجدد الذين دخلوا الإيمان ثابتين في إيمانهم ويقومون بدورهم في الكرازة بالإنجيل، مما ملأ قلب القديس بولس بالفرح والسعادة، فقام بكتابة رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي وهو في كورنثوس مهنئاً ومشجعاً إياهم علي ثباتهم وكذلك للإجابة علي تساؤلاتهم، لإحساسه بالمسؤولية الرعوية تجاههم، بعدها بشهور قليلة كتب لهم رسالته الثانية.