بَحْر الْمِلْح | البحر الميت | البحر الشرقي | بحر لوط

اللغة الإنجليزية: Dead Sea – اللغة العبرية: יָם הַ‏‏מֶּ‏‏לַ‏ח – اللغة اليونانية: Νεκρά θάλασσα.
(البحر الميت) ويدعى بحر العربة (تث 3: 17 و 4: 49 و 2مل 14: 25) وبحر الملح (تث 3: 17 ويش 3: 16 و 12: 3) والبحر الشرقي (حز 47: 18 ويؤ 2: 20 وزك 14: 8) والبحر (حز 47: 8) وعمق السّديْم (تك 14: 3) وبحر سدوم وبحر الملح (في التلمود) والبحيرة الزفتية والبحيرة السدومية (في يوسيفوس). ولم يرد اسم البحر الميت في مؤلفاته العبرية وإنما اخترع الاسم المؤلفون اليونانيون. ويسمى بحر لوط.
يبعد بحر الملح 16 ميلًا عن أورشليم شرقًا ويرى جليًا من جبل الزيتون وهو في أعمق جزء من الغور الممتد من خليج العقبة إلى الحولة. وطوله 46 ميلًا وأقصى عرضه عشرة أميال ونصف الميل. مساحته 300 ميل مربع تقريبًا وإن كان ذلك يتغير حسب فصول السنة وارتفاع الماء. وهيئته مستطيلة تحيط به جبال تعلو عنه نحو 1500 قدم، وتنحدر في أكثر الأماكن إلى شاطئه غير أنها تبتعد عنه قليلًا في قسمه الجنوبي عند جبل اصدم.
ويخترق جزئه الجنوبي الشرقي اللسان، وهو سهل طوله عشرة أميال وعرضه نحو 5 أميال وسطحه مؤلف من طباشير طيني مغطى بملح وفيه خرابات برج صغير وصهريج وبعض الأعمدة وبقايا خزف غير أنه لم يتحقق تاريخ شيء من ذلك.
قعر هذا البحر مفلطح تقريبًا ومؤلف من طين أزرق ورمل ممزوجين ببلورات ملح. وأقصى عمقه 1310 أقدام وجنوبي اللسان 11 قدمًا إلا أن المشاهد أن هذا العمق يزيد سنويًا فإن جزءًا كان عمقه 3 أقدام صار نحو 9 في 25 سنة.
وينقذف زفت من قعر طرف هذا البحر الجنوبي عند حدوث الزلازل. ويصب في البحر الميت الأردن، والزرقاء معين، ونهر الموجب، وعدة أودية أخرى تجري مياهها في الشتاء فقط كوادي كرك ووادي نميرة ووادي سديّة ووادي زويرة ووادي غوير ووادي النار.
أما ماؤه فلونه صاف وينصب منه من نهر الأردن نحو ستة ملايين طن ماء كل يوم، ويتبخّر كله إذ لا مخرج لهذه البحيرة ويحتوي هذا الماء على 25 في المئة من المادة الجامدة نصفها ملح اعتيادي ومن جملتها كلوريد المغنيسيوم الذي يكسبه الطعم المرّ، وكلوريد الكالسيوم الذي يكسبه خاصته اللزجة الزيتية. وفيه كمية كبيرة من البروم وقليل من العناصر الأخرى. ويختلف ثقله النوعي من 021 و 1 إلى 256 و 1 ومقدار المادة الجامدة فيه نحو ثمانية أضعاف ما في ماء البحار. وإذا أصاب شيء من هذا الماء الثياب أو الأيادي أو الوجه، ترك غطاء من الملح عليها. وإذا أصاب اللسان أحسّ بلذع وحرارة لشدة ملوحته ولا يغرق الإنسان في هذا الماء لكثافته.
وزد عليه فانه لا يعيش فيه شيء من النبات أو الحيوان. فإذا دفعت عليه مياه الأنهر بشيء من ذلك مات وانقذف إلى الشاطئ. هذا وإن كان قد روى بعض الروّاد أن نباتات قليلة تنمو على أفواه الوديان العديدة بعد فصل الشتاء وقال بعضهم أن أنواعًا معدودة من الأسماك تعيش فيه إلاّ أن المعروف عنه أن لا أحياء تعيش فيه.
وبجانب هذا البحر ينابيع ساخنة من جملتها عين غوير درجة حرارة مائها في شهر يناير 596 ف. وإقليم البحر الميت حارّ جدًا وشواطئه قاحلة وفي بعض الأماكن محاطة بجذوع الأشجار وفروعها المحمولة إليه من الأنهر التي تصب فيه وخشبها متشبع بالملح بحيث لا يكاد يشتعل. وفي بعض المواضع ينمو القصب بجانبه كما هي الحال بقرب عين الفشخة.
ذكر هذا البحر أولًا في الكتاب المقدس في تك 14: 3 وظن الأكثرون أن الموضع المشار إليه هناك هو الجزء الواقع جنوبي اللسان. وظن غيرهم أنه القسم من الغور الواقع جنوبي أريحا.
أما مدن الدائرة (تك 19: 25) فكانت قريبة من البحر. وظن الكثيرون أنها تغطّت بالمياه بعد هدمها. (ويذكر حزقيال أن من علامات الحياة في ملكوت الله الجديدة شفاء مياه البحر الميت وتكاثر أنواع الأسماك فيه بحيث (حز 47: 6-12).

هل تبحث عن  القديس نيقولاوس البقال القسطنطيني‎ ‎‏

لفائف البحر الميت أو ادراج البحر الميت:

في عام 1947 اكتشف بالقرب من خربة قمران في الشمال الغربي من البحر الميت أحدًا عشر أو اثنا عشر درجًا ترجع إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهذه اللفائف أو الأدراج على أعظم جانب من الأهمية لدارسي الكتاب المقدس. ومن ذلك الحين اكتشف في تلك البقعة والبقاع القريبة منها ألاف القطع من مئات المخطوطات. ومن ضمن هذه اللفائف التي وجدت أجزاء من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر أستير وكذلك وجدت أجزاء من كتب الأبوكريفا. وقد وجد سفر إشعياء بكامله تقريبًا وبعض التفسيرات على سفر حبقوق مثلًا. كذلك وجد كتاب يتكلم عن نهج ونظام الجماعة التي تسكن هذه البقعة وهي جماعة الأسينيين، وبعض الأناشيد الدينية والأشعار التعبدية. وما اكتشف من العهد القديم يعتبر أقدم ما وصلنا من أجزاء العهد القديم.وبعض هذه القطع المر أقدم ما وصلنا من أجزاء العهد القديم.وبعض هذه القطع المخطوطة يؤيد نصّ النسخة العبرية الماسورية أو المسلّمة، والبعض الآخر يؤيد نصّ الترجمة اليونانية أو السبعينية. ولكن الكثير من هذه الأجزاء من اللفائف أهمية لدارسي العهد الجديد في أنها توضح البيئة والأفكار التي كانت سائدة قبل أزمنة العهد الجديد وبخاصة روح التطلع وتوقع مجيء المسيا المنتظرة مما مهد الطريق في القلوب لمجيء المسيح وقبوله.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي