admin
نشر منذ سنتين
4

تطهير أبرص


تأمل فى أنجيل مرقس "تطهير الأبرص"

أشرق السيد بأشعة محبته، فجاءه الكثيرون من بينهم أبرص يستنكف الكل من اللقاء معه، ويخشى الجميع أن يلمسوه لئلا يتنجسوا.جاءه مؤمنًا به أنه فوق الناموس، يقدر أن يُطهر من البرص إن أراد، إذ يقول: “إن أردت تقدر أن تطهرني” [40]. كأنه يقول: الناموس يفضحني، ويكشف ضعفي، ويعلن نجاستي فينفر الكل مني، أما أنت فوحدك إن أردت تقدر أن تطهرني. لم يسأله أن يطلب من الله ليشفيه، إنما يعرف من هو، إنه ذاك الذي يريد فيُطاع!

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لم يقل “طهرني” بل ترك كل شيء بين يديه، وجعل شفاءه رهن إرادته، شاهدًا له بسلطانه[71].]

لقد جثا الأبرص، معلنًا خضوعه بالجسد كما بالروح، ولم يحتمل الرب انسحاقه بل “تحنن…ومد يده ولمسه، وقال له: أريد فأطهر” [41]. أعطاه من حنانه وحبه قبل أن يهبه الشفاء والتطهير.

كان يمكن أن يقول كلمة فيطهر، لكنه في حنان مدّ يده ليعلن أنه الخالق الذي يتحنن على خليقته، مميزًا بين المرض والمريض، والخطية والخاطي… إنه يبسط بالحب يده ليلمس كل إنسان مهما كانت نجاسته حتى يطهره. هذا وقد أراد أن يعلن أنه واضع الناموس وربه، لا يتنجس بلمسة أبرص، بل يهرب البرص من لمسته.

ولعله لمس بيده المترفقة ثم قال: أريد فأطهر ليعلن حاجة العالم إلى لمسة الحب العملية ملتحمة بالوصية بل وسابقة لها.

ولعل مدَّ يده هنا يشير إلى تجسد الكلمة، فإن كان الأبرص يشير إلى آدم الذي أصابه برص الخطية ومحبة العالم كتلميذ إليشع “جيحزي”، فانه يحتاج إلى تجسد الكلمة ليطهره من برصه!

وقد سبق لنا في دراستنا لإنجيل متى (8: 1-4) الحديث عن إرساله هذا الأبرص للكاهن ليرى نفسه ويقدم عن تطهيره، ولماذا سأله السيد ألا يقول لأحد شيئًا أما هو فصار ينادي كثيرًا ويذيع الخبر.

هل تبحث عن  ستفرح فقط حينما تتعلم العطاء وبلا مقابل

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي