” طوبى للذي ينظر إلى المسكين
في يوم الشر ينجيه الرب “
“طوبى للذي ينظر إلى المسكين.
في يوم الشر ينجيه الرب
ولا يسلمه إلى مرام أعدائه
مهدت مضجعه كله في مرضه
اشف نفسي لأني قد أخطأت إليك
متى يموت ويبيد اسمه
قلبه يجمع لنفسه إثما.
يخرج. في الخارج يتكلم
علي تفكروا بأذيتي
حيث اضطجع لا يعود يقوم
آكل خبزي، رفع علي عقبه
أنه لم يهتف علي عدوي
وأقمتني قدامك إلى الأبد
من الأزل وإلى الأبد. آمين فَآمِينَ.“
هذا المزمور أحد الأسفار التي تحدثت عن المسيح،
والذي اقتبس منه يوحنا في ثنايا حديثه عن يهوذا
فقال متنبئاً بخيانته :
” إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه،
لست أقول عن جميعكم، أنا أعلم الذين اخترتهم،
لكن ليتم الكتاب،
الذي يأكل معي الخبز رفع عليّ عقبه”
(يوحنا 13/17-18)
فقد اقتبس من المزمور الواحد والأربعين الفقرة التاسعة وفيها : “رجل سلامتي الذي وثقت به آكل خبزي رفع عليّ عقبه”، فالمزمور نبوءة عن المسيح بدليل قول المسيح :
“لكن ليتم الكتاب”.
يبدأ المرنم مزموره بالتطويب قائلاً :
” طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَِسْكِينِ “
أي سعيد هو الانسان الذي يعتني بالمحتاج ، فإنه سيتمتع ببركات كثيرة وهي أنه :
” فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 2الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ.يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ.3الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ ..”
ثم يقدم المرنم بكل تواضع كلمات يتطلع بها الى الله كخاطىء ،
لينال الرحمة والاستجابة ،
إذ يقول :
” أنا قلت يارب أرحمنى .
اشف نفسي لأني قد أخطأت إليك “
(مزمور 41/4)
وجدير بالمؤمنين وعلى رأسهم الأنبياء الكرام أن يحيوا حياة الاعتراف لله مهما بدت حياتهم طاهرة.
” ولا يظن في قوله :
((أنا أخطأت إليك ))
أن المرنم يشير إلى أي خطيئة خاصة أو اثم اقترفه
ولكن المعنى على الأرجح انه يعبر عن شعوره بالخطأ وعدم الاستحقاق ولكنه يرجو رحمة الله واحسانه فقط .
ثم يتحدث المزمور عن أعداء المرنم ،
وعن الخائن الذي وثق به، فيقول :
” أَعْدَائِي يَتَقَاوَلُونَ عَلَيَّ بِشَرٍّ
لقد سُر به ربه،
ولم يهتف عليه عدوه،
بل بكماله وصلاحه كتبت له النجاة.