تدبير الله من جهة الأزمنة والأوقات
الله دبر بدقة شديدة أن يتم الصلب يوم الجمعة الموافق عيد الفصح عند اليهود. وسنوضح ذلك بالتفصيل فيما يلي:
عرفنا من النبوات وأقوال المسيح أنه سيقوم في اليوم الثالث. مارمرقس قال لنا أنه قام في باكر الأحد ونحن نعلم أنه صلب يوم الجمعة. أي أنه ظل في القبر الجمعة ثم السبت وقام في اليوم الثالث.
قبل الصلب، يقول إنجيل القديس متى إصحاح 26 آية 3:
“اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب (أي مجمع السنهدريم) إلى دار رئيس الكهنة – لأن مجمع السنهدريم كان يجتمع إما في دار رئيس الكهنة أو في قاعة ملحقة بدار رئيس الكهنة فهذا اجتماع رسمي لمجمع السنهدريم بكل فئاته – الذي يدعى قيافا وتشاوروا لكي يقبضوا على يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم اتفقوا ألا يتم هذا في العيد لئلا يكون شغب في الشعب. (لأن في العيد يأتي جماهير كثيرة من خارج أورشليم والمدينة مزدحمة بالناس فخافوا أن ينفذوا خططهم في العيد لئلا يحدث هرج ومرج ولذلك قرروا القبض على يسوع وقتله بعد العيد).
تدبير الله من جهة الأزمنة والأوقات
هذا الكلام حدث إما يوم الثلاثاء أو الأربعاء. ولكن يسوع كان في ترتيبه أنه سيصلب في العيد، بمعنى آخر هم قالوا أنهم لن يقتلوه في العيد ولكن المسيح بسابق علمه وبترتيبه الإلهي أكد أنه سيصلب في العيد.
عيد الفصح في السنة التي صلب فيها المسيح كان يوم الجمعة 14 نيسان. ولا يوجد أي مجال للشك في أن المسيح صلب في هذا اليوم (يوم الجمعة 14 نيسان في وقت عيد الفصح اليهودي).
وسبق أن ألقيت عظة كاملة عن هذا الموضوع وهناك برهان كتابي (أكثر من 6 أو 7 آيات من الكتاب المقدس)، وهناك برهان من طقس الكنيسة وبرهان من التاريخ حيث أن في مجمع نيقية كان هناك بعض الناس يطلق عليهم “جماعة الأربعة عشر” لأنهم كانوا يحتفلون بالصلب يوم 14 نيسان سواء وافق 14 نيسان يوم جمعة أو يوم خميس أو أي يوم. وكانت هذه الجماعة تُعيد عيد القيامة ثالث يوم من 14 نيسان أيضًا سواء جاء جمعة أو أربعاء أو أي يوم.
ومجمع نيقية ناقش من ضمن ما ناقش هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “جماعة الأربعة عشر”.
أريد أن أؤكد يا إخوتي أنه لا يوجد أدنى شك في أن السيد المسيح صلب يوم 14 نيسان الموافق يوم جمعة في ذلك الوقت وكان يوم الفصح اليهودي، ويؤكد ذلك الكتاب المقدس والطقس والتاريخ وأقوال الآباء.
وأيضًا لكي ينطبق الرمز على المرموز كان لا بد أن المسيح يصلب يوم 14 نيسان يوم عيد الفصح اليهودي وبمعنى آخر أن الرب يسوع قد رتب هذا التوقيت بدقة لكي ينطبق المعنى الرمزي على المرموز له. فيكون المسيح الذبيح على الصليب الذي أسلم الروح في الساعة التاسعة (بداية نحر خروف الفصح ما بين العشائين). ولكن هذا ليس موضوعنا الآن.
الذي يجب أن نعرفه جيدًا أن موعد الصلب واختيار السيد المسيح ليوم عيد الفصح اليهودي الموافق يوم جمعة للصلب، اختيار عجيب ومذهل في ترتيب الأوقات. لماذا؟
دعونا نتخيل ماذا كان سيحدث لو كان السيد المسيح قد صلب يوم خميس أو سبت أو أحد أو اثنين أو ثلاثاء أو أربعاء؟ لو هذا حدث كانت الدنيا انقلبت رأسًا على عقب. كان لابد أن يصلب السيد المسيح يوم جمعة. لماذا؟
فالذي حدث كالآتي:
المسيح صلب يوم الجمعة كما نعرف حيث علق على الصليب في الساعة السادسة وفي الساعة التاسعة أسلم الروح وفي الساعة الحادية عشر أنزل من على الصليب. وعلى الساعة الثانية عشر كان قد دفن. وبهذا يوم الجمعة انتهى ودخلنا في يوم السبت.
وطبقًا لما حدث كان أمام التلاميذ والنسوة ساعة واحدة (من الساعة الحادية عشر إلى الساعة الثانية عشر) لكي ينتهوا من إجراءات الدفن قبل الدخول في يوم السبت. لأن يوم السبت – طبقًا للوصية – لن يستطيعوا عمل شيء.
فكان نتيجة هذا أنهم تعجلوا تكفين جسد السيد المسيح ولم يكفنوه كما يليق، نظرًا لعدم وجود وقت. فعادة اليهود في التكفين أن يغسلوا الجسد ثم يضعون عليه الأطياب ثم يلف في الكفن Shroud of Turin.
فاليهود عاشوا مع المصريين 400 سنة لذلك هناك العديد من العادات مشتركة بين المصريين واليهود. فعادة تغسيل الميت موجودة عند اليهود كما هي عندنا.
وكما ذكرنا يوم السبت لا يستطيعوا أن يفعلوا شيء حسب الوصية.
يوم الأحد، ذهبوا لكي يقوموا بإجراءات التكفين التي كان المفروض أن تتم يوم الجمعة. فأخذت المريمات الطيب لإكرام الجسد وتطييبه. وعندما ذهبوا يوم الأحد اكتشفوا القيامة.
هل تبحث عن  يَفُنَّة أبو كالب

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي