تسبحة زكريا الكاهن



تسبحة زكريا الكاهن


وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوح القُدُسِ، وَتَنَبَّأَ..:

مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إسْرَائِيلَ لأِنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ
( لو 1: 67 ، 68)




ما أعجب إلهنا! فإن كان قد سمح بتأديب زكريا لعدم إيمانه بصدق كلام الرب (ع19، 20)، لكن بعد ولادة يوحنا امتلأ من الروح القدس، وتنبأ عن إتمام المواعيد التي تكلَّم بها الرب بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر، وعن الخلاص الذي يُجريه المسيا (ع69- 71).

وفي تسبحته لم يذكر كلمة واحدة عن نفسه ولا عن امرأته العاقر ولا عن ابنه، إلا بالارتباط بهذا الشخص المجيد العظيم ربنا يسوع المسيح. فتكلَّم عن ابنه باعتباره «نبي العلي» (ع76)، مُدركًا أن الشخص العظيم الذي ارتبط به ابنه هو العلي والمرتفع ساكن الأبد، وكما قال الملاك لمريم عنه إنه «يكون عظيمًا وابن العلي يُدعى» (ع32).

ونلاحظ أن زكريا وهو يتكلم عن الفداء إنما يتكلم عن الفداء بالقوة وليس الفداء بالدم. فهو يربط الفداء بقرن الخلاص «مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه» (ع68، 69). والقرن في الكتاب المقدس يُشير إلى القوة المرتبطة باستعلان المسيح بالمجد لكي يحرر ويخلِّص شعبه من جميع أعدائهم، ويملك عليهم.

وتختلف لغة زكريا عن لغة المسيحي. فلغة زكريا تركز على عبادة الرب عندما يخلِّصهم من جميع الأعداء، عندئذٍ يعبدونه «بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا» (ع75)، أما لغة المسيحي فمختلفة، فهو يعبد الرب الآن مع أنه لا يزال وسط الأعداء، ويعبده بفرح، كما حدث مع بطرس ويوحنا ( أع 5: 17 – 41)، ومع بولس وسيلا وهما في سجن فيلبي ( أع 16: 19 – 25).

هل تبحث عن  الأصحاح الحادي والعشرون سفر الخروج مارمرقس مصر الجديدة

وفي ختام تسبحته، يذكر زكريا عبارة مُحببة وجميلة عن شخص المسيح، وهي: «المُشرَق من العَلاء» (ع78)، وهي تشير إلى ”شروق الشمس“ ( ملا 4: 2 ). إن مجيئه بالمجد والقوة سيكون بمثابة بزوغ يوم جديد، وعلى كل الأرض ستكون الشمس مشرقة، وكل عين على الأرض ستراه، ذاك الذي من الأعالي من فوق، وإن كان هذا مخفي عن العيون الآن، ولكن سيُعلن في وقته.

أعِد عليَّ حديثًا
يحلو لسمعي صداهُ عن سيدي وحبيبي
وغاسـلي بدمـاهُ عندما جاء إلينا
طفلاً وديعًا في مذودْ ما لهُ في البيت مهدٌ
ولا مكانٌ ليولدْ .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي