نجد هنا تسبحة يونان في جوف الحوت. وهي تسبحة حمد رائعة. لقد اجتاز يونان لحظات صعبة جدًا، فقد كان وهو في جوف الحوت كمن دخل قبر. ولكن يبدو أن الله دفع يونان لكل هذه الضيقات حتى يصلي هذه الصلاة والتي يقدم فيها توبة فيتصالح مع الله. وهو لم يصلي وهو في جوف السفينة، ولكنه ها هو يصلي في جوف الحوت. هذه فائدة من فوائد التجارب، فحينما نبتعد عن الله يسمح لنا الله أن ندخل إلى عمق تجربة (بطن سفينة هائجة في بحر هائج) فإن ظل الحال كما هو عليه (نوم عميق كما نام يونان) يدخلنا الله إلى عمق تجربة أشد (جوف الحوت) حينئذ نصرخ مع داود “من الأعماق صرخت إليك يا رب” ونصرخ مع يونان بهذه الصلاة الرائعة التي يمتزج فيها الشكر والإيمان بل الشعور بتعزية إلهية. بل هو شعر بالاستجابة ولذلك نجد الصلاة بصيغة الماضي. وربما يكون يونان حافظًا لكلمات مزامير داود فصلاته شبيهة بصلاة داود وهذه فائدة أن نحفظ أقوال الكتاب المقدس ونستخدمها في ضيقاتنا.