admin
نشر منذ سنتين
2
تسليم يهوذا الإسخريوطي ليسوع

تسليم يهوذا الإسخريوطي ليسوع

كما سبق و قلت ان يهوذا استطاع بدهائه أن يخفي – لبعض الوقت – طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم (مر 14: 4)، أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12، مر 14: 8، يو 12: 7). وواضح مما جاء في متى ومرقس (فلوقا لا يذكر هذه الحادثة) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر مع رؤساء الكهنة (مت 26: 14 و15، مر 14: 10 و11، انظر أيضًا لو 22: 3 – 6)، ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: “أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم”، “والذي يأكل معي الخبز رفع علَّي عقبه” (يو 13: 10 و18). ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: “إن واحدًا منكم سيسلمني” (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: “هل أنا؟” أشار يسوع إلى مسلمه، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول: ” هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه ” (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 26).
– إلا أن هناك بعض الشك فيما إذا كان يهوذا قد أخذ الخبز والخمر قبل مغادرته أم لا، ولكن معظم المفسرين يعتقدون أنه لم يأخذ من الخبز والخمر. وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 – 50، مر 14: 43 و44، لو 22: 47، يو 18: 2 – 5)
اتفق يهوذا مع رؤساء كهنة اليهود على أن يسلم لهم المسيح مقابل ثلاثين قطعة فضة في مكان خلاء لأن اليهود كانوا يخشون القبض على يسوع في النهار أمام الجموع لئلا يثوروا ضدهم ، وكان يهوذا يعرف الأماكن التي اعتاد يسوع على الاختلاء بها بتلاميذه كبستان جثسيماني، وأثناء العشاء الأخير اعلن يسوع للتلاميذ عن أن واحدا منهم سيسلمه لحكم الموت لتكتمل جميع النبوات (وفيما هم يأكلون قَال: ((الحق أقول لَكم: إِن واحدا منكم يُسَلِّمني)). فحزنوا جدا ،وابتدأ كل واحد منهم يقول له: ((هل أنا هو يا رب؟)) فأجاب وقَال : ((الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يُسَلِّمُني! إِن ابن الإنسان ماضٍ كَما هو مكتوب عنه ،ولَكن ويل لذَلك الرجل الذي به يُسَلَّمُ ابن الإنسانِ. كَان خيراً لذَلك الرجل لو لم يولد!)). فسأل يهوذا مُسَلِّمُهُ وقال : ((هل أنا هو يا سيدي؟)) قَال له: ((أنت قلت))) ، ثم دخل الشيطان قلب يهوذا .
كما سبق فأنبأ عاموس النبي “لأنهم باعوا الصديق لقاء الفضة” (2: 6) كثمنٍ لبيع البار، وهو ثمن بخس يُدفع كدية عبدٍ إذا نطحه ثور وقتله “وإذا نطح الثور عبدا أو أمة، فإن صاحبه يدفع ثلاثين قطعة فضة تعويضا لمولاه” خر 21: 32
– وحتى لو كان يهوذا قد ندم ورجع عن الشر الذي ارتكبه، لكن الوقت كان قد فات. كانت عجلات خطة الله قد بدأت تتحرك. ويالها من مأساة أن ينهي يهوذا حياته يائساً دون أن يختبر عطية المصالحة التي كان يمكن أن يقدمها الله له هو أيضا في يسوع المسيح!. لأن يهوذا لم يكن يحمل عداوة ضد المسيح (مز 13:55)، بل وحتى بعد تسليمه للمخلص مدح المعلم قائلًا أنه أخطأ إذ سلم دمًا بريئًا، معترفًا بذلك أمام رؤساء الكهنة والشيوخ، بجانب إلقائه بالمال على الأرض دون الاستمتاع به. كل هذه اللمسات الجميلة تكشف أنه كان يمكنه أن يقدم توبة مقتربًا نحو المخلص، لكنه للأسف فتح قلبه للشيطان للمرة الثانية لينتحر فاقدًا الرجاء في الله مخلص البشرية.

هل تبحث عن  Prayer After Studying

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي