خروج 30:14 خروج 15-27:20
عرّف الله نفسه لبني اسرائيل على انه الإله الذي يشفي، وذلك في الوقت الذي كانوا في أشّد الحاجة الى لمسة منه. بعد اربعمائة سنة من العبودية في مصر، قادهم الله إلى الحرية، فقد حررهم من اعدائهم ومن امواج البحر الأحمر. لا شك انهم اكتسبوا قوة وزخماً وشعروا بأنهم لا يُقهرون بينما كانوا يعبرون الصحراء وظهورهم نحو مصر ووجوههم نحو الأرض التي وعدهم الله بها. ساروا ثلاثة ايام بدون ان يجدوا ماءً. ومن المؤكد انهم كانوا خائفين من خطر احتمال الموت على تلك الرمال الملتهبة. واخيراً وجدوا واحة. فهرع الشعب بسرور ليشربوا الماء، لكن اول شخص ذاق طعم الماء صرخ محذراً الباقين:” المياه مرة” نسيّ الشعب انتصاراته السابقة كلها عند لحظة خيبة الأمل التي شعر بها.اتهمّ بنو اسرائيل الغاضبون موسى بأنه قادهم الى الدمار. وقالوا انه كان من الأفضل لهم ان يموتوا عبيداً في مصرمن أن يهلكوا بسبب قلة المياه في الصحراء. فحوّل موسى انظاره الى الله في وسط يأسه من توفير الماء لألوف الأشخاص، فقاده الله الى شجره وأرشده الى ما عليه القيام به. القى موسى الشجرة في الماء فصار الماء عذباً. “هناك وضع له الرب فريضة وحكماً وهناك امتحنه. وقال: إن كنت تسمع صوت الرب إلهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي الى وصاياه، وتحفظ جميع فرائضه، مرضاً مما وضعته على المصريين. فأني انا الرب شافيك” (خروج15-26:25 )
إن قصد الرب لحياتك هو الشفاء وتغيير حياتك ا لروحية لتحيي بحسب الخطة الآلهية التي اعدها لك الله، فتعاملات الله كثيرة معنا ولكنها ممزوجه بلطفه وطول اناته، رحمته وعطفه، محبته التي بلا حدود. نقرا في هذه القصة كيف الرب اخرج الشعب من ارض العبودية وهتف الشعب وتهلل وعبر البحر الأحمر ثم اتوا الى مارة والمحطة الثالثة ايليم.
صورة اخراج الشعب من ارض العبوديه هي نفس الصورة التي اخرجنا فيها الرب من الخطيه وغسلنا بدم المسيح حتى نحيا بحسب قصده على الارض لأن كل شيء بالسماء كامل. هدف الله أن نتتلمذ لنحيا بالميراث وندخل ارض الموعد لننال المواعيد. البركات فقط لا تجعلنا تلاميذ، بل مارة ايضاً هي تشكل حياتنا لنصبح تلاميذ.
ثلاث مواقع يأخذنا الرب اليها نتعلم منها ثلاثة دروس قيّمة لحياتنا.
1- يريد الرب ان نختبرهُ بالظروف المرة، هو يريد أن نتعلق بالسماويات وليس بالأرضيات، الشعب هتف وتحرّر من قبضة فرعون ولكن تحول الحلو إلى مرارة (عدد32:31).
2- يسمح الرب بالصعوبات حتى نكتشف حالتنا الروحيه. إنّ معدن المؤمن يظهر في المحك، الشعب انتقل من التسبيح إلى التذمر عندما اكتشف مرارة المياه، وما اصعبها ان نكون سريعين في التذمر، هذا يحتاج إلى نمو روحي. الرب لا يريد أن يخرجنا من مصر ولكن يريد بأن يخرج مصر من قلوبنا(عدد34).
3- يأتي بنا الرب الى مارّة حتى يحوّل المرار إلى حلاوة. ربما نعبر بمرار في عملنا، علاقاتنا، بيوتنا، الرب يريد ان يصنع معنا معجزة ليحوّل المرار إلى حلاوة.عندما نعبر في ظروف صعبه علينا أن نصرخ للرب كما صرخ موسى وأراه الرب الحل ولا يجب علينا أن نتذمر (عدد25).لا يجب ان نستسلم لأن نصيبنا بالحياة الحلاوة وليس المرار هذا لأن الهنا صالح.
هناك وضع الرب لموسى فريضة وهناك إمتحنهُ (عدد26) أي درس روحي وتأسيس، تدريب. هو يسمح باالأمتحانات ليزكي ايماننا ويباركنا.
شروط البركه (عدد26):
1- أن نسمع صوت الرب، هو يريد بأن يؤسس علاقة حميمه معهُ.
2- أن نصنع الحق في عينيه، اي نفعل مشيئته.
3- أن نصغي الى وصاياه، استمرارية اتباع الرب .
4- نحفظ جميع فرائضه، الفرائض يجب ان نعملها لأكرامه.
من بعد ما انتهت المشكلة ارتحلوا إلى مكان الواحة والراحة. خروج 1:16 يريد الرب ان يريحنا
يسمح الرب بمارة ليحررنا من الكبرياء ويلين قلوبنا لنكون رحماء، حتى لا نبقى متعلقين بالعالم ونركز على المسيح، حتى تخرج منا صرخات ايمان ونعتمد على الرب، إنها فرصة الهيه لنختبر قوة الله في الظروف الصعبة، نتعلم قيادة الرب لنرى الحل، نعزي الأخرين، نمتلئ بنعمته، نلمس في مارة الرب بطريقه جديدة ونصبح شاكرين وينمو فينا مفهوم روحي عميق.