سليمان كلمة عبرية معناها سلام، أو مسالم ودعاه
الله أيضًا على فم ناثان النبي يديديا، أي المحبوب من الرب (2 صم12: 24، 25).

هو الابن العاشر لداود ولكن الله اختاره
بالتحديد؛ ليكون ملكًا بعد داود (1 أى22: 9). وهو الابن الثاني لأمه بثشبع امرأة
أوريا الحثى (2 صم12: 24). وكان داود قد أخبر بثشبع بأن ابنها سيملك من بعده،
كما قال الله (1 مل1: 13).

ولد في القصر الملكى في أورشليم وعاصر مظاهر
المجد الملكى وتعلم أفضل تعليم، ولكنه في نفس الوقت عاصر شر اخوته؛ أمنون الذي
أخطأ مع أخته ثامار، وأبشالوم الذي قتل أمنون أخيه، ثم خيانة أبشالوم وطرده
لأبيه داود، ثم قتل أبشالوم وعودة سليمان إلى القصر مع أبيه.

هو الملك الثالث على بني إسرائيل بعد شاول وداود
وكان عمره حوالي عشرين عامًا حين ملك وذلك في عام 970 ق.م تقريبًا.

حاول أدونيا ابن داود تنصيب نفسه ملكًا ولكنه عاد
فخاف من سليمان، الذي ملكه أبوه وتعلق بقرون المذبح ولكن سليمان سامحه، ثم عاد
فطلب أبيشج امرأة أبيه داود؛ ليستعيد الملك؛ إلى أنه في الشرق الأوسط كان من
يتزوج بإحدى نساء الملك بعد موته يطالب بالعرش. وفهم سليمان هذا فقتله (1 مل2:
24، 25).

تخلص سليمان من مقاوميه الذين أخطأوا أيام أبيه
داود وأوصاه أبوه أن يحاسبهم ويعاقبهم فقتل يوآب رئيس الجيش (1 مل2: 8-35) وشمعى
بن جيرا
(1 مل2: 36-46)، أما أبياثار رئيس الكهنة، الذي قاوم سليمان فنفاه عن أورشليم
(1 مل2: 26، 27).

أوصى داود ابنه سليمان بعد تملكه أن يتمسك بوصايا
الله، فيباركه الله ويسنده (1 مل2).

ظهر الله لسليمان لأول مرة في حلم في جبعون،
معلنًا استعداده أن يجيب طلباته، فطلب سليمان الحكمة وفرح الله، فأعطاه حكمة لم
ينلها أحد قبله أو بعده وأعطاه أيضًا الغنى والمجد، فكان أغنى من في عصره
وأوصاه أن يتمسك بالوصايا والشريعة
(1 مل3: 5-11).

اهتم سليمان بالصلاة وتقديم العبادة والذبائح لله
في جبعون قبل أن يبنى الهيكل
(1 مل3: 4).

تزود سليمان بابنة فرعون (1 مل3: 1).

وضع سليمان نظامًا إداريًا عظيمًا فقسم مملكته
إلى إثنى عشر قسمًا ووضع عليها رؤساء ووكلاء ونظم جيشًا قويًا ووضع نظام
للتسخير وكان له خيل بأعداد ضخمة (1 مل4).

اهتم سليمان ببناء هيكل الله، كما وعد الله أبيه
داود أن ابنه سليمان يبنيه
(2 صم7: 12، 13). وكان داود قد أعد مواد البناء ووضع نظام الخدمة والتسبيح وأكمل
سليمان بناء البيت في سبع سنوات (1 مل6، 7). وعمل احتفالات تدشين للهيكل وظهر
الله له للمرة الثانية وباركه وقدم ذبائح كثيرة جدًا (1 مل 8، 9).

بنى سليمان قصورًا له وقصور لإدارة المملكة
استغرق بناؤها ثلاثة عشر عامًا (1 مل7).

بنى مدنًا حصينة وبنى مدنًا للمخازن والمركبات
والخيل (1 مل9: 15-19).

تعاون حيرام ملك صور مع سليمان في بناء الهيكل
والقصور (1 مل5: 1-12،
9: 10-14).

أقام سليمان أسطولًا تجاريًا بالتعاون مع حيرام
ملك صور؛ لجلب الذهب والمعادن وكل أنواع التجارة (1 مل9: 26-28).

زارته ملكة سبأ وتعجبت لحكمته وغناه وقدمت له
هدايا وأعطاها هدايا كثيرة
(1 مل10).

تزوج بنساء كثيرات عددهن سبع مئة بالإضافة إلى
ثلاث مئة من السراري وكان منهن أجنبيات كثيرات، أملن قلبه إلى عبادة الأوثان،
فسمح بإقامة تماثيل للآلهة الغريبة في أورشليم وما حولها (1 مل11).

سمح الله بقيام مقاومين لسليمان؛ لانشغاله
وانغماسه في الشهوات وإدخاله عبادة الأوثان وقام عليه متمردون مثل يربعام ورزون
وهدد الأدومي (1 مل11).

أعطى الله راحة لسليمان، فخضعت له الشعوب المحيطة
ولأجل نظامه الإدارى المتميز جعل دولته عظيمة وغنية جدًا، حتى صار الذهب والفضة
كالحصى لكثرتهما (1 مل10).

كتب سليمان أربعة أسفار في الكتاب المقدس هي
الأمثال والحكمة ونشيد الأنشاد والجامعة، كما اشترك في كتابة سفر المزامير،
فَيُنْسَب إليه المزموران 72، 127 وكتب أيضًا ثلاثة آلاف مثل و1500 نشيد لم تكتب في
الكتاب المقدس.

جعل اللغة العبرية من اللغات المعروفة في العالم،
بفضل كتاباته الكثيرة، فصارت وسيلة لإعلان الحق الإلهي.

من ضعفات حكم سليمان، انشغاله بالنساء والسماح
بإدخال الآلهة الغريبة إلى مملكته وتشدده في الحكم والتسخير، مما جعل الشعب
يعانى ويشتكى لرحبعام ابنه، إذ كانوا يخافون قوة وسيطرة سليمان (1 مل12: 4).
وكذلك الإسراف في المباني واحتياجات المملكة، مما سبب عجزًا في ميزانية
المملكة، فساعده حيرام (1 مل9: 14). وهذه الانشغالات أبعدته عن واجبه في نشر
الإيمان بالله وسط الأمم المحيطة، التي كانت تعظمه جدًا. ورغم إقامة سليمان
للهيكل ولكنه سمح بتقديم الذبائح على المرتفعات لله، مما أعثر الشعب ودفعهم بعد
هذا لتقديم عبادة للآلهة الغريبة على المرتفعات.

بعد أن ملك سليمان أربعين عامًا ومر بفترات ضعفه،
تاب أخيرًا، بدليل كتابته لسفر الجامعة في أواخر حياته. ومات عن عمر حوالي ستين
عامًا ودفن في أورشليم
(1 مل11).