تَفْسِير سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ]]>
تَفْسِير سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ
المقدمة
سفر أعمال الرسل مع الأناجيل يمثلون الأسفارالتاريخية فى العهد الجديد فالأناجيل تسرد حياة الرب يسوع فى الجسد. وسفر أعمالالرسل يسرد قصة بداية الكنيسة، ويعطينا صورة للكنيسة الأولى. ونرى فيه العقباتالتى واجهت الكنيسة وعمل الروح القدس فى الكنيسة. نرى فيه نجاح الكنيسة وإنتشارهامن أورشليم إلى اليهودية ثم إلى السامرة ثم إلى كل الأرض حتى روما عاصمة العالمالمعروف وقتئذ تماماً كما أراد الرب (أع 8:1).
ونرى فى سفر أعمال الرسل تحقيق وعد الرب بإرسالالروح القدس (يو 16:14، 17، 26 + 26:15، 27 + 7:16، 13 + مر 10:13، 11). وقد تمهذا يوم الخمسين (أع 1:2-4). وبقوة الروح القدس وبإرشاده جال التلاميذ يبشرون فىكل الأرض.
وإن كانت الأناجيل هى حياة المسيح فسفر أعمالالرسل هو المسيحية.
الأناجيل هى الله فى الجسد وسفر الأعمال هو اللهفى الناس.
الأناجيل هى كرازة المسيح وسفر الأعمال هو كرازةالرسل إمتداداً لكرازة المسيح. وهذا السفر هو المسيح فى تلاميذه، هو عمل المسيحبالروح القدس فى تلاميذه. وهو تنفيذ ما قاله المسيح فى الأناجيل وأنه معنا إلىإنقضاء الأيام.
نرى فى الأناجيل ميلاد المسيح ونرى فى سفرالأعمال ميلاد الكنيسة جسد المسيح.
نرى فى الأناجيل ألام العريس لأجل عروسه وفى سفرالأعمال نرى ألام العروس لأجل محبتها فى عريسها.
فى الأناجيل نرى المسيح يغسل أقدام تلاميذه وفىسفر الأعمال تلاميذ المسيح يغسلون أقدام العالم.
فى الأناجيل نرى الروح القدس يُكَوِّنْ للإبنجسداً من بطن العذراء وفى سفر الأعمال نراه يُكَوِّنْ الكنيسة جسد المسيح.
هو سفر أعمال الروح القدس:
البعض يسمى سفر أعمال الرسل بسفر أعمال الروحالقدس وذلك للأتى:-
الروح القدسهو الذى أسس الكنيسة وأعطى الكلمة على فم الرسل وأعطاهم القوة على إحتمال الألموأعطاهم التعزيات لذلك طلب منهم السيد المسيح أن لا يبرحوا أورشليم إلى أن يلبسواقوة من الأعالى وهذا ما تم فى يوم الخمسين.
1- حلالروح عليهم وهم يصلون بنفس واحدة. وكانوا كلما يفعلون يمتلئون من الروح القدس(23:4-31 + 48:13-52 + 1:2-4). إذاً الروح القدس لم يُطْلَبْ مرة واحدة. ولم يكنالإمتلاء مرة واحدة. بل كانت الكنيسة فى صلاة مستمرة طول الحياة طالبة الإمتلاء.
2-كان الروح القدس يقودهم فى قراراتهم حينمايجتمعون (28:15).
3- كانالروح القدس يؤيد الرسل بالمواهب والآيات مثل موهبة الألسنة (4:2) وموهبة النبوة(27:11-29 + 9:21-11) والوعظ والتعليم (رو 4:12-12).
4-أعطى الروح القدس للرسل سلطان فحكم بولس علىباريشوع الساحر بالعمى (9:13-11).
5- كانالروح يحرك التلاميذ فقال لفيلبس أن يذهب للوزير الحبشى (29:8) وبعد أن أتم مهمتهخطف الروح فيلبس إلى مكان أخر (29:8-40 + 19:10) ومنع الروح بولس من الذهاب لأسيا(6:16،7) وأعطى الرسل رؤيا ليذهبوا إلى مكدونية (9:16).
6-أيد الروح القدس الرسل بالمعجزات (6:3-8 +12:5-16 + 36:9-41 + 3:14 + 11:19-12 + 7:20-12).
7- كانالروح القدس يُعطى بوضع اليد، يد الرسل (وخلفائهم من الأساقفة فيما بعد لتمتدويستمر عمل الروح القدس فى الكنيسة). وهذا هو التثبيت الذى يلى سر المعمودية (38:2+ 14:8-17 + 1:19-7).
8-كان الروح يعلم التلاميذ كما حدث لبطرس فى قصةكرنيليوس (19:10-20).
9-كان الروح يختار التلاميذ للعمل (2:13) وكانيرسلهم (4:13).
10-كان الروح القدس يعطى التعزية (31:9).
11-الروح القدس هو الذى يقيم الأساقفة (18:20).
لقد ظن اليهود وغيرهم من الرومان أنهم قتلواالرب يسوع وتخلصوا منه لكنه قام وصعد إلى السموات ليرسل روحه فيؤسس الكنيسة التىهى جسده ليس فى أورشليم أو اليهودية فقط بل فى كل العالم. وجعل الناس خليقة جديدة.لقد ملأ المصلوب القائم من الأموات المؤمنين بروحه فنشروا المسيحية بقوة وبسرعجيب.
كاتب السفر:
هو القديس لوقا كاتب الإنجيل المعروف بإسمه،قارن (لو 1:1-4 مع أع 1:1-2) وقارن (لو 50:24-51 مع أع 4:1).
فالقديس لوقا كتب السفرين إلى شخص واحد هوالعزيز ثاوفيلس. وسفر الأعمال كما هو واضح، موضوعه يلى موضوع الإنجيل. الإنجيل هوما إبتدأ المسيح يعلمه ويعلم به على الأرض والأعمال هو ما يكمله بروحه القدوس الآنوحضوره السرى.
وثاؤفيلس هو أحد وجهاء الرومان بدليل لفظ العزيزالذى يعنى صاحب العزة وهو لفظ خطاب للعظماء (أع 3:24).
والقديس لوقا من إنطاكية عاصمة سوريا. ولذلك نجدفى سفر الأعمال إشارات خاصة بإنطاكية. فمنها بدأت رحلات بولس الرسول. وفى إنطاكيةدُعِىَ التلاميذ مسيحيين أولاً. وقرارات مجمع أورشليم وجهت أساساً لإنطاكية(22:15-35).
ونلاحظ أن لوقا حين كتب أسماء الشمامسة قال عننيقولاوس أنه دخيل إنطاكى فهو إذاً يعرف شعب إنطاكية بالإسم ويعرف المؤمنينوالدخلاء.
الدخلاء : هم الأمم الوثنيونالذين تهودوا وإختتنوا ودخلوا إلى اليهودية ولعل لوقا إنضم لبولس فى بداية رحلتهالثانية (أع 40:15). والرحلة بدأت من إنطاكية. فبولس أخذ معه لوقا من بلدهإنطاكية. وبولس يذكر لوقا ضمن العاملين معه (كو 7:4-14 + 2تى 10:10-11 + فل 24).
ويبدو أن لوقا كان أممى الأصل ففى رسالتهلكولوسى يضعه بولس الرسول مع إبفراس وديماس وليس مع ارسترخس ومرقس الذين هم منالختان.
وكان لوقا طبيباً (كو 14:4). والأطباء كانواعلماء ويتميز أسلوب لوقا بالدقة العلمية وتحديد التواريخ (لو 1:2،2 + لو 1:3،2).ونلاحظ فى سفر أعمال الرسل أنه يدون بدقة كل مدينة بحسب مقاطعتها فيقول برجة فىبمفيلية وإنطاكية فى بيسيدية وميرا فى ليكية وفيلبى فى مكدونية ولسترة ودربة فىليكأونية وطرسوس فى كيليكية والموانى الحسنة فى كريت. فهو يتتبع كل شئ بتدقيق كماقال هو بنفسه عن نفسه (لو 3:1).
وقيل أنه كان رساماً فناناً ترك رسماً للسيدةالعذراء. بل أن كتاباته هى لوحات ناطقة، راجع قصة تهليل الملائكة يوم ميلادالمسيح. وهكذا كثير من قصص سفر الأعمال وبالذات قصة غرق السفينة (أع 27) فهى لوحةناطقة لمؤرخ رأى الحادث بعينه. قال أحد الدارسين عن هذا الإصحاح أن الكاتب رأى كلشئ بعينيه ووصفه بدقة ولكنه لم يكن بحاراً محترفاً فهو لا يستخدم ألفاظ البحارة.
ولوقا لم يكن له زوجة أو أولاد. وحسب التقليدالقبطى فهو قد إستشهد على يد نيرون وتعيد له الكنيسة فى 22 بابة، 1 نوفمبر. ونقلالإمبرطور قسطنطينيوس رفاته الطاهر إلى القسطنطينية.
ويقول التقليد أن لوقا هو أحد السبعين رسولاًالذين عينهم المسيح وأرسلهم ويقول التقليد أيضاً أنه أحد تلميذى عمواس لذلك لميذكر إسمه.
ولقد كتب لوقا إنجيله فى أثناء فترة سجن بولسالرسول فى قيصرية وذلك بالإتصال بالتلاميذ والعذراء مريم وهذا ما نفهمه من بدايةإنجيله. ثم كتب سفر الأعمال أثناء إقامة بولس الرسول مسجوناً فى روما أيام السجنالأول سنة 62م.
نمو الكرازة:
1- ماإن حل الروح القدس على التلاميذ، حتى بدأوا يبشرون فى أورشليم ثم بدأوا ينتشرون فىكل العالم. وسفر الأعمال هو مجرد لمحات من قصة هذه الكرازة مثالاً لذلك الإنتشاروما قابله من مقاومة وإضطهاد أو قبول وفرح وما تسلح به الرسل من قوة سمائية وصفاتروحانية.
2- إستعملالرسل اللغة العبرانية مع اليهود القاطنين فى اليهودية وأورشليم وهؤلاء المتحدثينبالعبرانية من اليهود يسمون أنفسهم باليهود العبرانيون، وهم يميزون أنفسهم بهذاالإسم عن اليهود الساكنين خارج اليهودية الذين كانوا يسمونهم اليونانيين (1:6).ونحن أمام طائفتين من اليونانيين:-
أ-اليهود الساكنين في الشتات ويتكلمون اللغةاليونانية، هؤلاء يسمونهم المتهيلنين Hellinists ويسمون اليونانيين فى الترجمة العربية (1:6).
ب-اليونانيين الوثنيين أو الهلينيين Hellenes.
3- بدأالرسل باليهود ثم ذهب فيلبس إلى السامرة. والسامرة هى خليط من اليهود والوثنيين.وكان اليهود لا يتعاملون مع السامريين (أع 8).
4- ثمبدأ قبول الأمم فى قصة كرنيليوس (أع 10) ثم فى كنيسة إنطاكية (أع 11) ثم إنطلقبولس وبرنابا لكل الأمم إبتداء من أسيا الصغرى ثم أوروبا وأخيراً إلى روما. وكانهذا ما أراده السيد المسيح (أع 8:1).
5-تأسست كنائس كثيرة فى كل العالم حتى أنه لماإحترقت أورشليم كانت المسيحية قد ملأت المسكونة وإنتشر ملكوت الله فى كل العالم.
6- لميرد فى السفر أى إشارة لما بعد وصول بولس إلى روما ولا إلى إضطهاد نيرون للمسيحيةسنة 64م. فالسفر ينتهى ببولس الرسول فى السجن، ولكننا نجده يكرز ويبشر وهو فى سجنهفالبشر قد يقيدون لكن كلمة الله لا تقيد. وهذا هو هدف المسيح أن تصل المسيحية لكلالعالم وها قد وصلت إلى روما عاصمة العالم المعروف وقتئذ لذلك ينتهى السفر بوصولالكرازة إلى روما.
7- هذاالسفر يتوقف ولكن لا ينتهى. والكلام يقف فجأة كالقصة المبتورة (30:28-31). فهذاالسفر مفتوح للتكملة. والكنيسة خداماً وشعباً يكتبون الفصول التالية فيه إلى نهايةالعالم، لذلك لا نجد السفر ينتهى بكلمة أمين كما ينتهى كل أسفار الكتاب، فالسفر لمينتهى وتطبيقاً لذلك نجد الكنيسة تقرأً كتاب السنكسار بعد سفر أعمال الرسل(الإبركسيس) فى القداسات. والسنكسار كما هو معروف هو كتاب أخبار القديسين والشهداء.
8- قاوماليهود والوثنيون نمو الكنيسة. ومن خلال قبول الكنيسة بمؤمنيها للموت إنتشرتالكرازة فى العالم كله. بل كانت محاكمات المسيحيين فرصة للكرازة أمام الولاةورؤساء الكهنة، بل أن تشتيت المسيحيين نتيجة الإضطهاد صار فرصة للكرازة (أع19:11).
9- بدأتالكنيسة تأخذ شكلها كما نرى فى سفر الأعمال، فقد صار هناك أساقفة وقسوس وشمامسة،وصارت هناك مجامع تتخذ القرارات، على أنه فى بداية الخدمة كانت إختصاصات كل درجةكنسية من الأساقفة والقسوس والشمامسة غير واضحة. فكان عمل الأسقف متداخلاً مع عملالقسيس (أع 21:14-23 + 7:20) فهنا نجد بولس الرسول يخاطب الكهنة على أنهم أساقفةوقسوس فى نفس الوقت. ثم ظهر التمايز بينهما بعد ذلك، فتحدد أن الأسقف هو خليفةللرسل له سلطان وضع اليد، ومع أن الإختصاصات كانت غير واضحة أولاً إلاّ أن سلطانوضع اليد كما هو واضح فى سفر الأعمال كان خاصاً بالرسل وحدهم (أع 12:8،14-17).ونفس التداخل فى الإختصاصات حدث بين القسوس والشمامسة فنجد أن فيلبس وهو شماس كانيعمد إلاّ أنه لم يكن يضع يده ليحل الروح القدس.
10-أطلق اليهود على المسيحيين أولاً إسم أتباع طريق(2:9+9:19) ثم أسموهم شيعة (14:24) ومذهب (22:28) أما المسيحيين فسموا أنفسهمكنيسة (47:2) وأطلق عليهم إسم مسيحيين فى إنطاكية (26:11).
11-سلكت الكنيسة بحكمة ورفق مع المؤمنين فنرى أنمجمع أورشليم إتخذ قراراً بأن الختان غير ملزم للأمم. ولكن بسبب ضعف المسيحيين منأهل الختان نجد أن بولس ختن تيموثاوس حتى لا يتعثروا، ويستطيع تيموثاوس أن يخدمبينهم وفى هذا كما قال بولس نفسه صرت لليهود كيهودى. وبهذا المنطق نجد بولس يقبلأن يتطهر ويحلق رأسه أمام اليهود ليجذب على كل حال قوماً (راجع أع 15 + 17:21-24 +غل 1:3-10 + أع 3:16 + 1كو 20:9-23).
مواهب التكلم بألسنة :
أعطى الله للرسل ولغيرهم من الذين أرسلهمللكرازة موهبة التكلم بالألسنة وذلك لإنتشار الكرازة وسط الشعوب التى تتكلم بلغاتولهجات مختلفة (11:14). ولذلك أعطى الله بولس ألسنة كثيرة (1كو 18:14). وأعطىالتلاميذ هذه الموهبة (4:2،8). وهذا ما حدث يوم الخمسين إذ كان يجتمع فى أورشليميهود من كل أنحاء الأرض (حوالى 15 أمة مختلفة). وتكلم وسطهم التلاميذ بلغاتهم التىيعيشون فيها فى بلادهم. وبهذا يعلن الله أنه إله الأرض كلها وسيخلص كل الأمم.
على أن موهبة التكلم بألسنة حدثت أيضاً فى حالةكرنيليوس إذ حل الروح القدس عليه قبل المعمودية (وهذه حالة إستثنائية أعلن اللهبها قبوله للأمم حتى ينتهى شك التلاميذ من ناحية هذا الأمر). ولما رأى بطرس أنالروح القدس حل على الأمم حتى بدون تعميد فَهِمَ أن إرادة الرب هى قبول الأمم فقامبطرس بتعميدهم فوراً. وحينما حلَّ الروح على كرنيليوس تكلم بألسنة وكان هذا نفس ماحدث مع بطرس والتلاميذ يوم الخمسين، وهذا ما أكد لبطرس أن الأمم صاروا سواء بسواءمع اليهود، الكل صار واحداً فى المسيح.
وحدث هذا مرة ثانية فى أفسس حين وضع يديه على منإعتمدوا فحل عليهم الروح القدس وتكلموا بألسنة. وكان هذا علامة لهم على أن هناكعمل للروح القدس، إذ كانوا لا يعرفون سوى معمودية يوحنا (1:19-6). ولكن بعد أن صارهناك فى كل أمة وكل كنيسة من يبشر بلغة الكنيسة ويعظ بلغة أهل هذا الشعب لم يعدهناك حاجة لموهبة التكلم بألسنة (1كو14)، موهبة الألسنة ليست للإستعراض بل للخدمة.
ملاحظات على سفر الأعمال:
1- يشملسفر الأعمال على عظات وأحاديث لإسطفانوس وبولس وبطرس وملخصها أن الله نزل وخلصالإنسان. هذه هى الرسالة المسيحية فى جوهرها وبساطتها، وأن الإيمان بهذا المخلص هوطريق الخلاص.
2-الألفاظ التى إستخدمتها الكنيسة مسميات لمافيها، كانت كلمات موجودة فى اللغة، ولكنها إتخذت مع الزمن تعاريف محددة خاصة.
فلفظ إكليسيا كان يعنى لغوياًجماعة وصار يعنى كنيسة.
ولفظ بريسفيتيروس يعنى لغوياًشيخ وصار يعنى قسيس.
ولفظ إبيسكوبوس يعنى لغوياً ناظروصار يعنى أسقف.
ولفظ دياكونوس يعنى لغوياً خادموصار يعنى شماس.
الكنيسة لم تخترع ألفاظاً للمسميات الكنسية بلإستخدمت كلمات موجودة فى اللغة وإتخذت هذه الألفاظ معانٍ كنسية خاصة.
3- هناكلفظ إنتشر فى الكنيسة إستعماله وهو السيمونية وذلك بناء على قصة سفر الأعمال(18:8-21) حينما أراد سيمون الساحر أن يشترى موهبة وضع اليد بالمال من بطرسالرسول. وصارت السيمونية هى شراء الرتب الكنسية بالمال وهذه قد شجبها القديس بطرسفى سفر الأعمال. ثم حكمت الكنيسة بعد ذلك بحرمان من يشترى ومن يبيع الرتب الكنسية.ووضع بولس الرسول شروطاً لإختيار الأسقف والشماس (1تى 3).
4-كان أساس إخيار الشعب لرعاته عن طريق الإنتخاب(3:6) ويلى ذلك وضع اليد (2:13-3 + 23:14 + 17:20،28 + 6:6).
5- صارتإجتماعات الكنيسة والقداسات يوم الأحد بدلاً من يوم السبت (7:20-11). وفى هذهالقصة نجد أن المؤمنين يجتمعون عشية الأحد فى التعاليم والتسابيح صائمين حتىالقداس فجر الأحد.
6- يعتبرسفر الأعمال هو الرباط الذى يربط بين الأناجيل ورسائل بولس الرسول فكيف كنا سنعرفبولس الرسول إن لم يُكْتَبْ سفر الأعمال. لقد أظهر لوقا أن بولس رسول مختار مرسلمن الله مباشرة له سلطان مثل باقى الرسل، فالرب قد ظهر له وأرسله وصنع معجزاتكباقى الرسل. ونرى بولس فى سفر الأعمال على نفس قامة بطرس.
بطرس شفى الأعرج
2:3
وبولس شفى الأعرج
8:14
بطرس كان ظله يشفى
15:5
مناديل بولس تشفى
18:16
بطرس كشف الساحر واسكته
20:8
بولس أعمى الساحر
6:13
بطرس أقام ميت
36:9
بولس أقام ميت
9:20
بطرس أخرجه ملاك من السجن
19:5+7:12
بولس فتح له ملاك السجن
25:16
بطرس أُعْلِنَ له فبول الأمم
كرنيليوس
بولس كان رسول الأمم
ولنلاحظ أن الرب يخرج بطرس من السجن ويفتحالباب لبولس فى سجنه وذلك حتى يستطيعا أن يتمما خدمتهما.
فحينما نرى بولس فى سفر الأعمال على هذه القامةالرسولية العالية نقرأ رسائله على أن كل كلمة فيها هى من الله فهو رسول عظيم كمارأيناه فى سفر الأعمال.
7- هناكعظات وأحاديث مناسبة لكل من وجهت إليهم. فهناك عظات تقال لليهود كما وعظ بطرس أماماليهود يوم الخمسين وكما وعظ اسطفانوس أمام السنهدريم. وهناك عظات تقال للأمم كماتكلم بولس أمام الأريوس باغوس فى أثينا وهناك عظات للمسيحيين كما كلم بولس قسوسأفسس. وليس ما يقال هنا يقال هناك.
8- نلاحظعمل الله من خلال التاريخ لينتشر الإنجيل. فالإسكندر الأكبر بفتوحاته جعل اللغةاليونانية لغة سائدة وصارت هى لغة المثقفين فى كل العالم لقرون طويلة، وكانت هىلغة الإنجيل. والرومان جعلوا العالم دولة واحدة لها قانون واحد وعَبَّدُوا الطرقوهذا ساعد على إنتقال الرسل عبر كل ولايات الدولة الرومانية.
دور الملائكة فى الكنيسة :
10:1،11 الملائكة يخبرون بالمجئ الثانى.
19:5،20 الملاك يفتح أبواب السجن ويطلب من الرسلأن يذهبوا ويكلموا الشعب.
26:8،27 ملاك يطلب من فيلبس أن يذهب إلى الجنوب.
3:10-6 ملاك يظهر لبطرس فى موضوع كرنيليوس.
6:12-10 ملاك ينقذ بطرس.
23:12 ملاك يضرب هيرودس.
23:27-25 ملاك يظهر لبولس ليخبره بنجاته هو ومنمعه.
حقاً لقد جمع المسيح السمائيين والأرضيين فىكنيسة واحدة.
حكام الرومان:
قد يعينهم قيصر بنفسه وفى هذه الحالة يسمى والى
قد يعينهم مجلس الشيوخ وفى هذه الحالة يسمى نائبقنصل أو قائد رومانى
وإذا كانت المقاطعة صغيرة يسمى حاكم.
ولكن الكل يخضع لقيصر، وقيصر يسمى الأغسطس25:25.
وكانت الإمبراطورية مقسمة إلى ولايات عليها حكاموالحكام هم الصلة بين الولاية وبين القيصر.
والأسماء أو الألقاب التى إستخدمها لوقا للحكامجاءت فى منتهى الدقة فى اللغة الأصلية.
الجيش الرومانى:
مكون من لجيونات (جمع لجيون) أى فيالق. وكللجيون (فيلق) ينقسم إلى 10 أقسام كل منها يسمى كتيبة (كوهورت). والكتيبة تتكون منمئات (سنتوريون). وكل مئة يقودها قائد مئة. وقواد المئات تحت إدارة أمير الذى هورئيس ألف. وبعض الكتائب لها أسماء مثل الكتيبة الإيطالية (1:10،2) وقادة المئاتالذين ذكرهم الكتاب المقدس لهم ذكرى عطرة وسيرة حسنة.
ولقد كان الولاة الرومان يساعدون المسيحيين بلأنقذوا بولس من يد اليهود ولكن كان ذلك قبل الإضطهاد الذى أثاره نيرون ضد الكنيسةسنة 64م.
الطرق فى الدولة الرومانية :
مهدها وعبدها الجيش. وكانت توضع عليها علامات هىالمسافة إلى روما. وكل الطرق كان لها نظام واحد، هو أنها تؤدى إلى روما. ولذلكصارت التنقلات سهلة. فكان لكل طريق حامية عسكرية تدافع عنه، لذلك تنقل الرسلبسهولة من بلد إلى بلد. ومن هنا خرج المثل “كل الطرق تؤدى إلى روما”.
اليهود :
بعد الرجوع من سبى بابل صارو مشتتين فى العالمولهم جالية فى كل مكان. وكانوا أغنياء متعصبين لهم ترابطهم ومكائدهم وكانوا ذوىتأثير. وكانوا يرسلون الجزية لأورشليم، ويصعدون فى 3 مواسم فى أعيادهم الكبيرة إلىأورشليم (5:2-11 + 27:8). وكان اليهود غير راضين على حكم الرومان عليهم وكانوايتنظرون أن يرسل لهم الله مسيا يخلصهم من الرومان، وكانوا فى ثورة عنيفة ضدالرومان، وكان منهم الغيورين الذين يقاومون الرومان بعنف إلى أن إنتهت ثوراتهم بأنحطم الرومان أورشليم سنة 70م ومن الحركات الفاشلة فى الثورة ضد الرومان (1) حركةثوداس 36:5 (2) حركة يهوذا الجليلى 37:5 ولكن كان بين الشتات من اليهود من قبلالمسيحية وقبل كرازة بولس. وكان لليهود مجامعهم فى كل مكان فى الدنيا. وكان بولسأول ما يذهب إلى بلد يذهب إلى المجمع اليهودى. وكان البعض يستجيب والبعض يرفضويثور ويدبر المؤامرات. لكن عموماً كانت هذه المجامع فى كل مدينة هى نقطة البدء فىالكرازة فى هذه المدينة. وكان يحضر فى مجامع اليهود بعض اليونانيين (الأمم)لإعجابهم بإله اليهود وكانوا يواظبون على الحضور، وهؤلاء كانوا أكثر إستجابة لكرازةبولس من اليهود. وكانت ثورة اليهود ضد بولس أساساً بسبب قبول الأمم وهم كانواًيريدون تهويدهم أولاً. والسبب الثانى لثورة اليهود على بولس، بل ثورة المسيحيينالذين من أصل يهودى (من الختان) هو أن بولس الرسول كان ينادى بالتحرر من قيودالناموس كالختان وغيره.
الهللينية :
بعد الإسكندر الأكبر وغزوه لكل العالم المعروفوقتئذ، إنتشرت الثقافة الهللينية أى اليونانية واللغة اليونانية. وغزت العالمبأدابها وثقافتها وإنتشر الإنجيل باللغة اليونانية. ومن يعرف اليونانية قيل عنهأنه مثقف، ومن لا يعرف اليونانية قيل عنه أنه أعجمى أو بربرى.
تقسيم السفر:
1) نلاحظأن الكنيسة فى بدايتها إستمرت على علاقتها بالهيكل وصلواته حتى إستشهاد إسطفانوس(ص1 – ص5) ثم بعد ذلك ظهر الإضطهاد اليهودى ضد المسيحية (ص8-ص12). وكان هذا بعدمحاكمة اسطفانوس ورجمه (ص6، ص7). ثم نرى إنشار المسيحية فى كل العالم (ص13 – ص28).
2)وقد ينقسم سفر الأعمال إلى قسمين:
أ)أعمال بطرس الرسول (ص1 – ص12)
ب)أعمال بولس الرسول (ص13 – ص28).
أولاً : بطرس الرسول: بطرس هوالرسول الظاهر فى هذا الجزء من السفر
ثانياً:-شاول الطرسوسى: بولس الرسول العظيم
منهو بولس الرسول:
هوشاول من طرسوس جنوب شرق أسيا الصغرى، وكانت تحكم بواسطة الرومان. وهو عبرانى،فريسى إبن فريسى، من اليهود المحافظين. وغالباً فقد أدى والده خدمات ممتازة للدولةالرومانية فحاز على الجنسية الرومانية (الرعوية الرومانية ) بمعنى أن يكون له كلإمتيازات المواطن الرومانى هو وكل أسرته.وأتقن بولس الرسول اليونانية لغة وعلماًوفلسفة. وأرسله والده إلى أورشليم ليتعلم فى مدرسة غمالائيل أشهر معلمى اليهودليصير من الفريسيين (كمن هو حاصل على دكتوراه فى اللاهوت الآن ). وكان الفريسيينيعيشون حياة مدققة للغاية (أع 5:26 ). وعاش شاول مطيعاً للناموس، وكما قال هو عننفسه أنه كان بلا لوم من جهة الناموس. وكان اليهود يعلمون أولادهم حرفة يدويةولذلك تعلم شاول حرفة صناعة الخيام من غزل شعر الماعز. كان شخصاً غيوراً على الحقالذى يراه حقاً ولذلك تعصب لليهودية والناموس وهو إستمع إلى خطاب اسطفانوس وأدركأنه لا معايشة بين الدين الجديد أى المسيحية وما يعرفه عن اليهودية فإشتعل حماساًضد المسيحية وسفك دماء المسيحيين ولكن بعد أن إكتشف الحق الأعلى الذى فى المسيحيةدافع عنها حتى الإستشهاد.
إعدادالله شاول ليصير بولس :
1-إعدادهكفريسى متعمق فى الناموس والأنبياء وهم يشهدوا للمسيح.
2-إعدادهكدارس للفلسفة اليونانية فهو يبشر الأمم ويقف أمام ملوك.
3-سمحله الله أن يستمع لإسطفانوس فى خطابه أمام السنهدربم الشيوخ اليهود. وكان شهادةاسطفانوس نارية طبعت صورة لاتمحى من ذهن بولس الرسول، فهو إلتقط صورة وجه إسطفانوسالملائكى وهو يشهد بأنه يرى الرب يسوع فى السماء.
4-ثميرى شاول الطرسوسى الرب يسوع من السماء لتنطبق الصورة التى سمعها من إسطفانوس علىما رآه فى السماء.
حياة بولس الرسول بعد نهاية سفر الأعمال
1. قضى بولس سنتانفى الأسر فى روما ثم حصل على البراءة.
2. حصل على حريتهبعد ذلك وقضى سنين حراً ينتقل بين الكنائس. وربما ذهب إلى أسبانيا كما كان يريد رو28:15. ويقول التقليد الإنجليزى أن بولس وصل إلى إنجلترا. والقديس إكليمنضس يقولأن بولس وصل إلى أقصى الغرب. والقديس يوحنا ذهبى الفم يقول أنه ذهب إلى أسبانيا.
3. خلال هذهالفترة كتب رسائله الرعوية (تيموثاوس الأولى وتيطس) ويقال أنهما كتبتا سنه 66م ومنالرسائل الرعوية نعلم أنه زار مكدونية وأفسس 1تى 3:1 وزار كريت تى 5:1 وزار ميليتس2تى 20:4 وهى جنوب أفسس. وزار نيكوبوليس تى12:3 وزار ترواس 2تى 13:4.
4. أخيراً زارروما ليقبض عليه نيرون ويستشهد سنه 68م. وفى خلال حبسه الأخير فى روما كتب الرسالةالثانية إلى تيموثاوس. وقد إستشهد بالسيف لأنه رومانى وإستشهد معه فى نفس اليوم (5أبيب- 12 يوليو) القديس بطرس مصلوباً. وكان إستشهاد بولس خارج أسوار روما حيث بنيتكنيسة القديس بولس خارج الأسوار وبناها قسطنطين الملك حيث استشهد القديس. ومنالمعروف أن نيرون كان قد أشعل الحريق فى روما ليبنى روما الجديدة وقصرة الجديد.ولما ثار الناس عليه ألقى بالتهمة على المسيحيين. فكان اليهود يصطادون المسيحيينويقدمونهم للعذاب والقتل. وغالباً من وشى ببولس الرسول هو إسكندر النحاس 2تى 14:4.وكان انيسيفورس مهتماً ببولس وسط هذه الظروف 2تى 16:1،17. وكان معه لوقا وتيخيكسأيضاً.
تم نسخ الرابط