admin
نشر منذ سنتين
2

تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ

تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ

تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ،
وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ.

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: “تعليات الله في حنجرتهم، وسيوف ذات فمين في أياديهم”.
يرى بعض الدارسين أن هذه العبارة تكشف عن تاريخ وضع هذا المزمور، فالمرتل يرى الشعب يبني أسوار أورشليم تحت قيادة نحميا. الكل يهتف بتسابيح سماوية بصوتٍ عالٍ، وقد أمسك المؤمن سيفًا بيده الأخرى وهو يبني. “باليد الواحدة يعملون العمل، وبالأحرى يمسكون السلاح، وكان البانون يبنون، وسيف كل واحدٍ مربوط علي جنبه” (نح 4: 17-18).
غالبًا ما كانت السيوف عند الرومان تأخذ هذا الطابع، ذات حدين حتى يمكن استخدامها في الطعن كما في الضرب بالسيف.
الترجمة الحرفية:” سيف ذو فمين“، فهو كالحيوان الوحشي يجول ليفترس بكل وسيلة.
يرى المرتل ربنا يسوع المسيح وقد تقلد سيفه على فخذه كجبارٍ، لكي إذ يقدم إنجيل الحب لشعبه، يهبهم روح القوة. يعطيهم ذاته كسيفٍ ذي حدين يبترون به الشر، فلا يكون له سلطان عليهم. ويتقدمهم على الدوام، يبيد ضد المسيح بنفخة فمه (2 تس 2: 8). أخيرًا يظهر على السحاب “وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه” (رؤ 1: 16)، به يدين المسكونة، ويفصل أبناء الملكوت عن أبناء إبليس. وكما يقول القديس جيروم: [به يضرب الأعداء، وبه يفتح ملكوت السماوات.]
“تعليات” هنا تعني ابتهاج بالنصرة، ففرحهم في مخادعهم يقوم لا على استحقاقاتهم الذاتية، وإنما على عمل الله معهم. ما بلغوه هو من قبل نعمته، وإنهم يترجون منه البلوغ إلى الكمال، فقد بدأ وسيكمل معهم.
أما السيوف الحادة من الجانبين والتي في أياديهم، فتحمل معنى رمزيًا. يُفهم منها أنها كلمة الله (عب 4: 12). أما وضعها في صيغة الجمع، فهي لأنها تصدر عن أفواه الكثير من القديسين. أما الحدان أو الفمان، فإشارة إلى أن كلمة الله تعالج حياتنا الزمنية كما تمس تمتعنا بالحياة الأبدية.
* “وسيوف ذات حدين في أياديهم“… لماذا في أياديهم وليست على ألسنتهم…؟
بالقول “بأياديهم” يعني “بسلطان”. لقد تسلموا كلمة الله بسلطانٍ، يتكلمون أينما أرادوا ولمن أرادوا، لا يخشون سلطانًا، ولا يحتقرون فقرًا.
فإن في أياديهم سيفًا يلوحون به، ويستعملونه، ويضربون به أينما أرادوا. هذا كله في سلطان الكارزين. لو أن الكلمة ليست في أياديهم، لماذا كُتب: “كانت كلمة الرب عن يد حجيَّ النبي” (حج 1: 1)…؟
أخيرًا يمكننا فهم هذه “الأيادي” بطريقة أخرى أيضًا؟ لأن الذين تكلموا كان لهم كلمة الله في ألسنتهم، هؤلاء الذين كتبوها بأياديهم.

هل تبحث عن  سنكسار الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 م الموافق 22 هاتور 1737 ش

القديس أغسطينوس

* “تسابيح الله العالية في حناجرهم”. بالتأكيد من يصرخ، لا يصرخ من حنجرته، وإنما بشفتيه. بالطبع أقصد أن الشخص لا ينطق بصوتٍ عالٍ بحنجرته بل بشفتيه. فكيف يقول هنا: “تسابيح الله العالية في حناجرهم”؟ “نصرخ: يا أبّا، الآب!” الصوت الذي يصرخ لله لا يخرج من الشفتين، وإنما من القلب. بالحقيقة قال الرب لموسى: “ما لك تصرخ إليّ؟ بالتأكيد لم ينطق بكلمة…
“وسيوف ذات حدين في أياديهم”… سيوف القديسين ذات حدين… مكتوب عن الرب المخلص: “وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه” (رؤ 1: 16). لاحظوا جيدًا أن هؤلاء القديسين يتقبلون من فم الله السيوف ذات حدين، يمسكون بها في أياديهم. لذلك يعطي الرب سيفًا من فمه إلى تلاميذه، سيفًا ذا حدين، أعني كلمة تعاليمه.
يعطي سيفًا ذا حدين: أي (التفسير) التاريخي والرمزي، الحرف والروح.
سيف ذو حدين، يذبح الأعداء، وفي نفس الوقت يحمي المؤمنين.
السيف ذو الحدين له رأسان: يتحدث عن العالم الحاضر والعالم العتيد. هنا يضرب المقاومين، وفي العلا يفتح ملكوت السماء.

القديس جيروم

* أقوال التعليم الحقيقي تشَّبه بسيوفٍ ذوات حدين، لأنها توضح الحق، وتحطم الكذب والباطل، ولأنها تقهر أقوال الإلحاد، وتوبخ الخاطئين من الشعب. هذه الأقوال الحقيقية هي قيود وأغلال من حديد، تقيد الجدال، وتمنع الكذب والطغيان من جريانه نحو الامتداد والتقدم.

الأب أنسيمُس الأورشليمي

* “تسابيح الله العلوية في حنجرتهم، وسيف ذو حدين في أياديهم، ليصنعوا نقمة في الأمم ودينونة للشعوب” [6-7]. هنا يصور الحرب جنبًا إلى جنب مع الموسيقى، موضحًا أنه بالغناء والتسبيح ينتصرون.
إنه يدعو الغناء بالألحان والمزامير والشكر تسابيح علوية.

القديس يوحنا الذهبي الفم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي