وقالَ لَهم: مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل،
ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة،
“ أَقرِضني ” فتشير إلى طلب للحصول على خبز الجسد.
ويعلق القدّيس مقاريوس الراهب المصريّ “لا يشعرُ المتسوّل بأيّ إحراج في أن يقرعَ الباب ويسألَ: وإن لم يعطِه أحدٌ شيئًا، يدخلُ إلى المنزل ويطلبُ بمزيد من قلّة الإحراج، خبزًا أو لباسًا أو حذاءً في سبيل راحة جسده. هو لا يرحلُ إن لم يحصلْ على شيء ما، حتّى لو تمّ طرده”(العظة 16، المجموعة الثالثة).
أمَّا عبارة “ثَلاثَةَ أَرغِفَة” فتشير بحسب ثيوفلاكتيوس بطريرك بلغاريا إلى إشباع احتياجات جسد الإنسان ونفسه وروحه”؛ أمَّا القديس أوغسطينوس فيرى في هذه الأرغفة الثلاث تعبير عن إيماننا الثالوثي”. ويرى آخرون في رقم (3) إشارة للثالوث فنحن نشبع بمعرفتنا وعلاقتنا بالثالوث. فالروح يُثبتنا في الابن، والابن يحملنا لأحضان الآب؛ والبعض الآخر يرى في رقم (3) إشارة للقيامة، فنحن نشبع بجسد المسيح القائم من الأموات في اليوم الثالث.