admin
نشر منذ سنتين
2
ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!

ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!

إنجيل القدّيس مرقس ٦ / ٤٧ – ٥٦

لَمَّا كانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفِينَةُ في وَسَطِ البُحَيْرَة، ويَسُوعُ وَحْدَهُ عَلى اليَابِسَة.
ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم.
ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا،
لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».
وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش،
لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم.
ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك.
ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً.
وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود.
وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.

التأمل: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».

نؤمن أنك معنا، لذلك لن نخاف..
لن نخاف الرياح مهما اشتدت..
لن نخاف الامواج مهما ارتفعت..
لن نخاف الصعاب مهما كَبُرَت..
ما دمت معنا، ترافقنا في رحلتنا، في بحور هذا العالم المضطرب، المستعد دائماً لابتلاع ما تبقى من إنسانية، لن نخاف..
نثق أنك ستأتي لنجدتنا، ولو في آخر ليلنا، ستأتي مع الفجر حاملاً إلينا نوراً يمسح ظلمتنا في هذا الشرق الحزين، يهدىء من روعنا ونحن على فوهة بركان، ينشر بيننا دفء العلاقات وحسن المعاملة، ونحن شهودٌ على انتحار الانسانية كل يومٍ في سوريا والعراق، في لبنان وفلسطين، في مصر والسودان.. وفي اليمن أيضاً..
لن نخاف من وحشية أشباه بشرٍ، الذين ينحرون بدمٍ بارد من يلبس ثوب الحمل، ثوب الطهارة، ثوب الخدمة، ثوب الانسانية..
نعلم ان الخطر من حولنا يسرح في قرانا ومدننا وأوطاننا ليلاً ونهاراً لكننا قررنا البقاء مهما حدث، لأنك معنا.. لن تتركنا يتامى وسط بحور تلك الشرور.
لن نتراجع امام المخاطر، لأنك معنا، رغم أننا لا نفهم منطقك في أغلب الأحيان، رغم الموت، رغم سواد العقول والأفكار والثياب سنبقى في غزة، في بغداد، في حُمص وحلب، في القاهرة والخرطوم وأيضاً في عدن..
سنرتدي ثوب الراهبات والرهبان، نعم سنلبس الساري للخدمة، أبيض اللون للسلام، المطرز بالازرق للأمل والرجاء، لنشهد أنك لست شبحاً للذبح بل أنت الله ولست سوى محبة..
أعطنا ربي شجاعة في الحب حتى الشهادة، أعطنا ربي قوة الايمان كي نمشي جلجلة شرقنا حتى القيامة. آمين.

هل تبحث عن  رجاء لايرى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي