admin
نشر منذ سنتين
2
حنانيا وسفيرة: الطمع وحب التظاهر


حنانيا وسفيرة: الطمع وحب التظاهر


وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكًا
وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذلِكَ،
وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ.
( أعمال 5: 1 ، 2)



كان وراء الكذب في حالة “حنانيا وسفيرة” الخطيئتان التوأم؛ الطمع وحب التظاهر.
لقد أراد حنانيا أن يحتفظ بجزء من ثمن الحقل لنفسهِ، وأن يُظهر في نفس الوقت أنه كرَّس كل شيء للرب، كما فعل برنابا (ولكن بإخلاص وعن طيب خاطر دون كذب).

هذا هو فكر الجسد حتى في القديس. وكم منَّا لم يتعرَّض لتأثير شرور مُماثلة في قلبه؟ ولكن في هذه الحالة، كان الشيطان هو العامل، وقد دفع الزوجين التعيسين إلى تصرف فيه تحدٍّ مباشر للروح القدس الحال في الكنيسة.
وقد قَبِلَ الروح القدس التحدي، وأظهر وجوده بهذه الطريقة المؤلمة التي لا يمكن أن تفوت أحد.
وقد أعلن بطرس أن هذا هو الوضع، عندما كشف لسفيرة أن تصرُّفهما هذا، هو اتفاق على تجربة روح الرب (ع9).

وكانت النتيجة هو تحوُّل تحدي الشيطان إلى خدمة لله وإنجيله. فأولاً، هذه الحادثة أوقعت خوفًا عظيمًا على الكنيسة، وعلى جميع الذين سمعوا بذلك (ع11). وهذا شيء يُعوِز الكنيسة اليوم، ناهيك عن الناس بصفة عامة. وخوف الرب أمر صحي جدًا في قلوب القديسين، وهو يتفق تمامًا مع الإدراك العميق لمحبة الله. ولقد شعر بولس بتلك المخافة في ضوء الوقوف أمام كرسي المسيح ( 2كو 5: 10 ، 11)، ولو أنه بالنسبة لغير المؤمن يتجاوز المخافة إلى الرعب الحقيقي، وعلينا أن نسعى جميعًا إلى مخافة الرب هذه النابعة من إدراك عميق لقداسة الله.

بعد ذلك، لم يحدث تراجع في قوة الله المعجزية، التي جرت على أيدي الرسل؛ بل في الحقيقة أن هذه القوة تزايدت، حتى إنَّ مجرَّد ظل بطرس كان يُجري المعجزات (ع12، 15، 16). وفي الآيات 12-14 نقرأ أنه بعد وقوع هذه الحادثة، لم يكن غير المؤمنين يجسرون أن يلتصقوا بجماعة المؤمنين، ولكن هذا لم يكن خسارة حقيقية، لأنها منعت أي حركة جماهيرية من أن تُدخِل الزيف إلى الكنيسة. أما عمل الله الحقيقي فاستمر دون إعاقة «وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء» (ع14). قد ينضم إلى الكنيسة أُناس مُدَّعون، ولكن لا ينضم إلى الرب إلا الذين عمل الرب فيهم عملاً فعالاً. وهكذا تحوَّلت الحادثة المُحزِنة لحنانيا وسفيرة إلى خير، مع أنها قد تبدو للمراقب السطحي ضربة قوية لمستقبل الكنيسة.

هل تبحث عن  حنَّة والإله المنّان

أيُّها الآبُ المبارَكْ
احفظَنَّا سائرينْ في سبيلٍ سارَ فيهِ
قبلَنا الربُّ الأمينْ .‬ .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي