خروج 14 15 16

لم يكن بنو إسرائيل قد ابتعدوا كثيرا في خروجهم إلى أرض الموعد حتى أبصروا مركبات جيش فرعون العظيم تسرع نحوهم. لقد غيّر فرعون رأيه فسعى وراءهم مع ستمائة مركبة … وجنودا (خروج 7:14) في محاولة يائسة لاسترداد عبيده. فصرخ الإسرائيليون في الحال إلى الرب في رعب وعدم إيمان وألقوا اللوم على موسى لأنه أخرجهم من مصر.

كان ينبغي على الإسرائيليين أن يؤمنوا بالله ويثقوا في رعايته لأنهم أبصروا المعجزات التي أجراها في أرض مصر ليطلقهم أحرارا. ولكن في مواجهة هذا الخطر الداهم فشل إيمانهم في أول اختبار له. لقد نظروا إلى ظروفهم بدلا من أن يثقوا في الله الذي سينقذهم. ولكن موسى على العكس كان له إيمان بالله. فعلى الرغم من أنه لم يكن يعلم كيف سيخلصهم الله، إلا أنه خاطب الشعب بكل ثقة قائلا لهم: الرب يقاتل عنكم (خروج 14:14).

يتمنى الكثيرون، كما فعل الإسرائيليون، أن يعبروا إلى أرض الموعد متجنبين جميع تجارب الطريق؛ ولكن ذلك يتضمن خسارة كبيرة. فلقد كان في استطاعة الرب أن يقود إسرائيل عبر البحر الأحمر بعيدا عن متناول يد فرعون قبل أن تصل جيوشه إلى شاطئ البحر. ولكن ذلك لن يعلن انكسار قوة الحياة القديمة بمثل هذه الكيفية. فإن الأزمات هي التي تجعلنا ندرك رحمته ونعمته وعونه الذي يأتي في حينه (عبرانيين 16:4).

عندما كانت الأمور تسير على ما يرام لم يكن هناك فرق واضح بين إيمان موسى وإيمان الشعب. ولكن نفس التجربة التي كشفت عن عدم إيمان الإسرائيليين هي أيضا كشفت عن إيمان موسى بكلمة الله. هذا ينطبق أيضا على المسيحيين اليوم. فإننا قد تحررنا من قوة الخطية لنعيش بالإيمان (متى 33:6؛ رومية 17:1؛ يعقوب 17:2؛ 1 يوحنا 4:5). وكل تجربة وخيبة أمل هي بمثابة فرصة لنا إما أن نثق في الرب ونحمده على صلاحه – أو أن نتذمر ونشعر بالإحباط ونعبّر عن خوفنا من النتيجة.

هل تبحث عن  كَمُوش إله الموآبيين

لقد كانت هذه الأحداث التي مر بها الإسرائيليون هامة جدا لدرجة أن الكتاب المقدس سجلها لجميع المؤمنين – كمثال لمسيرتنا الشخصية في طريق الإيمان. لذلك نقرأ هذا الكلام: فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر (1 كورنثوس 1:10-2). ويختم بولس كلامه بالقول: هذه الأمور حدثت مثالا لنا (1 كورنثوس 6:10).

والدليل على إيمان الإسرائيليين هو أنهم لم يبقوا في مصر بل ساروا وراء موسى عابرين البحر الذي فصل بينهم وبين الحياة القديمة. وأيضا فيما يختص بمعموديتنا بعدما نقبل الرب يسوع المسيح كالمخلص، فإننا نقوم معه لكي نسلك نحن أيضا في جدة الحياة (رومية 4:6-5).

إعلان عن المسيح: كالخبز (المن) النازل من السماء (خروج 15:16). قال يسوع: أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء (يوحنا 51:6؛ أيضا 35:6،41،48).

أفكار من جهة الصلاة: افرح بالرب وابتهج على الدوام (مزمور 11:32)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي