كان داود نبيا ً ، نبيا ً عظيما ً للرب ، كان قلبه حسب قلب الله ، يا له ُ من نبي . وكان ملكا ً ، ملكا ً عظيما ً لاسرائيل ، كان الشعب يحبه ُ ويخضع ُ له ، يا له من ملك . وكان غنيا ً ، كانت لديه ِ اموال ٌ كثيرة ، قصوره ُ مملوءة ٌ بالخير ، يا له من غني . وكان قويا ً ، في صباه قتل أسدا ً ودبا ً ، في فتوته قتل جُلْيَاتُ الجبار ، يا له من قوي . لكنه امسك قيثارته ُ وعزف عليها يقول : ” حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي. ” ( مزمور 119 : 37 ) .وجد ان كل ما لديه باطل إن لم يسر في طريق الرب ، بعيدا ً عنه موت . النبوة إن لم تكن في طريق الله ” نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ ” ، الملك إن لم يكن حسب طريق الرب مظهر ٌ كاذب وعرش ٌ حقير . الغِنى إن لم يكن لمجد الرب وبِره تراب ٌ زائل ورماد ٌ باطل . القوة ُ إن لم تكن لخدمة الله جبارة ٌ غاشمة ، ظالمة ، سفاحة آثمة ، حَوِّلْ يا رب عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ. فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي . الباطل ُ حولي ، يدور ُ حولي ، الباطل ُ خلفي وامامي ، الباطل ُ يحيط بي . طلبتي يا رب وصلاتي ، طلبتي ان تساعدني لاحول عيني عن النظر الى الباطل ، الباطل يشملني ويلفني أغرق ُ فيه ِ واغوص كالغريق وسط الماء ، اضرب ُ ذراعي ّ لابتعد َ عنه ُ ، أغوص ُ اكثر ، ارفسهُ ، ابعده ُ ، يقترب مني اكثر ، لا قدرة لي عليه ، لا فِكاك َ لي منه ُ ، استنشقه ُ مع الهواء ، اشربه ُ مع الماء . شهوات العالم حولي باطلة ، ملذاته واطاييبه ُ ومباهجه ُ باطلة ، اهتمامات العالم واهدافه ُ باطلة ، تطلعاته ُ وطموحاته ُ باطلة ، غرور العالم باطل ، مجد العالم باطل ، نجاح العالم باطل وغناه باطل ” بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. ……. الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. ” حول يا رب عيني ّ عن الباطل ، كل ما في العالم قبض الريح لا يبقى في كفي ، لا آخذ ُ شيئا ً معي ، ماذا انتفع ؟ ماذا انتفع لو ربحت ُ العالم كله ؟ الكل باطل ، احيني يا رب في طريقك ، طريقك حياه ، لا حياة الا عندك . كما لم يجد داود حياة ً في مُلكه وغناه وقوته ِ ونبوته هكذا انا يا رب ميت ٌ بدونك . انت لي الطريق والحق والحياة ، مهما حصلت ُ في هذا العالم من اباطيل ، مهما امسكت ُ بها وتمسكت ستسقط من قبضتي حين ترتخي قبضتي وتنفتح حين ارحل ، وسأقف امام العرش بأيدٍ خاوية فالباطل ُ باطل ٌ لا يبقى معي ، الحياة ُ فقط في طريقك ، الباقي فقط خوفك ، الدائم فقط اتبّاعك . حين تقف امام صليب المسيح مقررا ً قبوله ربا ً وسيدا ً ، تحيا . حين تُعلن ايمانك َ به وخضوعك له ، يحيا المسيح فيك . هذا هو الطريق الوحيد للحياة الابدية وكل ما دونه ُ باطل .