admin
نشر منذ سنتين
6
"رأوبين" والذي يمثل قوة الطبيعة




رأوبين:

إذ كانت البركة خلال ظل الناموس بدأ يعقوب ببكره جسديا “رأوبين” والذي يمثل قوة الطبيعة إذ جاء مولودًا من ليئة. “رأوبين” يعني “ابن الرؤيا” لكن للأسف لم يحتفظ بنقاوة عينيه ليرى الأمور السماوية بل أتكل على ذاته فخسر بكوريتة الروحية وفقد بصيرته ليحتل “يهوذا” البكورية الروحية حيث ينعم بمجيء السيد المسيح (البكر) الحقيقي، الذي يشتّمه الآب رائحة رضى، ويراه موضع سروره.

يبارك يعقوب بكره حسب الجسد وفي نفس الوقت يعاتبه: “رأوبين أنت بكري قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز؛ فائرًا كالماء لا تنفضل، لأنك صعدت على مضطجع أبيك، حينئذ دنسته. على فراشي صعد[3-4]. إن كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته نال أفضل رفعة وعز لكنه لا ينسى أنه اضطجع مع بلهة سرية أبيه (تك 35: 22) وبسبب ذلك فقد بكوريته لينالها أبنا يوسف (1 أي 5: 1)، أما البكورية الروحية فاغتصبها يهوذا. لقد انهزم رأوبين أمام شهوته الجسدية فصار كالماء الذي يفور ليبرد ثانية، فاقدًا أفضليته.
كان رأوبين يمثل الشعب اليهودي الذي حُسب بكرًا في معرفة الله لكنه بالجحود فقد بكوريته، ففقد قوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بمحاولتهم إفساد كنيسة الله.

في هذا يقول القديس هيبوليتس الروماني: [كان هناك دور عظيم لإعلان قوة الله لحساب شعبه البكر عند خروجه من مصر، فبسببه تأدبت مصر بطرق كثيرة. لقد عني بقوله: قوتي وبكري الشعب الأول الذي هو أهل الختان]… لكن للأسف فقدوا هذا الامتياز برفضهم الإيمان بالمخلص، وحسبوا مدنسين للكنيسة. وما حدث بالنسبة لليهود يحدث في أيام الارتداد حيث ينكر الكثيرون الإيمان
إذ يقول الأب هيبوليتس: [في الأيام الأخيرة يهاجم الناس مضطجع الآب، أي الكنيسة العروس، بقصد إفساده، الأمر الذي يحدث في هذه الأيام خلال التجديف].

هل تبحث عن  بونتيانوس أسقف روما

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي