رؤى وتعزيات في السجن
قضى مارمرقس تلك الليلة في السجن، مهشم الجسد، ولكن نفسه كانت عالقة بالرب. فكان يصلى في السجن، ولا يفكر إلا في اللقاء بإلهة. ولم يتركه الله وحده (4).
ففي نصف الليل ظهر له ملاك، ولمسه وقواه قائلا:
[يا مرقس. أيها الخادم الصالح: قد أتت ساعتك، وستنال مكافأتك حالا] (5). [تشجع فقد كتب اسمك في سفر الحياة]. فتعزى القديس، ورفع يديه نحو السماء وقال [أشكرك يا مخلصي يسوع الذي لم تتخل عنى أبدا، ووضعتى في عداد الذين نالوا رحمتك].
وما أن توارى عنه الملاك، حتى ظهر له المخلص. وأعطاه السلام، وقال له: “يا مرقس، يا تلميذى، يا إنجيلي، ليكن السلام لك” (6). فصرخ التلميذ قائلا [يا سيدى يسوع] وعندئذ اختفت الرؤيا، ففرح وتعزى، واستعد قلبه لملاقاة الرب.
____________________
4- قال العلامة الدكتور نروتزوس أحد مديري المتحف الروماني بالإسكندرية [إن المكان الذي سجن فيه القديس مرقس ليلا بعد أن جروه بالحبل في يوم 29 برمودة سنة 68م، هو نفس السجن الذي ظلت آثاره باقية إلى عهد دخول الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت مدينة الإسكندرية، بجانب كنيسة يوحنا وأليشع النبي القديمة التي حل مكانها الآن جامع النبي دانيال في آخر الشارع الذي يحمل اسم هذا النبي].وقد ورد ذكر هذا السجن ومكانه في سيرة القديس بطرس خاتم الشهداء (البابا 17) وقيل إنه واقع بالقرب من كنسية بوكاليا حسبما رواه سارويرس بن المقفع. (انظر كامل صالح نخلة ص 108.
5-Chineau, Les Salnts d’Egypte Vol I, P. 506.
وسليم سليمان (فرنسيس العتر): مختصر تاريخ الكنيسة القبطية ص 282.
6- نفس المرجعين السابقين، ابن المقفع (السيرة الأولى)، وسنكسار 29 برمودةcuna[arion، وإيريس حبيب المصري ص 27، ومروج الأخيار ص 234.