admin
نشر منذ سنتين
4

رؤيا دانيال النبي (دانيال7/13-14)

قال بعض الكتاب من الأخوة المسلمين أنَّ ما جاء في (دانيال 2) هو نبوّة عن ظهور الإسلام وامتداده، وقالوا أنَّ الممالك الأربع المذكورة في هذا الفصل هي الكلدانيون والمديانيون والفرس واليونان وأنَّ الإسكندر الكبير هزم الفرس وفرق شملها إلا أنها عادت على سابق مجدها فيما بعد وأخذت تضعف تارة ونقوى أخرى إلي زمن كسرى أنوشروان وبعد موت نبي المسلمين قصد إليها جيوش المسلمين وفتحوها، وفتحوا ما بين النهرين وفلسطين وعليه فمملكة الإسلام هي المقصودة بالمملكة التي خلفت الممالك الأربع وسادت على كل الأرض (دانيال2/44-45)(1).

كما قالوا أيضًا: أنَّ نبوة دانيال المزدوجة: صورة التمثال كناية عن الشرك الذي أربعة ممالك وفي زمن الرابعة ينقطع حجر من جبل بغير يد قطعته فيسحق التمثال والممالك الوثنية التي تحمله. وأنَّ هذا الحجر الذي ضرب تمثال الشرك هو نبي المسلمين وملكوت الله هو الدولة الإسلامية المُقامة علي أنقاض الفرس والروم.

وقالوا أيضًا أنَّ ابن الإنسان الآتي على السحاب في رؤيا دانيال النبي (دانيال7/13-14) يُشير إلى ملكوت نبي الإسلام الذي تأسّس في فلسطين عقب زوال دولة الروم!!
يقول الأستاذ على الجوهري ” واسأل نفسك ما المراد بابن الإنسان؟ وما هو المراد الملائكة القدّيسين؟ ألا تعتقد أنَّه تكلم عن محمد (صلعم)…” (2).

استخدموا بعض أمثلة المسيح مثل مَثَل الكرمة والكرامين الأردياء (متّي21/23-46).

(1) إظهار الحق: ج2،ص 227و228؛ ” محمد في التوراة والإنجيل والقرآن” خليل أحمد إبراهيم ص39و40؛ أنظر أيضًا ” حقيقة النصرانية من الكتب المقدّسة ” علي الجوهري ص195.
(2) حقيقة النصرانية من الكتب المقدّسة ” علي الجوهري ص27و28.
وحديث الرب يسوع المسيح عن حجر الزاوية (3)، وقالوا أنَّ هدا المثل يُشير إلى انتقال المُلك من بني إسرائيل إلى أمّة أخرى، هي أمّة بني إسماعيل!!

هل تبحث عن  مردخاي عم الملكة أستير

بل وقال المستشار الطهطاوي ” فالكرم كناية عن الأرض المقدسة – والكرامون هم بنو إسرائيل. فلما أرسل الله أنبياءه إليهم قتلوا بعضهم وخالفوا بعضًا آخر وعاندوا إلى أنْ أرسل الله سيدنا محمد عليه السلام الابن الوارث ليعقوب بن اسحق في الأرض المقدسة ليكون بنو إسرائيل معه ليؤمنوا به ويتبعوه لكنهم أخذوه خارج الكرم وقتلوه بحسب فهمهم أنهم قتلوا المسيح” (4)!!

واستخدم مؤلّف كتاب إظهار الحق هذا المثل وعددًا آخر من أمثلة المسيح التي بها عبارة ” يشبه ملكوت السموات”، وتبعه في ذلك البعض أيضًا، وقال أنَّها نبوّات عن دولة الإسلام ونبي المسلمين(5)!!

وما قدمه هؤلاء الكتاب هنا مبنيّ على الهوى وبعيد عن فكر الكتاب المقدّس ومليء بالأخطاء الدينيّة والتاريخيّة!! وفيما يلي نقدّم التفسير الدقيق لهذه النبوّات.




مشاركة عبر التواصل الاجتماعي