اربطي هذا الحبل من خيوط القرمز في الكوة ..
واجمعي إليك في البيت أباك وأمك وإخوتك …
( يش 2: 18 )
في قصة النعمة الجميلة الواردة في يشوع2 نتعلم دروسًا هامة، فإن جمع عائلة راحاب، وراء خيوط القرمز، في بيتها، لم يكن هو كل شيء، بل كان هذا مقدمة لأمرين آخرين. لقد كان غرض الله أن يُخرجهم أولاً ثم أن يُدخلهم ثانية. ونفس الشيء نراه في فداء شعب إسرائيل من مصر. إن احتماءهم خلف الأبواب المرشوشة بالدم كان الخطوة الأولى كالاجتماع في بيت راحاب خلف خيوط القرمز، وكلا الأمرين يشيران إلى الخاطئ الذي أُحضِر ليحتمي بصليب المسيح. ولكن الدينونة على مصر، وموت خروف الفصح، والدم الذي رُش على الأبواب، كل هذا كان مقدمة لأمرين آخرين كما قال موسى: «وأخرجنا من هناك لكي يأتي بنا ويعطينا الأرض التي حلف لآبائنا» ( تث 6: 23 ). هكذا فإن عمل المسيح على الصليب وعمل الروح القدس في موضوع رجوع الخاطئ بالتوبة والإيمان لكي يحتمي بدم المسيح الغالي، هو مقدمة لنفس الأمرين: أن يُخرجنا أولاً حتى يتسنى له أن يُدخلنا ثانية. إن عبور البحر الأحمر كان بمثابة إخراجهم، وعبور نهر الأردن كان لكي يُدخلهم إلى الأرض، وهكذا كانت كلمة يشوع «فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وإخوتها وكل ما لها، وأخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج محلة إسرائيل» ( يش 6: 23 ). وهكذا صار الخلاص من مشهد الدينونة كاملاً.
والآن وقد نجوا أحياء ولم يقع عليهم شيء من الدينونة، هم الآن خارج أريحا في أمان كامل ووقعت الدينونة على مدينة الهلاك وعلى كل مَن لم يقبل أن يلجأ إلى بيت راحاب خلف خيط القرمز. ولكن نعمة الله ذهبت إلى أبعد من ذلك. لقد أدخلت راحاب إلى دائرة الامتيازات وإلى ميراث بيت إسرائيل، والآن قد «قد أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته» ( كو 1: 13 ). فراحاب التي كانت زانية قد أصبحت في شركة مع بني إسرائيل في الميراث والرجاء. هل حدث لك هذا الانتقال العجيب أيها العزيز. من أعماق الخطية في مدينة الإثم والهلاك إلى ميراث مع المسيح في المجد؟ وكلمة الله تُخبرنا أن راحاب سكنت في إسرائيل إلى هذا اليوم. ونحن أيضًا «الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه» ( رو 8: 16 ، 17).