رتب أولوياتك

رتب أولوياتك

علمنا وباء كورونا ترتيب الأولويات… لقد أثبت كورونا أن الحياة أفضل من الاقتصاد، لأن الدول ضحّت بجذب السياح من أجل الحياة، وأنها أفضل من التعليم بعد أن أغلقت الدول أبواب المدارس والجامعات من أجل الحياة، وأفضل من الأعمال والصفقات بعد أن أوقفت شركات الطيران رحلاتها، وأفضل من العمل بعد أن وافقت على توفير العمالة وخلو المكاتب، وهكذا…

لكن هل تعرف يا أخي، أن الكتاب المقدس قد سبق منذ زمان بعيد، ورتب لك الأولويات، لكي لا يصيبك الهلاك، بقوله لك: “اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ” (لو12: 23).

هل تدرك هذه الحقيقة الغالية، وهي أن حياتك الأبدية أهم ما لديك، حتى ولو خسرت حياتك الأرضية في سبيلها، تحقيقًا لقوله: “لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟” (مر 8: 36).

إنَّ الشيطان يستغل خوف الكثيرين في ترديد أخبار الوباء السيئة لتنتشر، وتصيب الناس بالفزع، لكيما يعانوا من التوتر والخوف والارتباك الدائم، وبالطبع يَضعُف إيمانهم.

أما وعود الله لمن يتكل عليه فهي أخبار سارة، تُعطي الطمأنينة، وتدفع الإنسان للتسليم ليد الله القدير المحب الضابط الكل، كقول الكتاب: “سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي” (مز 37: 5).

إنه وقت هام الآن ينبغي أن نقف فيه للصلاة، لكي نعلن ضعفنا واتكالنا على الله القوي، ونسلم حياتنا ومصائرنا بين يديه، ونقول له: “اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟” (مز 27: 1).

القارئ العزيز… لا تهتم بسماع الكثير والكثير من هذه الأخبار السيئة، ولكن قف أمام الله الذي يُعلن لك، ولكل إنسان حبه على الدوام.. لا تلتفت للمخاوف.. تَقَوى بالإيمان بوعود الله، كما فعل رجال الإيمان، حسب قول الكتاب عنهم: “أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ” (عب 11: 34).

هل تبحث عن  المسيح .. خبز الحياة في قراءات الكنيسة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي