admin
نشر منذ سنتين
6
رفع العقول نحو السماويات، وانتظار مجيء الرب

وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب

أمَّا عبارة “وَارفَعوا رُؤُوسَكُم” فتشير إلى رفع العقول نحو السماويات، وانتظار مجيء الرب، لأن نجاة الإنسان الأبدية تقترب. ويأتي ربُّ المجد لنجاتنا، ليس فقط على مستوى خلاص النفس، وإنما على مستوى قيامة الجسد أيضًا، حيث يتمجد الإنسان بكليته؛ أمَّا عبارة “اِفتِداءَكم يَقتَرِب” فتشير إلى الظهور المهيب للربّ في نهاية الأزمنة للخلاص والتحرير الحاسم للبشر، وبالتالي، فإنّ نهاية العالم، بالنسبة للمسيحيّين، هو لحظة الالتقاء الشخصي بالربّ الممجّد، وهو العمل الّذي يختتم تاريخ خلاص البشر. وذلك الأمر موافق لقول متى الإنجيلي: ” يُرسِلُ ملائِكَتَه ومَعَهُمُ البُوقُ الكَبير، فيَجمَعونَ الَّذينَ اختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَطرافِ السَّمَواتِ إِلى أَطرافِها الأُخرى. (متى 24: 31). أمَّا عبارة “افتداء” في الأصل اليونانيἀπολύτρωσις (معناها النجاة) فتشير إلى لفظة تقليدية في العهد القديم للدلالة على خلاص شعب الله (مزمور 111: 9)؛ وقد استعملها لوقا عدة مرات إمّا للدلالة على خلاص شعب الله (لوقا 1: 68) أو لفداء الإبكار (لوقا 2: 38) أو لافتداء إسرائيل (لوقا 24: 21). الافتداء هي كلمة رجاء من خلال الضيق والاضطهاد. وهذه اللفظة لا ترد في الأناجيل ألاّ في هذا النص، لكنها من المفردات التي ردَّدها القديس بولس الرسول مراراً في رسائله (1 قورنتس 1: 30، ورومة 3: 24 و8: 23 وقولسي 1: 14). وبعبارة أخرى، تشير صورة الاضطهادات القادمة والكوارث الطبيعية إلى صورة مظلمة وكئيبة، لكنها في النهاية ستكون سببا لا للقلق والاضطراب بل لفرح عظيم لأنها دلالة على أن الخلاص قد اقترب.

هل تبحث عن  كلمات ترنيمة يا قوتي لك أرنم*

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي