البشارة إلى يوسف النجار
هو رَجُل على وَشك الزَّواج من عذراء شابَّة اسمها مريم، لكنَّهُ يكتشِف أنَّها حُبلى قبل أن يتزوَّجا، فهي كانت لا تزال خَطيبته. من الطَّبيعي لأيّ رَجُل في مكانهِ أن يظنّ أنَّها زانِية، وبحسب الشَّريعة يجب أن تُحاكَم ومَصيرها كان الرَّجم حتى الموت، لكن ما حصل مع يوسف كان غير عادي، فهو لم يُرِد أن يُشَهِّر بها أو أن يؤذيها بل أراد أن يترُكها سِرّاً. لماذا فعل ذلك؟ يُخبِرنا الكتاب المُقدَّس بالسَّبب عبر قوله:
“وَإِذْ كَانَ يُوسُفُ خَطِيبُهَا رَجُلاً صَالِحاً…” (إنجيل متَّى 19:1)
لكن قد يقول قائل أنَّ الصَّلاح هو عبر تتميم الشَّريعة أي أن يُسَلِّمها يوسف للمُحاكَمة وفق النَّاموس. لكن هكذا استنتاج يتجاهَل الرِّسالة العامَّة للكتاب المُقدَّس، أنَّ الصَّلاح أو البِرّ هو بالإيمان كما قال الوَحي عن إبراهيم وليسَ بأعمال النَّاموس:
“فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسَبَهُ لَهُ بِرّاً” (سِفر التَّكوين 6:15)
وأن هدَف الشَّريعة الرَّئيسي هو تحضيرنا للمسيح وإرشادنا إليه (غلاطية 24:3)، حتّى الأحكام التي كانت تنصّ على العقوبات هي لكي تُظهِر لنا أنَّ علينا تحمُّل نتائج خطايانا وأنّ العقوبة أحيانا هي الموت، في حين أنَّ العهد الجديد يُخبرنا أنَّ المسيح هو من تحمَّل ذلك بدلاً عنا.